التوزيع الجغرافي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 التوزيع الجغرافي بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

 التوزيع الجغرافي بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
يخضع التوزيع السكاني لتفاعل عدة عوامل تتفرع إلى نوعين: عوامل طبيعية وعوامل بشرية. وفي ضوء هذه العوامل، ومدى ثباتها وتغيرها مع الزمن، يتحدد التوزيع المكاني للسكان، وكذلك كثافتهم داخل البيئات المختلفة. وتعد التربة، والمياه، والمناخ، والاقتصاد، والجذور التاريخية من أهم العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في التوزيع السكاني.
 
تحتل المنطقة المرتبة الثالثة من حيث الحجم السكاني آتيةً بعد منطقتي مكة المكرمة والرياض. فحسب نتائج التعدادات كان يقطن بها عام 1394هـ /1974م ما نسبته 11% من إجمالي سكان المملكة، ثم ارتفعت النسبة لتصل إلى 15.2% عام 1413هـ /1992م، ثم أضحت في عام 1425هـ /2004م 14.8%. واستقرت فيما بعد عام 1425هـ /2004م حول النسبة نفسها.
 

التوزيع النسبي لسكان المحافظات

 
تشير البيانات المدونة في (جدول 31) ، إلى وجود تباين في توزيع السكان بين محافظات المنطقة الشرقية. فمن الملاحظ أنه يقطن نحو 77% من سكان المنطقة في ثلاثة نطاقات هي:
 
نطاق ساحل الخليج العربي، ويأخذ نمط الشريط، ويبدأ من محافظة القطيف شمالاً إلى محافظة الخبر جنوبًا، ويتوزع به نحو 50% من إجمالي سكان المنطقة.
 
نطاق الواحات بمحافظة الأحساء، ويأخذ نمطًا مركزًا 27%.
 
النطاق الداخلي ويأخذ نمط الانتشار على شكل تجمعات صغيرة في المحافظات الداخلية (بؤر استيطانية) في مراكز المحافظات، ويتوزع بها ما نسبته 23% من السكان، منهم 10% في محافظة حفر الباطن وحدها.
 
ويفسر تباين التوزيع السكاني في المحافظات إلى الإمكانات الطبيعية والاقتصادية، وبخاصة تركز الصناعات البترولية ومراكز الإنتاج والتصدير، في نطاق الشريط الساحلي، في حين يعود ارتفاع نسبة توزيع السكان السعوديين في قطاع الواحات إلى العامل التاريخي والطبيعي المتمثل في التربة والمياه.
 
وقد شهد الترتيب الحجمي لسكان المحافظات خلال العقود الثلاثة الماضية تغيرًا ملحوظًا؛ إذ تقدمت مدينة الدمام (مركز الإمارة) من المركز الثالث إلى المركز الثاني، ومحافظة الجبيل من المركز الأخير إلى المركز الخامس، فيما بقيت الأحساء في المركز الأول، (خريطة 12) .
 

الكثافة السكانية

 
يقصد بالكثافة العامة إجمالي عدد السكان مقسومًا على كامل المساحة، بغض النظر عن المساحات المأهولة أو غير المأهولة. وقد شهدت الكثافة السكانية في المنطقة ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الفاصلة بين تعدادي 1394 و 1413هـ /1974 و 1992م؛ فقد ارتفعت في عام 1394هـ /1974م من أقل من شخصين في الكيلومتر المربع، إلى نحو خمسة أشخاص في الكيلومتر المربع عام 1413هـ /1992م. وتبين من نتائج تعداد 1425هـ /2004م أن الكثافة العامة في المنطقة بلغت 6 أشخاص في الكيلومتر المربع؛ أي أن الكثافة السكانية زادت خلال العقود الثلاثة الماضية بنحو خمسة أشخاص في الكيلومتر المربع، (جدول 32) . وهذا الارتفاع في الكثافة السكانية ناتج عن التطور التنموي الصناعي والاقتصادي الذي شهدته وتشهده المنطقة.
 
أما بالنسبة للمحافظات فقد شهدت الكثافة السكانية ارتفاعًا متباينًا خلال الفترة 1394 - 1413هـ /1974 - 1992م، فعلى سبيل المثال، تأتي محافظتا الجبيل وحفر الباطن في المركزين الأول والثاني على التوالي 17% و 8% تقريبًا؛ بينما لم تتغير الكثافة كثيرًا بمحافظة قرية العليا؛ ويعود ذلك إلى تباين أعداد المهاجرين للمحافظات حسب الوظيفة الاقتصادية لكل محافظة. ومن حيث الكثافة السكانية عام 1413هـ /1992م فيأتي مقر الإمارة (الدمام) في المركز الأول؛ إذ بلغت الكثافة السكانية 1388 نسمة /م  ، تليها بفارق كبير القطيف 563 نسمة /م  ، ثم الخبر 233 نسمة /م  . وفي المركزين الرابع، والخامس رأس تنورة بنحو 161 نسمة /م  ، والجبيل 22 نسمة /م  ، (جدول 32) . وبناء عليه يتضح جليًّا أن محافظات نطاق الشريط الساحلي هي الأعلى كثافة، وذلك بسبب تركز الأنشطة الاقتصادية بها، (خريطة 13) .
 
وتشير بيانات تعداد 1425هـ /2004م إلى استمرار زيادة الكثافة السكانية العامة في جميع محافظات المنطقة ولكن بنسب متفاوتة، فمحافظات الشريط الساحلي هي الأكثر زيادة في الكثافة، فعلى سبيل المثال زادت الكثافة خلال 12 سنة في مقر الإمارة (الدمام) بنحو 739 نسمة /م  ، أي بزيادة تصل إلى 50% عما كانت عليه عام1413هـ /1992م، (جدول 32) 
 
ومن خلال نتائج التعدادات المشار إليها سابقًا والمبينة في (جدول 32) و (خريطة 13) تبرز ثلاثة أنماط من الكثافة السكانية في المنطقة هي:
 
1 - الكثافات المرتفعة:
 
تشمل المحافظات التي تزيد الكثافة السكانية فيها على 300 نسمة في الكيلومتر المربع عام 1425هـ /2004م، وتمثلها مراكز: مدينة الدمام 2128 نسمة /م  ، ومحافظة القطيف 678 نسمة /م  ، ومحافظة الخبر 304 نسمة /م  . ويعود وجود الفارق الكبير في الكثافة السكانية ما بين مركز الإمارة (الدمام) وبقية المحافظات إلى صغر مساحة مدينة الدمام وقربها من مركزين كبيرين هما القطيف والخبر، وكذلك كونها مركزًا إداريًّا وتجاريًّا واقتصاديًّا للمنطقة.
 
2 - الكثافات المتوسطة:
 
تشمل المحافظات التي تراوح الكثافة بها بين 10 - أقل من 300 نسمة في الكيلومتر المربع عام 1425هـ /2004م وتمثلها محافظتا رأس تنورة 144 نسمة /م  والجبيل 32 نسمة /م  .
 
3 - الكثافات المنخفضة:
 
تشمل المحافظات التي تقل الكثافة فيها عن 10 أشخاص في الكيلومتر المربع وتمثلها بقية المحافظات، تتقدمها الخفجي بنحو 8 نسمة /م  والأحساء بأقل من 8 نسمة /كم  وأخيرًا قرية العليا بنسبة أقل من 1 نسمة /كم  ، (جدول 32) .
 

التوزيع الحضري والريفي للسكان

 
شهدت المنطقة، كبقية مناطق المملكة، نـزوحًا كبيرًا من الريف والبادية إلى المدن، نتيجة للتنمية الحضرية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات الميلادية من القرن المنصرم؛ فنسبة سكان المدن في المنطقة ارتفعت من نحو 67% عام 1394هـ /1974م إلى 89% عام 1413هـ /1992م. وبذلك تجاوزت نسبة التحضر في المنطقة معدل نسبة التحضر في المملكة البالغ 74%. وتشير النتائج الأولية لتعداد عام 1425هـ /2004م إلى أن نسبة التحضر تجاوزت 93%  .  ولا شك أن لخطط التنمية دورًا كبيرًا في جذب سكان الريف والبادية للمدن، مقابل غياب الخطط التنموية للريف التي مع تتابع تنفيذها تحد من الهجرة، وتساعد على توزيع السكان بين مدن المنطقة وريفها.
 
شارك المقالة:
103 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook