التركيب السكاني في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التركيب السكاني في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

التركيب السكاني في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
أ - تركيب السكان حسب الجنسية:
 
شهدت التركيبة السكانية في هذه المنطقة بعض التغير بين عامي 1394 و 1413هـ/1974 و 1992م, حيث تضاعفت نسبة غير السعوديين من نحو 10 - 20%، وذلك استجابة لحاجة سوق العمل خلال الطفرة التي شهدتها المملكة في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، وبخاصة في قطاع الزراعة الذي شهد نموًا كبيرًا. ولكن هذه النسبة انخفضت قليلاً إلى نحو 17% من إجمالي سكان المنطقة في عام 1425هـ/2004م، (جدول 26) .
 
ويمثل العرب أغلب الوافدين من غير السعوديين، إذ يشكل المصريون واليمنيون معًا ما نسبته 53% من إجمالي الوافدين؛ حيث كانت نسبة المصريين 30% ونسبة اليمنيين 23%، كما ذُكر آنفًا.
 
من جانب آخر، فإن المحافظات التي تشكل نسبة السكان غير السعوديين فيها أعلى من نسبتهم على مستوى المنطقة هي: مدينة نجران والمراكز التابعة لها، ومحافظة الخرخير، في حين تنخفض نسبة السكان غير السعوديين في بقية المحافظات، بل تنخفض إلى أقل من 8.8% في ثلاث محافظات، هي: ثار، وبدر الجنوب، وخباش، 
 
ب - التركيب العمري والنوعي:
 
يحظى التركيب العمري والنوعي باهتمام كبير نظرًا لارتباطه الوثيق بالقوى العاملة والإنجاب والسلوك الاستهلاكي. وعلى أي حال، فقد بلغت نسبة صغار السن (أقل من 15سنة) نحو 50% من إجمالي سكان المنطقة في عام 1413هـ/1992م، في حين بلغت نسبة السكان في سن العمل 47% تقريبًا، ونسبة كبار السن 65سنة فأكثر، نحو 3% فقط.
 
وأما بالنسبة إلى الذكور فيشكل صغار السن منهم نحو 47%، وتصل نسبة من هم في سن العمل إلى نحو 50%, في حين تنخفض نسبة كبار السن إلى 3% فقط. ويعود ارتفاع نسبة من هم في سن العمل مقارنة بغيرهم إلى وجود العمالة الوافدة التي يتركز أفرادها في فئة سن العمل على وجه التحديد. وفي الجانب الآخر, تبلغ نسبة صغار السن من الإناث نحو 53%، واللاتي في سن العمل 44%، في حين تصل نسبة كبيرات السن إلى 3% تقريبًا.
 
وبشكل عام، يتسم الهرم السكاني لإجمالي سكان المنطقة بقاعدة عريضة، مع عدم وجود انتظام في الانخفاض التدريجي لحجم السكان في الفئات العمرية الوسطى خصوصًا بالنسبة إلى الذكور، وذلك نتيجة وجود العمالة الوافدة التي تتركز في هذه الفئات العمرية.
 
وأما بالنسبة إلى (a) التركيب العُمري للسكان السعوديين فيتسم بالفتوة، إذ تتسع قاعدة الهرم السكاني بسبب كثرة عدد صغار السن، إذ يشكلون أكثر من نصف السكان، أي نحو 55%، في حين تمثل الفئة العمرية الوسطى 15 - 64 سنة نحو 42%، وتشكل نسبة كبار السن 3% تقريبًا، (جدول 27) ، و (خريطة 15) . وبناء عليه، فإن سكان منطقة نجران أكثر فتوة من إجمالي السكان في المملكة. فالعمر الوسيط للسكان السعوديين في هذه المنطقة 13.5 سنة وهو أصغر من العمر الوسيط للمملكة والبالغ 15 سنة  
 
ويظهر (c) الهرم السكاني لغير السعوديين بعض التشوه وعدم الانتظام في توزيع السكان على الفئات العمرية، وذلك لانخفاض نسب السكان في الفئات العمرية الصغيرة (أي صغار السن) إذ لا تتجاوز نسبتهم 30%، في حين ترتفع نسبة من هم في سن العمل 15 - 64 سنة لتصل إلى 69% تقريبًا. وفي المقابل، لا تتجاوز نسبة كبار السن 1%. وهذا النمط من التركيب العمري أمر متوقع، في ضوء طبيعة العمالة الوافدة وظروف قدومها المؤقت.
 
وبمقارنة (b) التركيب العُمري للسعوديين وغير السعوديين يتضح الفارق فيما بينهما في جميع الفئات العمرية. وهذا أمر متوقع إذا علمنا أن هناك هجرة بين الشباب السعوديين إلى خارج المنطقة من جهة، وتدفق العمالة الوافدة الأجنبية التي يتركز أفرادها في سن العمل من جهة أخرى.
 
ومن ناحية أخرى، فإن التركيب العُمري للسكان السعوديين يتميز أيضًا بالفتوة في جميع المحافظات, إذ تراوح نسبة صغار السن بين نحو 58% تقريبًا في محافظة ثار ونحو 51% في محافظة خباش. ويُلاحظ ارتفاع نسب صغار السن في جميع المحافظات عما هو عليه على مستوى المنطقة، باستثناء محافظتي حبونا وخباش اللتين تنخفض بهما نسبيًا إلى 54% و 51%. ومقارنة بالمناطق الأخرى فإن نسب صغار السن في هاتين المحافظتين تُعد مرتفعة. ومن جهة أخرى، ترتفع نسبة كبار السن في جميع المحافظات عن النسبة على مستوى المنطقة، عدا محافظة شرورة ومدينة نجران والمراكز التابعة لها
 
وتبلغ نسبة النوع لإجمالي سكان منطقة نجران عام 1413هـ/1992م نحو 116 ذكرًا مقابل 100 أنثى, وتقل عن ذلك بالنسبة إلى السكان السعوديين حيث تبلغ نحو 100 ذكر مقابل 100 أنثى. وتعود زيادة نسبة النوع في هذه المنطقة لإجمالي السكان إلى وجود الأيدي العاملة من غير السعوديين.
 
وتتباين نسبة النوع لإجمالي السكان فيما بين المحافظات، فترتفع عما هي عليه على مستوى المنطقة في محافظات: خباش، وشرورة، ومدينة نجران، في حين تنخفض في بقية المحافظات، (جدول 27) . ويلاحظ تباين نسبة النوع للسكان السعوديين فيما بين المحافظات، فتصل أعلاها في محافظة خباش، وأدناها في محافظة بدر الجنوب. وبشكل عام، يمكن أن يعزى التفاوت في نسب النوع بين المحافظات إلى الهجرة المغادرة وتأثيرها في التركيب السكاني في المحافظات.
 
وفي عام 1425هـ/2004م لم يشهد التركيب النوعي تغيرًا كبيرًا؛ فبناء على نتائج تعداد السكان لعام 1425هـ/2004م، فإن نسبة النوع لإجمالي السكان تصل إلى 115 ذكرًا مقابل 100 أنثى، أي زيادة لصالح الذكور. أما التركيب النوعي للسعوديين فاتسم بالتوازن النسبي، إذ بلغت نسبة النوع 99 ذكرًا مقابل 100 أنثى. وعلى عكس ذلك، تصل نسبة النوع لغير السعوديين إلى نحو 264 ذكرًا مقابل 100 أنثى.
 
ج - الحالة الزواجية:
 
تُعد الحالة الزواجية من الخصائص السكانية المهمة؛ لارتباط التركيب الزواجي بتكوين الأسرة والإنجاب والاستقرار الاجتماعي. وُيصنف التركيب الزواجي إلى أربع فئات هي: أعزب (لم يسبق له الزواج), ومتزوج, ومطلق, وأرمل. وفي عام 1413هـ/1992م، بلغ إجمالي عدد السكان السعوديين في منطقة نجران الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر 131504 نسمة, وتشكل نسبة من لم يسبق لهم الزواج نحو 42%، ونسبة المتزوجين قرابة 51%، ونسبة المطلقين 2% تقريبًا، ونسبة الأرامل نحو 4% (جدول 28) ، و (خريطة 16) .
 
أما بالنسبة إلى المحافظات فترتفع نسبة من لم يسبق لهم الزواج في محافظات بدر الجنوب 46% تقريبًا ومدينة نجران والمراكز التابعة لها ومحافظة ثار نحو 44% لكل منهما، وحبونا 43% تقريبًا، في حين تقل هذه النسبة في بقية المحافظات عن النسبة في كامل المنطقة؛ وبخاصة في محافظة شرورة 33% تقريبًا. ومن جهة أخرى، ترتفع نسبة المتزوجين عن النسبة على مستوى المنطقة في محافظات شرورة نحو 63% وخباش 52%. وأما بالنسبة إلى حالات الطلاق فقد بلغت النسبة أعلاها في محافظات يدمة 3% تقريبًا، وحبونا 3%، وثار وخباش نحو 3% لكل منهما. وتنخفض نسبة الطلاق إلى أدنى النسب في محافظة شرورة 1% تقريبًا. وأما بالنسبة إلى الترمل فيلاحظ أن مستوياته في جميع المحافظات تراوح بين 3 و 6% تقريبًا، فبلغ أعلى نسبة في محافظة بدر الجنوب 6% تقريبًا وأدناها في محافظة شرورة نحو 3%.
 
أما في عام 1425هـ/2004م فأظهرت نتائج تعداد السكان والمساكن أن العزاب السعوديين يمثلون نحو 36% من إجمالي السكان السعوديين 15 سنة فأكثر، في حين تصل نسبة المتزوجين إلى 59%، أما المطلقون والأرامل فيمثلون نحو 1% و 3% على التوالي. على الرغم من التغير الملحوظ في التركيب الزواجي، إلا أنه لا يمكن أن يعزى إلى التغير الاجتماعي وحده؛ بسبب تغيير السن الذي عنده تجمع بيانات الحالة الزواجية إلى 15 سنة في تعداد السكان لعام 1425هـ/2004م، بعدما كان 12 سنة في التعدادات السكانية السابقة.
 
د - الحالة التعليمية:  
 
تحظى الخصائص التعليمية باهتمام كبير لارتباط التعليم بالتغير الاجتماعي، بل يُعد أحد المؤشرات المهمة لمستوى التنمية البشرية. وعلى أي حال، فبناء على بيانات تعداد السكان والمساكن عام 1413هـ/1992م، وصلت نسبة الأمية لإجمالي السكان في منطقة نجران عام 1413هـ/1992م إلى نحو 35%، وهي بذلك أعلى من نسبة الأمية في المملكة والبالغة 25% في تلك السنة. وتختلف نسبة الأمية بين السعوديين وغير السعوديين، فتبلغ 38% للسعوديين ونحو 26% لغير السعوديين. وتعكس هذه النسب ارتفاع مستوى التعليم لدى الوافدين مقارنة بالسعوديين من جهة، وهجرة بعض الشباب السعوديين إلى خارج المنطقة من جهة أخرى. وعلى أي حال، تقل نسبة السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة عن مستوى المنطقة حيث لا تتجاوز نسبتهم 20% لإجمالي السكان ونحو 19% للسعوديين، ولكنها ترتفع قليلاً لغير السعوديين 23%. ويشكل حملة المؤهلات الجامعية فما فوق أقل من 4% من إجمالي السكان، في حين تنخفض بين السعوديين وترتفع بين غير السعوديين، (جدول 29) 
 
ومن ناحية أخرى، فهناك تباين ملحوظ بين المحافظات من حيث الحالة التعليمية للسكان السعوديين، (جدول 30) و (خريطة 17) . ويمكن تصنيف المحافظات حسب الحالة التعليمية إلى فئتين، هما المحافظات التي ترتفع بها نسب الأمية إلى أكثر من 50%، وتمثلها محافظتا يدمة وثار نحو 65% و 51% تقريبًا على التوالي، والمحافظات التي تنخفض بها نسب الأمية إلى أقل من 50%، وتمثلها بقية المحافظات، فتنخفض - على سبيل المثال - في محافظة خباش إلى أقل من 50% بقليل، وفي مدينة نجران والمراكز التابعة لها إلى أقل من 29%.
 
وبالنسبة إلى المستويات التعليمية الأخرى فيلاحظ تقارب مستويات من يجيدون القراءة والكتابة, إذ تراوح تقريبًا بين 29.5% في محافظة شرورة، و 23.7% في محافظة يدمة، (جدول 30) . كما يلاحظ وجود تباين بين المحافظات في نسب الحاصلين على المؤهلات العلمية دون الجامعية، فتصل أعلاها في مدينة نجران إلى نحو 43%، في حين تنخفض في محافظة يدمة إلى نحو 12%. وكذلك الحال بالنسبة إلى الحاصلين على التعليم الجامعي، ومافوق فتصل إلى نحو 2% تقريبًا في مدينة نجران والمراكز التابعة لها، في حين تنخفض إلى أقل من 1% في بقية المحافظات. وقد يُفسر هذا التباين طبيعة الأنشطة السائدة في كل محافظة والوظيفة التي تؤديها، بالإضافة إلى التركيب العمري والنوعي للسكان فيها.
 
أما في عام 1425هـ/2004م، فقد أظهرت نتائج التعداد السكاني انخفاضًا لافتًا للنظر في نسبة الأمية بين السعوديين؛ فقد انخفضت نسبة الأمية من 38% في عام 1413هـ/1992م إلى 20% في عام 1425هـ/2004م. كما ارتفعت نسبة حملة المؤهلات دون الجامعية من 41% إلى نحو 58%. وقفزت نسبة الحاصلين على شهادات جامعية من نحو 1% إلى نحو 5%. ولا شك أن هذا التغير الكبير في الخصائص التعليمية لسكان منطقة نجران تعكس التقدم في مجال التنمية البشرية نتيجة توسع التعليم وانتشاره في المدن والقرى النائية.
 
شارك المقالة:
137 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook