يعتبر طب الأسنان أحد المجالات التي يستخدم فيها التنويم المغناطيسي باستمرار, للتحكم في الآلام,. عندما بلغ ابني الكبير, كارسون, سن الخامسة, كان لديه تجويف في أسنانه وهو ما تطلب عملية حشو, وقد تحدثنا إليه بخصوص ما سيفعله الطبيب له, وقد أقبل على فعل ذلك؛ لكن بينما كانت تصحبه ميرنا خارج الباب, قالت المربية بطريقة معتمدة " لا تقلق من الإبر, فهي لا تؤذى" ,. وقاعدة الإشارتين السلبيتين تنتج إيجابا لن ينطبق في هذه الحالة, فما سمعه بعقله كان: " كن قلقاً من الإبر, فهي لا تؤذى" ,. وعندما ذهبنا إلى العيادة لم يفتح كارسون فمه ولو لمرة واحدة, وبعد عدة دقائق قضيناها في محاولة فتح فمه, اقترح علينا طبيب الأسنان المحبط أن نحجز في موعد آخر,. أخذنا كارسون إلى معالجة بالتنويم المغناطيسي, التي أعطته إيحاء وحفزته بالكلمة المفضلة لديه, " هوكي" ,. واقترحت علينا عندما نعاود الذهاب لمقابلة طبيب الأسنان مرة أخرى, بأن يخبر الطبيب أن يتحدث معه عن لعبة الهوكي,. قابله طبيب الأسنان في غرفة الانتظار وسأله عن رياضته المفضلة, ثم تقدم به إلى الكرسي, وبينما كان الطبيب يواصل حديثه عن لعبه الهوكي, كان يقوم بحشو التجويف دون أي مقاومة على الإطلاق من كارسون,. وبعد مرور عشر سنوات, ظل كارسون لا يواجه مشكلة في مقابلة طبيب الأسنان,.
كما يستخدم التنويم المغناطيسي كوسيلة تخدير قوية في العمليات الجراحية الخطيرة, والتي من بينها عملية البتر, والتي تجعلنا نشعر بأن المنوم المغناطيسي يعمل على تخليصنا من مصدر الألم المزمن وتجعله شعورًا مريحا,. تكمن المشكلة في أن الألم هو طريقة الجسد لإخبارنا بأن شيئا خاطئا فيه,. والإيحاء بالتنويم المغناطيسي يخلص الجسم من الألم قد يخفى مشكلة طبية خطيرة ومتطورة إلى أن تصل الحالة إلى مرحلة متأخرة جداً وقد لا يستطيع الطبيب التعامل معها بفاعلية,. يمكنك استخدام الإيحاءات بالتنويم المغناطيسي في التعامل مع المشاكل الطبية لكن, فقط, بعد استشارة الطبيب,.
ينطبق الأمر ذاته على من يتعاملون مع الاختلالات العقلية الخطيرة, فالإيحاءات التنويمية التي تتعامل مع المشاكل التي تتطلب مداومة الاستشارة يجب أن تتم فقط بالتعاون مع أحد المستشارين المحترفين,. أحياناً يصعب معرفة إذا كانت المشكلة خطيرة بدرجة تتطلب مساعدة محترفة,. وفي تلك الحالات, القاعدة بسيطة: إذا كنت مرتابا, فاستشر طبيباً,.
واحذر من أن تبدو مشكلة بسيطة قد يترتب عليها في الحقيقة شيء ما أكثر تعقيداً, وهذا أمر شائع عند التعامل مع مسألة السيطرة على الوزن,. ففي الماضي, كنا نرى القضايا التي تتعلق بالوزن كمعادلة رياضية بسيطة تقضى بأنه إذا كانت الوحدات الحرارية المستهلكة, فسيكون هناك وزن زائد, والعكس صحيح,. وقد أثبت الدكتور اتكنس منذ زمن أن الأمر ليس كذلك, وأن نوع الوحدات الحرارية يلعب دوراً كبيراً في عملية التحكم بالوزن,.
يمكن للتنويم المغناطيسي إذن أن يكون طريقة فعالة جداً في التعامل مع الوزن, كما يمكنه تغيير معتقداتنا الجوهرية التي تتعلق بالطعام والمأكولات, ومع ذلك, قد تكون هناك أسباب طبية تبرر زيادة وزن شخص ما وأنه لا يجب تقييد برنامجه الغذائي أو البدء ببرنامج رياضي جديد صارم,. زمرة أخرى أقول, لا تشرع في فعل شيء بدون مراجعة الطبيب أولاً, وخاصة إذا كان الوزن المطلوب خسارته تتجاوز 25 في المائة من وزن الجسد,.
بمرور السنين, اكتشفت أن نصف عملائي تقريباً من الذين أتوا إلىّ للتحكم في الوزن, تكون مشكلة الوزن لديهم ذات سبب أشد عمقا, كما أن التحكم في الوزن يكون منطقة يجد فيها المنومين أنفسهم متورطين في أمر يفوق مهاراتهم,.
وهناك الآن حرية في استخدام التنويم المغناطيسي حاليا بفعالية, لمساعدة الأشخاص على تقليل وزنهم,. ما يهمني أيضا أنهم يديرون مدرسة لتعليم الفن الأولى للتنويم المغناطيسي- وليس العلاج بالتنويم المغناطيسي- والطلاب الذين يدرسون طريقة تنويم الناس مغناطيسياً يفعلون ذلك على العملاء الذين يريدون تقليل أوزانهم مع التدريب على أمور أخرى أو من دون ذلك, فأنت كمن يدفع سعرا كاملا لحلاقة شعرك في مدرسة لتعليم الحلاقة- فأنت تخاطر بهذا بأكثر من جرح أذنك,.
من بين المشكلات الكبرى التي تواجهه من يعانون زيادة الوزن, الثقة بالنفس,. فهم يقلقون من شيء ما وبدون وعى يبنون فاصلاً حول حماية ذاتهم الداخلية,. وهذا يصح تحديدا مع الفتيات اللواتي تعرضن لانتهاك جسدي, أو لفظي, أو جنسي وهن أطفال, فعندما يكبرن, يصبحن عصبيات في العلاقات العاطفية أو مع الرجال بصفة عامة, ولكن يمنعن أنفسهن عن الارتباط بالرجال تراهم يزدن في أوزانهن على نحو غير جذاب,. لد أخبرتني العديد من السيدات اللواتي قدمت لهن المشورة فيما يتعلق بخفض الوزن,. أنهم يشعرن أنهم زدن من أوزانهم لأسباب مشابهة حين كن صبيات والآن قد أصبحن ناضجات, يواجهن مشكلة في إنها هذا الوزن الزائد,. وعلى الرغم من أنهن راشدات ويدركن بدرجة واعية أن هذا سبب غير منطقي, فالعقل الباطن لا يملك المنطق وقد يتمسك بالمعتقد الجوهري, الذي كان متمثلا في أن ذلك يحميهن,.
غالباً ما تضيف السيدات الفاتنات بعض أرطال من الوزن الزائد كي تبعد الاهتمام عن جمالهن الجسدي,. إحدى هؤلاء الفاتنات الممشوقات القوام كانت في الترتيب الأول دائما على صفها,.تخرجت من جامعتها وشرعت في مزاولة عملها الخاص, وعندما بدأت عملها, أرادت أن يعرف الناس أن نجاحها لمهارتها وليس لجمالها, ولكن الناس غالبا ما كانوا يعلقون على مظهرها بدلاً من ذكائها في العمل,. وبعد مرور بضعة أعوام, أخذ وزنها يزداد, على الرغم من محاولاتها العديدة للتخسيس وممارستها رياضة الجري باستمرار, إلا أنها لم تستطع خسارة بعض الأرطال من جسدها,. بعد ذلك, وفجأةً, أخذ وزنها في الهبوط وصغر قياس ملابسها بضع درجات,.
وعندما سألتها عن سبب التغيير, قالت " لا شيء,. لم أحاول مجدداً عملية التخسيس, ولم يتغير شيء في حياتي العادية" ,. ثم اعترفت بتغيير في التفكير, وهو ما جعلها مرتبكة بخصوص المشاركة في بادئ الأمر,.
لقد أخبرتني تلك السيدة بأنها في إحدى الليالي قرب موعد عيد ميلادها, كانت تتأمل حياتها وعندئذً قفزت بعقلها فجأةً,. فكرت أنها الآن في منتصف الأربعينات من عمرها وأنها كانت منهمكة في العمل لسنوات عديدة, وسف يكون مقبولاً أن تحقق كلا الأمرين بأن تكون ناجحة وجذابة في ذات الوقت,.
وقالت على الرغم من أنها لم تضع خطتها بطريقة واعية لإنزال وزنها, إلا أنه بمجرد أن تغير تفكيرها, تهاوى الوزن الزائد فحسب,. يعتبر العقل الباطن غير المنطقي قويا للغاية,. وما أن يتبنى إحدى الأفكار التي نعتقد أنها بطريقة ما تخدمنا أو تحمينا, يكون من الصعب جدا نزعها منه,. العروض التالية لوالدين حسنى النية, استخدما الطعام كمكافأة:
فيما بعد, ودائما, سيشعر الأشخاص الذين سمعوا هذه العروض بأنهم يستحقون مكافأة لنجاحهم أو أنهم يحتاجون لأن يرفهوا, فقد غذى لديهم هذا الشعور,.
العربية
