التوزيع الجغرافي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التوزيع الجغرافي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

التوزيع الجغرافي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 

التوزيع النسبي

 
مر توزيع السكان في منطقة المدينة المنورة بعدة تغيرات بين عامي 1394 و 1413هـ / 1974 و 1992م، ولكن المدينة المنورة العاصمة الإدارية للمنطقة تضم أكبر تجمع سكاني، إذ كان يقيم بها نحو 51% من جملة سكان المنطقة عام 1394هـ / 1974م، فأصبح يقيم بها نحو 63.3% منهم في عام 1413هـ / 1992م، بمعنى استمرار التركز، بل زيادته في المدينة المنورة، (جدول 29) .
 
وتأتي محافظة ينبع في المرتبة الثانية، إذ كانت تضم نحو 13% من سكان المنطقة في عام 1394هـ / 1974م، فأصبحت تضم نحو 16% منهم في عام 1413هـ / 1992م، بمعنى زيادة نصيبها من سكان المنطقة. وأمام هذه الزيادة السكانية للمدينة المنورة ومحافظة ينبع تناقصت نسبة السكان في معظم المحافظات الأخرى. ولعل أكبر تناقص حدث في محافظة العلا، إذ انخفض من 9% - 3.8% من سكان المنطقة بين عامي 1394 و 1425هـ / 1974 و 2004م، بل نجدها قد احتلت المرتبة الخامسة في تعداد عام 1413هـ / 1992م، ولكنها عادت للمرتبة الثالثة في تقدير عام 1419هـ / 1998م، ثم المرتبة الرابعة في عام 1425هـ / 2004م. واللافت للنظر تقدم مرتبة محافظة المهد من المرتبة الخامسة في عام 1394هـ / 1974م إلى المرتبة الثالثة في تعداد عام 1413هـ / 1992م، ثم عودتها للمرتبة الخامسة في عام 1425هـ / 2004م. أما المرتبتان الأخيرتان السادسة والسابعة فكانتا دائمًا من نصيب محافظتي خيبر والحناكية بالتناوب بينهما بين أعوام: 1394هـ / 1974م، 1413هـ / 1992م، 1419هـ / 1998م، (شكل 14) ، 1425هـ / 2004م. وفيما عدا سكان المدينة المنورة وينبع يكاد يتوزع باقي السكان بالتساوي بين بقية المحافظات الخمس، إذ تراوح نسبة السكان فيها بين 3.1 و 3.9% من مجموع سكان المنطقة في عام 1425هـ / 200
 

التحضر

 
تشير البيانات إلى وجود تفاوت كبير في مستويات التحضر (التغير في نسب سكان المدن والقرى) بين عامي 1394 و 1419هـ / 1974 و 1998م، إذ تغلب صفة التحضر دائمًا على كل من الوحدة الإدارية للمدينة المنورة، ومحافظة ينبع، فقد شكل سكان الحضر نحو 79 و 20% من مجموع سكانهما في عام 1394هـ / 1974م، ونحو 90 و 75% في عام 1419هـ / 1998م على التوالي. ولم تتوافر بيانات مفصلة حسب مكان الإقامة في تعدادي 1413هـ / 1992م، 1425هـ / 2004م؛ ولذلك لم يكن بالإمكان إدراجهما في (جدول 33) ، (شكل 15) .
 
واستمرت المدينة المنورة ومراكزها ومحافظة ينبع في اجتذاب القسم الأكبر من السكان الحضر في المنطقة، إذ ارتفع نصيب الأولى بنحو درجتين مئويتين، في حين ارتفع نصيب الثانية بنحو 6 درجات مئوية. وانخفض نصيب المحافظات الأخرى فيما بين 1.4 و 4.9% عام 1394هـ / 1974م، وبين 0.9 و 2.7% عام 1419هـ / 1998م، بمعنى أن الارتفاع في الوحدتين الإداريتين الأوليين كان على حساب الوحدات الإدارية صغيرة الحجم.
 

الكثافة

 
تشير بيانات (جدول 34) إلى أن محافظة العلا تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة، إذ تضم نحو 20% من مجموع مساحة المنطقة، ويبلغ طول حدودها الخارجية 519،3كم طوليًا، في حين تعد محافظة بدر أصغر المحافظات، إذ تضم 5.2% فقط من مجموع مساحة المنطقة، ويبلغ طول حدودها الخارجية 77.3كم طوليًا، وتعد عاصمة محافظة الحناكية أكبر المراكز الإدارية مساحة في المنطقة، إذ تحتل نحو 26% من مساحة العواصم الإدارية للمحافظات في المنطقة، على حين تحتل عاصمة محافظة العلا أصغر نطاق إشرافي ضمن النطاقات الإشرافية لعواصم المحافظات في المنطقة، إذ تحتل فقط 1.2% من مجموع مساحة عواصم مراكز المحافظات.
 
وقد انعكست هذه الحقائق على الكثافة العامة للسكان في المحافظات وعواصمها، فقد احتلت المدينة المنورة ومراكزها وينبع المركزين الأول والثاني ضمن كثافة المحافظات. ويلاحظ الاتجاه نحو زيادة التركز وارتفاع الكثافة في المدينة المنورة من عام 1394هـ / 1974م إلى 1425هـ / 2004م بمعدل نحو ثلاث مرات للمنطقة، ونحو أربع مرات لعاصمة المنطقة. وتضاعفت الكثافة في ينبع نحو ثلاث مرات للمحافظة، ونحو إحدى عشرة مرة للمركز. أما في محافظة العلا، ونتيجة لصغر مساحة العاصمة الإدارية من إجمالي مساحة المحافظة، فقد ارتفعت كثافة المركز عدة أضعاف كثافة المحافظة؛ من 1.5 نسمة / كم  للمحافظة إلى 102.7 نسمة / كم  في عام 1425هـ / 2004م لمدينة العلا، وبقيت المحافظة تحافظ على كثافتها العامة خلال واحد وثلاثين عامًا امتدت بين عامي 1394 و 1425هـ / 1974 و 2004م. وتشير هذه الحقائق إلى الاتجاه إلى زيادة الضغط على استخدامات الأرض في عواصم المحافظات وبخاصة في الوحدات الإدارية الثلاث: المدينة المنورة، وينبع، والعلا؛ ما يؤكد تباين الكثافة بين المحافظات، وبالتالي عدم التوزيع المتجانس للسكان داخل المنطقة الإدارية، (خريطة 9) .
 
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook