التضاريس بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
يعد سطح المنطقة من أقل مناطق المملكة تضرسًا وأكثرها انبساطًا واستواءً باستثناء بعض التلال والجبال المتناثرة هنا وهناك، حيث يشتمل على مجموعة من الأشكال التضاريسية من بينها السهول الرملية والسبخية والكثبان الرملية، كما يحتوي على مسطحات المد والجزر والسباخ الساحلية والسهول الصخرية المجواة عميقة التربة والمغطاة بطبقة رملية. وبشكل عام يمكن تقسيم أشكال سطح المنطقة الرئيسة إلى المجموعات التضاريسية الآتية:
الصحارى الرملية التي تمتد في المنطقة، ففي الغرب تمتد صحراء الدهناء، وفي الجنوب صحراء الربع الخالي، وفي الشرق صحراء الجافورة.
الهضاب الحصوية مثل هضاب الصَّمان والدبدبة وشدقم.
السهل الساحلي.
السباخ المنتشرة في أجزاء مختلفة من المنطقة مثل: سباخ الأحساء والقطيف ووادي المياه وواحة يبرين.
ويتسم سطح المنطقة التضاريسي بالاستواء والانحدار البسيط نحو الشرق والشمال الشرقي؛ لذا يتدفق الجريان المائي للأودية في المنطقة مع الانحدار العام لتضاريسها. ولاستواء سطح المنطقة وانحدارها البسيط دور بارز في تكوين تربتها والتأثير في زيادة عمق قطاعاتها؛ ما جعل قدرتها على تخزين مياه الأمطار المتساقطة عليها عالية، كما أن لاستواء سطح المنطقة دورًا بارزًا في جعل تربتها رديئة التهوية والتصريف كما هو الحال بالنسبة إلى ترب الأراضي المنخفضة والمستوية مثل: ترب واحة الأحساء والقطيف ووادي المياه ويبرين. ويؤدي تراكم الأملاح المنقولة بوساطة الجريان السطحي من الأمكنة المرتفعة المجاورة إلى تحويل تلك الأراضي المنخفضة إلى أراضٍ سبخية أحيانًا. وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى انتشار السباخ في أجزاء متفرقة من أراضي المنطقة
يتوقف طول الزمن المطلوب لتكوين ترب ناضجة تشتمل قطاعاتها على آفاق تطويرية متميزة في المنطقة على العوامل الآتية:
طبيعة مادة الأصل المتفككة منها مادة تربة المنطقة الأولية التي تسرع تكوينها، نظرًا إلى أنها تشتق من صخور رسوبية هشة ولينة ضعيفة القدرة على مقاومة عمليات التجوية.
استواء سطح المنطقة يساعد على زيادة عمق قطاعات تربها من خلال تراكم مواد التربة وتجمعها لأن استواء السطح يقلل من نشاط التعرية المائية.
تؤدي الخصائص المناخية للمنطقة دورًا واضحًا في إطالة وقت تكوين تربها؛ فقلة الأمطار على سبيل المثال تؤدي إلى تأخير عمليات تكوين التربة واكتمال نضج قطاعاتها عن طريق خفض معدلات عمليات التعرية والتجوية وعمليات الإذابة والإزالة وغسل مواد التربة. كما تؤدي الرياح عالية السرعة التي تهب على المنطقة في بعض شهور السنة دورًا بارزًا في إطالة الوقت المطلوب من أجل تكوين تربها عن طريق تنشيط عملية التعرية الريحية التي تؤدي إلى جرف الأجزاء العلوية ونقلها من قطاعات الترب في أمكنة التذرية (الأجزاء الشمالية من المنطقة) إلى أمكنة الترسيب (الأجزاء الجنوبية من المنطقة)، وينتج من ذلك عدم اكتمال نضج قطاعات ترب أمكنة النحت والنقل والترسيب في المنطقة.
يؤدي انخفاض كثافة الغطاء النباتي واختفاء أنشطة الكائنات الحية الأخرى في المنطقة إلى انخفاض المادة العضوية وعدم وجودها في معظم الترب وإلى عدم تكوين الأفق العضوي في الأجزاء العلوية من قطاعات تربها.