التهاب الجفون هو حالة شائعة تصيب العيون وتتميز بالتهاب حواف الجفون.
يصيب التهاب الحفون عادة الجزء الذي تنمو فيه الرموش (الأهداب) ويؤثر على كلا الجفنين، وهذا يؤدي إلى حواف أجفان متهيجة، وحاكة، وحمراء، ومتورمة.
توجد مجموعة واسعة من الأسباب والحالات التي يمكن أن تسبب التهاب الجفون كانسداد الغدد الدهنية (oil (glands (تسمى أيضاً الغدد الزهمية) الموجودة في قاعدة الرموش، والعدوى الجرثومية، والحساسية، وغيرها من الحالات.
على أي حال فإن الآلية الحقيقية لالتهاب الجفون معقدة ولم تفهم بشكل كامل بعد، ويعتقد أن الجراثيم والالتهاب يسهمان معاً في حدوث هذه الحالة.
قد يكون التهاب الجفون غير مريح أو قبيح المنظر ومترافقاً مع حطام شبيه بقشرة الرأس أو إفرازات دهنية، إلا أنه لا يسبب عادة ضرراً دائماً للبصر، كما أنه ليس معدياً، لكن من الممكن أن يؤدي إلى تغيرات دائمة في حواف الأجفان أو فقدان الرؤية بسبب اعتلال القرنية السطحي (superficial keratopathy)، وتشكل أوعية جديدة في القرنية (توعي القرنية) (corneal neovascularization) وتقرحها. كما يمكن أن يطور المرضى تناذر العين الجافة (dry eye syndrome).
عادة ما يكون التهاب الجفون حالة مزمنة يصعب علاجها، ويصيب الناس من جميع الأعمار والمجموعات العرقية.
السبب الدقيق للإصابة بالتهاب الجفون ليس واضحاً، وقد يكون مرتبطاً بعامل واحد أو أكثر، بما في ذلك:
تتمثل أهم عوامل خطر الإصابة بالتهاب الجفون في:
لوحظ وجود العين الجافة في نسبة تصل حتى 50٪ من المرضى الذين يعانون من التهاب الجفون بالمكورات العنقودية.
وقد افترض الباحثون أن نقص الدمع في العين الجافة يترافق مع انخفاض في مستويات الليزوزيم والغلوبولين المناعي الموضعي (وهي عوامل دفاع موضعية ضد العدوى)، مما قد يغير بالتالي المقاومة للجراثيم، وهذا يؤهب لتطوير التهاب الجفون بالمكورات العنقودية.
حوالي 40٪ من المرضى الذين يعانون من التهاب الجفون الزهمي وخلل غدد ميبوميوس يعانون أيضاً من جفاف العين، وهذا قد ينتج عن زيادة تبخر فلم الدمع المغطي للعين بسبب نقص المكون الدهني فيه (الذي تفرزه الغدد الزهمية وغدد ميبوميوس).
لوحظ وجود العد الوردي (acne rosacea) وهو مرض جلدي في أكثر من 40٪ من المرضى الذين يعانون من جميع أنواع التهاب الجفون، وتشمل الموجودات المميزة التي تطرأ على جلد الوجه في هذه الحالة: الحُمامى (احمرار الوجه)، وتوسع الأوعية الشعرية، والحطاطات (papules)، والبثرات (pustules)، والغدد الدهنية (الزهمية) البارزة.
كما لوحظ وجود التهاب الجلد الزهمي (seborrheic dermatitis) في نفس النسبة (40%) من المرضى الذين يعانون من التهاب الجفون، يتميز التهاب الجلد الزهمي بالقشور الدهنية على فروة الرأس، ومنطقة خلف الصيوان، والمقطب، والطيات الأنفية الشفوية.
لوحظ وجود إصابة بالدويدية (نوع من الطفيليات) عند حوالي 30٪ من مرضى التهاب الجفون المزمن، وتتميز هذه الحالة بالقشور الدهنية الاسطوانية حول الرموش. ويعتقد أن الغزو المباشر من قبل هذا الطفيلي وفضلاته يسبب انسداد الجريبات والغدد ومن ثم الاستجابة الالتهابية.
لم يتم تأكيد دور الدويدية في التهاب الجفون بشكل قطعي وخاصة أنه يمكن العثور عليها بنفس نسبة الانتشار عند المرضى عديمي الأعراض. ومع ذلك، فإن المرضى الذين يعانون من التهاب الجفون المستعصي قد استجابوا للعلاج الموجه للقضاء على الدويدية.
تشمل أعراض وعلامات التهاب الجفون ما يلي:
في معظم الحالات تتأثر كلتا العينين، ولكن قد تكون إحدى العينين أكثر تضرراً من الأخرى، وتميل الأعراض إلى أن تكون أسوأ في الصباح.
اتصل بطبيبك أو أخصائي العيون فوراً إذا كانت لديك أي أعراض حادة أو مستمرة لم تتم السيطرة عليها بتدابير النظافة البسيطة للأجفان.
إذا لم يكن ذلك ممكناً، قم بزيارة أقرب قسم طوارئ. يستطيع مقدم الرعاية الصحية في معظم الأحيان وضع التشخيص من خلال النظر إلى جفنيك أثناء فحص العين.
تشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص التهاب الجفون ما يلي:
نادراً ما يختفي التهاب الجفن تماماً حتى مع العلاج المناسب، وتكون الحالة في كثير من الأحيان مزمنة وتتطلب عناية يومية بجفنيك.
إذا كانت الحالة لا تستجيب للعلاج، أو عين واحدة فقط هي المصابة، فيمكن أن تكون الحالة ناجمة عن سرطان الجفن الموضعي.
قد تكون تدابير الرعاية الذاتية، مثل غسل عينيك واستخدام الكمادات الدافئة، هي العلاج الوحيد الضروري لمعظم حالات التهاب الجفون. اتبع تدابير الرعاية الذاتية التالية مرتين إلى أربع مرات في اليوم خلال فترات تفاقم الحالة، ومرة أو مرتين في اليوم بعد السيطرة على الحالة:
إذا لم تكن العلاجات المنزلية كافية، قد يقترح طبيبك علاجات بوصفة طبية، بما في ذلك:
إن علاج الحالات المرضية المسببة لالتهاب الجفون، مثل التهاب الجلد الزهمي، أو الوردية أو غيرها من الأمراض يمكننا غالباً من السيطرة على التهاب الجفون الناجم عنها.
تتوفر عدة طرائق حديثة للعناية بالأجفان في العيادات والتي ما زال انتشارها محدوداً وينصح بها لعلاج أكثر فعالية لالتهاب الجفون وتتضمن:
يتحول كثير من الناس إلى العلاجات المنزلية والعلاجات الطبيعية لعلاج التهاب الجفون لأنه لا توجد علاجات تقليدية عديدة متاحة، ولأن تلك المتاحة لا تناسب دائماً جميع المرضى. ببساطة الحفاظ على النظافة الجيدة هو الخيار الأول للسيطرة على الأعراض.
لا يوجد علاجات في الطب البديل تخفف بشكل قاطع أعراض التهاب الجفون. ومع ذلك، فإن اتباع نظام غذائي غني بالأحماض الدهنية أوميغا 3 قد يكون مفيداً في حالات الإصابة بالتهاب الجفون المرتبط بالوردية. تتواجد الأحماض الدهنية أوميغا 3 في الأطعمة مثل سمك السلمون والتونة، وسمك السلمون المرقط، وبذور الكتان والجوز. كما يمكنك استخدام المكملات التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا 3.
ذكر بعض الأشخاص نتائج إيجابية عند استخدام عسل المانوكا لعلاج التهاب الجفون. يمكنك تجربة خلط عسل المانوكا مع ماء دافئ معقم وتطبيقه على الجفون باستخدام كرة قطنية. يمكنك بدلاً من ذلك نقع قطعة قماش في خليط عسل المانوكا والماء ووضعها على العينين لمدة 5-10 دقائق ككمادة دافئة.
يتجنب بعض الأشخاص الأطعمة التي تشجع على فرط نمو المبيضات البيض (الفطريات التي توجد بشكل طبيعي في القناة الهضمية) مثل الخميرة والسكر والجبن والكحول. إذا كنت تجرب هذا النظام الغذائي يمكن أن تحاول تناول مولكوسان (Molkosan)، وهو مُكمِّل بروبيوتيك غني باللاكتيك أسيد (حمض اللبن) ويساعد على منع فرط نمو المبيضات. قبل تغيير نظامك الغذائي بشكل جذري بهذه الطريقة يجب عليك مراجعة طبيبك للتحقق من أنه يعتبر آمناً بالنسبة لك.
أفاد بعض الأشخاص بنتائج إيجابية عند استخدام عشبة اليوفراسيا (Euphrasia) لعلاج أعراض التهاب الجفون. لقد استخدمت هذه العشبة لمئات السنين لعلاج مشاكل العين، فاستحقت الاسم البديل لها "بريق العين eyebright". يوصى باستخدام (Euphrasia) بشكل قطرة عينية، مثل قطرة العين (A.Vogel.) تساعد هذه القطرة على علاج جفاف وتعب وتهيج العينين، لذا قد تساعد في علاج بعض أعراض التهاب الجفون.
يوجد ثلاثة زيوت أساسية تعتبر من أفضل العلاجات الطبيعية لالتهاب الجفون:
تساعد النظافة الذاتية الجيدة على الوقاية من التهاب الجفون، فضلاً عن تجنب أي أسباب أو عوامل مفاقمة للحالة. استخدام الشامبو المضاد للقشرة قد يساعد في الوقاية منه إذا كانت القشرة تسهم في التهاب الجفون.
التوصيات التالية مفيدة جداً:
تذكر دائماً أهمية الحفاظ على وجهك نظيفاً، ويعتبر غسل وجهك قبل النوم في غاية الأهمية. إن إبقاء يديك بعيداً عن عينيك مهم أيضاً لكي تمنع انتقال أي أوساخ من يديك إلى منطقة العين. أخيراً، المحافظة على تغذية صحية متوازنة يقوي جهاز المناعة ويحد من قدرة المكروبات على غزو منطقة العين.
تتضمن مضاعفات التهاب الجفون ما يلي: