التعليم التقليدي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التعليم التقليدي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

التعليم التقليدي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
 
شهدت المنطقة الشرقية بحكم كثرة علمائها ومفكريها نشاطًا ملحوظًا في إنشاء المدارس الخيرية والإنفاق عليها من الأوقاف المخصصة لها، إضافة إلى انتشار الكتاتيب في سائر المدن والقرى لتعليم القرآن الكريم وتدريس مبادئ القراءة والكتابة، وتعليم مبادئ الحساب في بعضها.
 
وإذا كانت الدولة الجبرية قد سارت قدمًا في هذا الاتجاه، فإن الغزو البرتغالي لهذه البلاد قد أضاع كثيرًا من آثارهم العلمية، إذ لم يبق منها غير (الجامع الجبري) بالهفوف الذي لا يزال علمًا يشير إلى واحد من صروح تلك المنشآت العلمية آنذاك.
 
ولما سيطر العثمانيون على البلاد سنة 954هـ /1547م استعادت الحركة العلمية نشاطها عن طريق تجاوب ولاتهم مع رجال العلم والفكر في المنطقة في استئناف إنشاء المدارس العلمية والأربطة التي يؤمها طلاب العلم من داخل المنطقة وخارجها.
 
ولعل أهم ما جعل عطاء هذه المنشآت العلمية مستمرًا وكافيًا لتحقيق أهدافها العلمية هو ذلك العدد الكبير والمتنوع من الأوقاف التي حبس ريعها على هذه المدارس والأربطة والمساجد من عقارات ومزارع بالإضافة إلى ما ينفقه الولاة العثمانيون على مدرسيها من رواتب شهرية ومبالغ مالية مخصصة لإصلاحها وتطويرها. ولعل انتشار أكثر من ثلاثمئة وخمسين دارًا للكتاتيب في المنطقة - آنذاك - وأكثر من ثلاثين مدرسة أوضح دليل على رقي الحياة العلمية وتطورها في ذلك الحين 
 

الكتاتيب

 
وترجع فكرة إنشاء الكتاتيب المخصصة لتعليم القرآن الكريم إلى سنة 982هـ /1574م (نهاية القرن العاشر الهجري) عندما خصص الوالي العثماني (علي باشا البريكي) قاعة من قصر إبراهيم باشا بالهفوف ملحقة بجامع القبة التابع للقصر، وجعلها خاصة لتعليم القرآن الكريم وحفظه، كما خصص ستة دراهم عثمانية لمن يقوم بهذه المهمة.
 
وكان كُتّاب الشيخ أحمد بن عبدالعزيز القرين أكثر الكتاتيب تميزًا في المنطقة؛ كونه لا يقتصر في التعليم على قراءة القرآن، بل كان يدرس فيه إلى جانب ذلك الكتابة، وقواعد الإملاء، ومبادئ الحساب، وكيفية كتابة الرسائل. ومن أبرز الكتاتيب في مدينة القطيف كُتّاب آل بريكي، ففيه يتعلم الطلاب إلى جانب القراءة، مبادئ اللغة العربية، ويتدربون على حفظ بعض النصوص الشعرية، ومبادئ الحساب  .  وبالنظر إلى قائمة الكتاتيب الواردة في كتاب (الحياة العلمية والثقافية والفكرية في المنطقة الشرقية) يظهر أن هناك ما نسبته 10% تقريبًا من هذه الكتاتيب تدرس إلى جانب القرآن الكريم الحساب وبعض العلوم الأخرى، وما يزيد على 50% من هذه الكتاتيب تدرس القراءة والكتابة إلى جانب القرآن الكريم وتجويده، وأن معظم هذه الكتاتيب منتشر في أحياء مدينة الهفوف وبخاصة (حي النعاثل) و (حي الرفعة).
 
 
 
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook