التركيب السكاني في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التركيب السكاني في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

التركيب السكاني في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
أ - تركيب السكان حسب الجنسية:
 
لم تُظْهِرْ نتائج التعدادات السابقة وجود تغير كبير في التركيبة السكانية حسب الجنسية لسكان منطقة جازان، وربما يعود ذلك إلى أنها لم تستطع منافسة بقية المناطق في جذب السكان؛ بسبب محدودية فرص العمل والأنشطة الاقتصادية؛ فنسبة السكان غير السعوديين بقيت شبه ثابتة خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية.
 
وبناء على بيانات تعداد السكان والمساكن عام 1413هـ / 1992م، تشكل الجنسيات العربية نحو 76% من السكان غير السعوديين في المنطقة، ويمثل اليمنيون الأغلبية الساحقة، إذ تصل نسبتهم إلى نحو 56% من إجمالي الوافدين.
 
ويتضح من خلال بيانات عام 1425هـ / 2004م المبينة في (جدول 24) أن نسبة السكان غير السعوديين تتباين من محافظة إلى أخرى؛ إذ تراوح بين أعلى نسبة نحو 22% وأدنى نسبة نحو 4%، في حين تبلغ نسبة السكان غير السعوديين في المنطقة كلها 16%. ويمكن تصنيف المحافظات من حيث توزيع السكان حسب الجنسية إلى فئتين، هما:
 
1 - المحافظات التي يشكل فيها السكان غير السعوديين أكثر من نسبتهم على مستوى المنطقة، وهي محافظات: ضمد 22%، وصبيا 20%، وصامطة نحو 19%، والحرث نحو 17%، ومقر الإمارة (مدينة جيزان) نحو 17%.
 
2 - المحافظات التي تقل فيها نسبة غير السعوديين عن نسبتهم على مستوى المنطقة، وتمثلها بقية المحافظات، إذ تراوح نسب غير السعوديين بين 16% في محافظة بيش، و 4% في محافظة الريث.
 
ب - التركيب العمري والنوعي:
 
تُشير بيانات تعداد عام 1413هـ / 1992م الخاصة بالتركيب العمري والنوعي لإجمالي سكان منطقة جازان إلى أن نحو 50% من السكان هم من صغار السن الذين لا تتجاوز أعمارهم 15سنة، بينما تصل نسبة من هم في سن العمل إلى نحو 46%، ونسبة كبار السن (65سنة فأكثر) إلى نحو 4% تقريبًا. ومن جهة أخرى، تبلغ نسبة الذكور 51% والإناث 49%.
 
ويتسم الهرم السكاني لإجمالي سكان منطقة جازان بقاعدة عريضة، مع عدم وجود تدرج منتظم بين الفئات العمرية بالنسبة إلى الذكور؛ بسبب وجود العمالة الوافدة التي يغلب عليها الذكور الذين يتركزون في فئات عمرية معينة، a (شكل أ) 
 
وأما بالنسبة إلى التركيب العمري للسكان السعوديين، فيتميز بالفتوة؛ إذ تتسع قاعدة الهرم السكاني نتيجة لارتفاع نسبة صغار السن الذين يشكلون نحو 53%. أما السكان في الفئة العمرية الوسطى فيمثلون نحو 43%، ويمثل كبار سن نحو 5%؛ (خريطة 13) و b (شكل ب) . ويلاحظ ارتفاع نسبة صغار السن ارتفاعًا لافتًا؛ مما يعكس تأثير الهجرة الداخلية المغادرة التي يغلب عليها عنصر الشباب، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الخصوبة.
 
ومن جهة أخرى، يتسم الهرم السكاني لغير السعوديين بعدم الانتظام لانخفاض نسبة صغار السن من جهة، والارتفاع النسبي لفئة السكان في سن العمل. فصغار السن لا يمثلون سوى 34%، في حين ترتفع نسبة السكان في سن العمل إلى نحو 64%. أما كبار السن فتصل نسبتهم إلى 2%، ولا تشكل الإناث غير السعوديات إلا 36% من إجمالي غير السعوديين؛ c (شكل ج) 
 
وبوجه عام، يتميز التركيب العمري للسكان السعوديين في محافظات منطقة جازان بالفتوة، (جدول 25) . فترتفع نسبة صغار السن في بعض المحافظات إلى 57%، كما هي الحال في محافظة الريث، وإلى نحو 50% في محافظة فرسان. ومن جهة أخرى، ترتفع نسبة السكان في سن العمل إلى نحو 44% في ثلاث محافظات هي: مقر الإمارة (مدينة جيزان) ومحافظتا فرسان وأبو عريش، بينما تنخفض نسبة هذه الفئة السكانية في بقية المحافظات، وتصل إلى أدنى النسب في محافظة الريث 39% تقريبًا. أما كبار السن فتتباين نسبتهم من محافظة إلى أخرى، فتصل إلى أعلى نسبة في محافظة فرسان 6% تقريبًا، وأدنى نسبة في محافظة الريث نحو 4%.
 
وتشير بيانات التركيب النوعي عام 1413هـ / 1992م إلى أن نسبة النوع لإجمالي سكان منطقة جازان تبلغ نحو 105 ذكور مقابل 100 أنثى، وتقل عن ذلك بالنسبة إلى السكان السعوديين، إذ تبلغ نحو 96 ذكرًا مقابل 100 أنثى. وتعود زيادة نسبة النوع لإجمالي السكان إلى وجود العمالة الوافدة من غير السعوديين، في حين يُعزى انخفاض نسبة النوع للسعوديين إلى تأثير الهجرة الداخلية المغادرة من المنطقة.
 
أما بالنسبة إلى المحافظات، فتتفاوت نسبة النوع لإجمالي السكان تفاوتًا ملحوظًا؛ فترتفع في محافظات الريث، والدرب، والعيدابي، والدائر، وفرسان، وأبو عريش، ومدينة جيزان، وتنخفض في بقية المحافظات لتصل إلى أدنى النسب في محافظة الحرث بنحو 92 ذكرًا مقابل 100 أنثى.
 
ومن جهة أخرى، تصل نسبة النوع لإجمالي السكان بناء على بيانات تعداد السكان لعام 1425هـ / 2004م إلى 107، وللسعوديين إلى 95، ولغير السعوديين 200، مما يشير إلى تغييرات محدودة في التركيب النوعي للسكان. ويبين (جدول 25) التركيب العمري والنوعي للسكان السعوديين وكذلك لإجمالي السكان في محافظات منطقة جازان وفقًا لعام 1413هـ / 1992م.
 
ج - الحالة الزواجية:
 
تُعد الحالة الزواجية إحدى الخصائص السكانية المهمة لارتباط التركيب الزواجي بكثير من جوانب الحياة المختلفة مثل تكوين الأسرة، والإنجاب، والاستقرار الأسري. ويُصنَّفُ التركيبُ الزواجي إلى أربع فئات هي: أعزب (لم يسبق له الزواج)، ومتزوج، ومطلق، وأرمل. وفي عام 1413هـ / 1992م، بلغ إجمالي عدد السكان السعوديين الذين أعمارهم (12 سنة فأكثر) في منطقة جازان 415898 نسمة، تشكل نسبة من لم يسبق لهم الزواج نحو 41%، بينما تبلغ نسبة المتزوجين 51% تقريبًا، ونسبة المطلقين أقل من 2% والأرامل أقل من 7% تقريبًا (جدول 26) .
 
أما على مستوى المحافظات، فيلاحظ أن نسبة العزاب (الذين لم يسبق لهم الزواج) تتفاوت من محافظة إلى أخرى؛ فترتفع في بعضها إلى 44% كما في محافظة ضمد، وتنخفض في بعضها الآخر لتصل إلى نحو 27% تقريبًا في محافظة الريث. ومن جهة أخرى، ترتفع نسبة المتزوجين في 6 محافظات، لتصل إلى أعلى النسب في محافظة الريث 66% تقريبًا، وتصل أدنى النسب في محافظة ضمد نحو 48% تقريبًا. وأما بالنسبة إلى حالات الطلاق، فقد سجلت محافظة الدرب أعلى نسبة 3%، ومحافظة الحرث أقل من 1% تقريبًا. وأما بالنسبة إلى التَّرمُّلِ، فيلاحظ أن مستوياته تراوح بين 9% تقريبًا في محافظة الحرث، وأقل من 6% في مدينة جيزان؛ (خريطة 14) . وفي كل الأحوال تُعد هذه النسب مرتفعة بالمقارنة بالمحافظات في المناطق الإدارية الأخرى، مما يؤكد تأثير الهجرة المغادرة التي تخلف وراءها عددًا كبيرًا من الأطفال والأرامل وكبار السن. ويوضح (جدول 26) الحالة الزواجية للسكان السعوديين (12 سنة فأكثر) وذلك بحسب نسب النوع في محافظات المنطقة لعام 1413هـ / 1992م.
 
وفي عام 1425هـ / 2004م أظهرت بيانات تعداد السكان أن العزاب يمثلون نحو 37% من إجمالي السعوديين الذين تصل أعمارهم إلى 15 سنة أو أكثر، وأن المتزوجين يمثلون أغلب السكان 58%. أما المطلقون فلا تتجاوز نسبتهم 1%. ومن جهة أخرى، تصل نسبة الأرامل إلى قرابة 4%. وهذا التغير الملحوظ في الحالة الزواجية - مقارنة بما كانت عليه في عام 1413هـ / 1992م - لا يُعزى إلى التغير الاجتماعي وحده، بل يضاف إليه تغير السن الذي تجمع عنده بيانات الحالة الزواجية في تعداد السكان والمساكن عام 1425هـ / 2004م، إذ أصبح 15 سنة بدلاً من 12 سنة.
 
د - الحالة التعليمية:  
 
تُعد الحالة التعليمية من أهم الخصائص السكانية؛ لارتباطها بالتنمية البشرية، وتأثيرها في الجوانب الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية. وبناء على بيانات تعداد السكان والمساكن عام 1413هـ / 1992م، فإنَّ نسبة الأمية لإجمالي السكان في منطقة جازان تصل إلى نحو 46%، وللسعوديين 46% أيضًا، ولا تختلف كثير لغير السعوديين نحو 45%. ويلاحظ عدم وجود اختلاف كبير بين نسب الأمية للسعوديين وغير السعوديين على خلاف الوضع في بقية مناطق المملكة. وعلى أي حال، تبلغ نسبة السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة لإجمالي السكان في المنطقة 25% تقريبًا، وكذلك للسكان السعوديين، وتنخفض قليلاً بين غير السعوديين إلى 22% تقريبًا. وتشكل نسبة من يحملون المؤهلات دون الجامعية 27% تقريبًا لإجمالي السكان، بينما تنخفض قليلاً إلى نحو 25% لغير السعوديين. ويشكل حملة المؤهلات الجامعية فما فوق في منطقة جازان نحو 2%. ولكنها ترتفع إلى نحو 8% للسكان غير السعوديين، وتنخفض إلى نحو 1% للسعوديين. ويبين (جدول 27) (خريطة 15) ، الحالة التعليمية للسكان (10 سنوات فأكثر) وذلك وفقًا للجنسية لعام 1413هـ / 1992م.
 
أما على مستوى المحافظات، فإن هناك تباينًا كبيرًا في المستويات التعليمية للسكان السعوديين من محافظة إلى أخرى، جدول 28؛ فعلى سبيل المثال، ترتفع نسبة الأمية إلى 68% تقريبًا في محافظة الريث، وتنخفض نسبيًّا إلى أقل من 36% في مدينة جيزان. ويمكن تصنيف المحافظات بناء على نسب الأمية إلى ثلاث فئات، هي:
 
1- المحافظات التي ترتفع فيها نسب الأمية إلى أكثر من 60%، وتتمثل في محافظات: الريث، والحرث، والعيدابي، والعارضة.
 
2- المحافظات التي تراوح نسب الأمية فيها بين 60% و 50%، وتتمثل في محافظتي: الدائر، والدرب.
 
3-المحافظات التي تنخفض فيها نسب الأمية عن 50%، وتمثلها بقية محافظات المنطقة، وتراوح فيها نسب الأمية بين 49% تقريبًا في محافظة أحد المسارحة، ونحو 36% في مقر الإمارة (مدينة جيزان).
 
أما بالنسبة إلى المستويات التعليمية الأخرى، فيلاحظ التقارب في نسب من يجيدون القراءة والكتابة بين المحافظات، إذ تراوح بين نحو 21% و 26%. وعلى العكس من ذلك، تتفاوت نسب الحاصلين على المؤهلات العلمية دون الجامعية تفاوتًا كبيرًا، فتصل إلى أعلى النسب في مدينة جيزان نحو 37% تقريبًا، وتنخفض إلى أدنى النسب في محافظة العيدابي نحو 11%، أما بالنسبة إلى التعليم الجامعي فما فوق، فيلاحظ انخفاض نسبة الحاصلين على شهادات جامعية في المحافظات كافة، إذ تقل عن 1% في ثماني محافظات، (جدول 28)
 
أما في عام 1425هـ / 2004م، فقد تقلصت نسبة الأمية بين السكان السعوديين في منطقة جازان إلى نحو 26% بعدما كانت تصل إلى 46% في عام 1413هـ / 1992م. وارتفعت نسبة الحاصلين على مؤهلات دون الجامعة إلى 49%. ومن جهة أخرى، قفزت نسبة الحاصلين على شهادات جامعية أو أعلى من نحو 1% في عام 1413هـ / 1992م إلى 6% في عام 1425هـ / 2004م. ويُعد هذا التغير الكبير في الخصائص التعليمية لسكان منطقة جازان إنجازًا كبيرًا في مجال التعليم، إذ يعكس التوسع الكبير الذي شهده التعليم في القرى والأرياف. ولا شك في أن هذا الإنجاز يأتي تحقيقًا لأهداف خطط التنمية التي تهدف إلى إتاحة فرص التعليم لكل مواطن بلغ السن النظامية للتعليم، وتهدف إلى خفض نسبة الأمية بين المواطنين والمواطنات.
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook