التركيب السكاني في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التركيب السكاني في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

التركيب السكاني في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
 
أ - تركيب السكان حسب الجنسية:
 
شهدت التركيبة السكانية في منطقة حائل بعض التغيرات خلال الفترة 1394 - 1425هــ / 1974 - 2004م. فقد تضاعفت نسبة غير السعوديين خلال الفترة 1394 - 1413هــ / 1974 - 1992م عددًا من المرات، وذلك استجابة إلى حاجة سوق العمل خلال ما عرف بالطفرة الاقتصادية، وخصوصًا في القطاع الزراعي الذي شهد نموًا كبيرًا، وعلى الرغم من ذلك تعد المنطقة من المناطق التي تقل بها نسبة غير السعوديين مقارنة بغيرها من المناطق الإدارية، إذ كانوا يشكلون أقل من 16% من إجمالي السكان حسب تعداد 1413هــ / 1992م، ونحو 14% في عام 1425هــ / 2004م، ويشكل العرب نحو 33% من أعداد الجنسيات المقيمة في المنطقة في عام 1413هــ / 1992م، في حين يمثل الهنود والمصريون معًا ما نسبته 48% من إجمالي الوافدين من الجنسيات الأخرى، إذ تبلغ نسبة الهنود 27% تقريبًا، والمصريين 21%.
 
أما على مستوى المحافظات فترتفع نسبة غير السعوديين إلى ما هو أعلى من نسبتهم على مستوى المنطقة في محافظات الشنان، ومقر المنطقة الإداري، وبقعاء، لتصل إلى نحو 17%، و 16%، و 14% على التوالي، ومن جهة أخرى تنخفض نسبة غير السعوديين بدرجة كبيرة في محافظة الغزالة، إذ لا تتجاوز 6% من إجمالي سكانها، (جدول 19).
 
ب - التركيب العمري والنوعي:
 
شكلت نسبة صغار السن (أقل من 15سنة) نحو 50% من إجمالي سكان المنطقة، وبلغت نسبة السكان في سن العمل (15 - 64 سنة) نحو 45%، ونسبة كبار السن (65 سنة فأكثر) نحو 4%. ويُسهم وجود العمالة الوافدة في زيادة نسبة السكان في سن العمل، (جدول 20) ، (خريطة 13).
 
ومن جهة أخرى، تصل نسبة صغار السن من الذكور إلى 42% تقريبًا، ومن هم في سن العمل من الذكور نحو 54%، ولا تتجاوز نسبة كبار السن من الذكور 4%. أما بالنسبة إلى الإناث، فتبلغ نسبة صغيرات السن نحو 48%، واللاتي في سن العمل نحو 49%، في حين تشكل نسبة كبيرات السن نحو 3%.
 
ويتسم الهرم السكاني لإجمالي سكان منطقة حائل بقاعدة عريضة، وبنتوءٍ واضح في جانب الذكور، مع عدم انتظام في تدرج الهرم خصوصًا في الفئات العمرية الوسطى، نتيجة تركز العمالة الوافدة في فئات العمل (شكل 4 ( -1 أ ، -2 ب ، -3 ج ))، ويبرز النتوء أو الاستطالة في أحجام الفئات العمرية بشكل أوضح في الهرم السكاني لغير السعوديين، كما يتضح فيما بعد.
 
ويتميز التركيب العمري للسكان السعوديين بالفتوة، إذ تتسع قاعدة الهرم السكاني بشكل كبير؛ وذلك نتيجة ارتفاع نسبة صغار السن إلى نحو 51% من إجمالي الذكور، وإلى 45 من إجمالي الإناث، وتمثل فئة متوسطي الأعمار 45% تقريبًا من إجمالي السكان السعوديين، في حين تشكل نسبة كبار السن نحو 4%.
 
ويتسم الهرم السكاني لغير السعوديين بعدم الانتظام؛ نتيجة لقلة أعداد صغار السن، إذ لا تشكل هذه الفئة العمرية سوى 14%، في حين ترتفع نسبة السكان في سن العمل (15 - 64 سنة) إلى نحو 85%، وفي المقابل تنخفض نسبة كبار السن بدرجة ملحوظة، إذ لا تتجاوز 2% فقط، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، فالعمالة الوافدة تأتي - بصفة مؤقتة - من أجل ممارسة العمل، ومن ثَمَّ لا بد من أن يكون أفرادها في سن العمل.
 
وبمقارنة التركيب العمري للسعوديين وغير السعوديين، يتبين الفرق الكبير في توزيع السكان على جميع الفئات العمرية، (شكل 4) ، وهذا أمر متوقع عند مقارنة مجتمع فتي يمثله السكان السعوديون بمجموعة سكانية تتكون من عمالة وافدة جاءت لتلبية سوق العمل المحلية ويمثل الذكور في سن العمل أغلب أفرادها.
 
وأما بالنسبة إلى التركيب العمري لسكان المحافظات من السعوديين، فإنه يتسم بالفتوة في جميع المحافظات، إذ تراوح نسبة صغار السن بين 55% و 50% تقريبًا، وتنخفض نسبة صغار السن في جميع المحافظات مقارنة بنسبتهم على مستوى المنطقة، باستثناء محافظة واحدة هي محافظة الغزالة. ومن جهة أخرى، ترتفع نسبة كبار السن في محافظتي بقعاء والشنان، في حين تنخفض في مقر الإمارة (مدينة حائل وتوابعها)، ويبدو أن التركيب السكاني يفسر التباين فيما بين المحافظات. فبوجه عام تنخفض نسبة صغار السن في المحافظات التي ترتفع بها نسبة غير السعوديين.
 
ومن جهة أخرى، تصل نسبة النوع لإجمالي السكان في المنطقة إلى نحو 115 ذكرًا مقابل مئة أنثى في عام 1413هــ / 1992م، وتقل عن ذلك بالنسبة إلى السكان السعوديين حيث تبلغ نحو 96 ذكرًا مقابل مئة أنثى، وتعزى زيادة نسبة النوع لإجمالي السكان إلى وجود الأيدي العاملة من غير السعوديين.
 
وتتباين نسبة النوع لإجمالي السكان من محافظة إلى أخرى، (جدول 20) ، فترتفع إلى ما هو أعلى من نسبة النوع على مستوى المنطقة الإدارية في محافظات: بقعاء، والشنان، ومقر إمارة المنطقة (مدينة حائل)، في حين تنخفض في محافظة الغزالة إلى ما دون النسبة على مستوى المنطقة. ويلاحظ انخفاض نسبة النوع للسكان السعوديين في جميع المحافظات عن نسبة النوع على مستوى المنطقة عدا المقر الإداري (مدينة حائل)، ولا شك في أن الهجرة الداخلية المغادرة تؤثر في أنماط التركيب السكاني، وبخاصة التركيب العمري والنوعي في المحافظات.
 
أما في عام 1425هــ / 2004م، فإن نسبة النوع لإجمالي السكان تصل إلى 111، أي أن هناك زيادة في أعداد الذكور مقارنة بالإناث، وتنخفض نسبة النوع للسكان السعوديين إلى 95 ذكرًا مقابل مئة أنثى، أي أن الذكور السعوديين أقل من الإناث السعوديات. أما بالنسبة للسكان غير السعوديين فإن النسبة ترتفع بدرجة كبيرة إلى 338.
 
ج - الحالة الزواجية:
 
تحظى الحالة الزواجية بأهمية كبيرة، لكون التركيب الزواجي يرتبط بتكوين الأسرة التي تمثل الوحدة الأساسية في المجتمع، وكذلك بتفككها واضمحلالها، وتُصنف الحالة الزواجية - في العادة - إلى أربع فئات رئيسة، هي:
 
 عزاب (لم يسبق لهم الزواج).
 
 متزوجون.
 
 مطلقون.
 
 أرامل.
 
وفي 1413هــ / 1992م بلغ إجمالي عدد السكان السعوديين الذين أعمارهم (12 سنة فأكثر)   203890 نسمة، تشكل نسبة العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج نحو 47%، ونسبة المتزوجين نحو 47%، في حين لا تتجاوز نسبة المطلقين 2%، وتصل نسبة الأرامل إلى نحو 5%، (جدول 21) و (خريطة 14) .
 
أما بالنسبة إلى المحافظات فإن نسبة العزاب ترتفع في محافظة بقعاء مقارنة بنسبتهم على مستوى المنطقة، في حين تنخفض هذه النسبة في بقية المحافظات لتصل إلى أدنى النسب في محافظة الغزالة 42%، (جدول 21) ، وترتفع نسبة المتزوجين عن مستواها في المنطقة في محافظة الغزالة ومقر الإمارة (مدينة حائل) ومحافظة الشنان. وأما بالنسبة إلى حالات الطلاق، فقد بلغت النسبة أعلاها في محافظة الشنان بنحو 2%، وأدناها في محافظة الغزالة 1.4%، وأما بالنسبة إلى فئة الأرامل فتتقارب مستوياتها في جميع المحافظات، إذ تراوح بين 4% و 5%. فترتفع إلى نحو 5% في محافظة بقعاء، وتنخفض في محافظة الغزالة إلى 4.4%.
 
أما في عام 1425هـ / 2004م فيمثل العزاب نحو 38% من إجمالي السكان السعوديين الذين أعمارهم (15 سنة فأكثر)، في حين تصل نسبة المتزوجين نحو 58%، وذلك بناء على بيانات تعداد السكان والمساكن لعام 1425هــ / 2004م، (شكل 5) ، أما المطلقون والأرامل فيمثلون نحو 1% و 3% على التوالي، وعلى الرغم من التغير الملحوظ في التركيب الزواجي مقارنة بعام 1413هــ / 1992م، إلا أنه لا يمكن تفسيره في ضوء التغير الاجتماعي فقط، إذ تغيرت السن التي عندها تجمع بيانات الحالة الزواجية في التعداد الأخير من (12 سنة) إلى (15 سنة)، مما يجعل المقارنة غير ممكنة.
 
د - الحالة التعليمية:  
 
تُعد الحالة التعليمية أحد المؤشرات المهمة للتنمية الاجتماعية، ومن الخصائص السكانية المؤثرة في التغير الاجتماعي، والإنجاب، والدخل، والسلوك الاستهلاكي، وبناء على بيانات تعداد 1413هــ / 1992م، فإن نسبة الأمية في منطقة حائل تصل إلى نحو 36%، وتختلف معدلات أو نسب الأمية بين السعوديين وغير السعوديين. فترتفع بين السعوديين إلى نحو 39%، وتنخفض قليلاً إلى نحو 24% لغير السعوديين، وتتأثر نسبة الأمية بطبيعة التركيب العمري للسعوديين وغير السعوديين، ومن جهة أخرى، تنخفض نسبة السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة إلى نحو 25% للسعوديين، وترتفع بين غير السعوديين إلى نحو 33%. ولا تتجاوز نسبة الحاصلين على المؤهلات الجامعية 3% من إجمالي السكان، (جدول 22).
 
ومن ناحية أخرى، تتباين المستويات التعليمية للسعوديين فيما بين المحافظات بدرجة ملحوظة، (جدول 23) و (خريطة 15) . فعلى سبيل المثال، تصل الأمية في محافظة بقعاء إلى أكثر من 54%، في حين تنخفض إلى نحو 32% في المقر الإداري للمنطقة (مدينة حائل وتوابعها). ويمكن تصنيف المحافظات من حيث مستوى الأمية إلى فئتين هما:
 
 المحافظات التي ترتفع بها نسب الأمية إلى أعلى من 50%، تمثلها بقعاء والغزالة.
 
 المحافظات التي تنخفض بها مستويات الأمية إلى أقل من 50%، وهي محافظة الشنان، ومدينة حائل، إذ تبلغ في الأولى نحو 45% وفي الثانية نحو 32%.
 
أما بالنسبة إلى المستويات التعليمية الأخرى، فإن هناك تقاربًا في مستويات من يجيدون القراءة والكتابة، إذ تراوح بين نحو 23% في محافظة بقعاء، ونحو 26% في محافظة الغزالة، ومن جانب آخر تتباين نسبة الحاصلين على مؤهلات علمية دون الجامعة من محافظة لأخرى. فترتفع في مدينة حائل إلى نحو 40%، في حين تنخفض إلى أدناها في محافظتي الغزالة وبقعاء 22%. وبالمثل، ترتفع نسبة الحاصلين على مؤهلات جامعية إلى 4% في مدينة حائل، وتنخفض إلى أدنى النسب في محافظتي الغزالة وبقعاء بحيث لا تتجاوز 1%. ويعزى التباين في الحالات التعليمية فيما بين المحافظات إلى طبيعة سوق العمل في كل محافظة من ناحية، وإلى التركيب العمري والنوعي من ناحية أخرى، (خريطة 15).
 
أما في عام 1425هــ / 2004م فقد انخفضت نسبة الأمية إلى درجة كبيرة من نحو 39% إلى نحو 22%، (شكل 6) ، وعلى الرغم من أنها لا تزال مرتفعة إذا ما قورنت بغيرها من المناطق، إلا أن التغير في نسبة الأمية خلال الفترة 1413 - 1425هــ / 1992 - 2004م يُعد إنجازًا كبيرًا، ومن جهة أخرى، تصل نسبة من يعرفون القراءة والكتابة إلى نحو 16%، في حين ترتفع نسبة من لديهم مؤهلات دون الجامعة إلى نحو 56%، ومن اللافت للنظر ارتفاع نسبة الحاصلين على مؤهلات جامعية من نحو 3% فقط إلى نحو 7%، ولا شك في أن هذا التغير في الخصائص التعليمية للسكان يعكس التنمية البشرية التي شهدتها منطقة حائل.
 
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook