تشغل منطقة تبوك 7% تقريبًا من إجمالي مساحة المملكة، وتُعد من المناطق الإدارية المتوسطة من حيث المساحة والسكان، إذ تأتي في المرتبة الخامسة بين مناطق المملكة من حيث المساحة، وفي المرتبة السابعة من حيث السكان، وذلك بناءً على بيانات تعداد عام 1425هـ / 2004م.

 

أ - التوزيع النسبي لسكان المحافظات:

 

يتركز معظم سكان المنطقة في مقر الإمارة (مدينة تبوك). ففي عام 1394هـ / 1974م بلغت نسبة السكان بها نحو 54%، وارتفع نصيبها من سكان المنطقة في عام 1413هـ / 1992م ليصل إلى ثلثي سكان المنطقة 68%، ثم ارتفع قليلاً عام 1425هـ / 2004م إلى نحو 71% تقريبًا (جدول 20) (شكل 4) . وتأتي محافظة أملج في المرتبة الثانية بنحو 15% تقريبًا في عام 1394هـ / 1974م ولكن نصيبها تقلص إلى نحو 8% عام 1425هـ / 2004م. أما بقية المحافظات فلا يتجاوز نصيب أي منها 10% تقريبًا. وقد شهدت جميع المحافظات باستثناء مقر الإمارة (مدينة تبوك) تذبذبًا متباينًا خلال الفترات السابقة.

 

بالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت جميع المحافظات تناقصًا في نصيبها من سكان المنطقة، وذلك لصالح مقر الإمارة ومحافظة حقل. فعلى سبيل المثال، انخفض نصيب محافظة تيماء من 10% عام 1394هـ / 1974م إلى 5% من إجمالي سكان المنطقة عام 1425هـ / 2004م. وكذلك الحال بالنسبة إلى محافظة أملج التي انخفض نصيبها من إجمالي سكان المنطقة من 15% إلى نحو 8% (جدول 20) 

 

ولا شك في أن وجود المؤسسات الحكومية والخدمات العامة والأنشطة التجارية في مقر الإمارة (مدينة تبوك) يُفسر التركز السكاني بها، بالإضافة إلى أنها تحتضن القاعدة العسكرية الخاصة بالجيش السعودي.

 

ب - الكثافة السكانية:

 

يُقصد بالكثافة السكانية حاصل قسمة إجمالي عدد السكان على مساحة المنطقة أو المحافظة، بغض النظر عن المساحات المأهولة أو غير المأهولة. وبشكل عام، تتسم منطقة تبوك بانخفاض مستوى الكثافة السكانية، حيث تراوحت بين شخص واحد في الكيلو متر المربع عام 1394هـ / 1974م ونحو خمسة أشخاص تقريبًا في الكيلو متر المربع عام 1425هـ / 2004م. وبذلك تكون الكثافة في المنطقة قد ارتفعت بنحو أربعة أشخاص تقريبًا خلال العقود الثلاثة الماضية.

 

أما على مستوى المحافظات فإن هناك تفاوتًا محدودًا في الكثافة السكانية (جدول 21) ، (خريطة 13) ، فقد وصلت في مقر الإمارة (مدينة تبوك) إلى ثمانية أشخاص في الكيلو متر المربع عام 1425هـ / 2004م، وجاءت بعدها محافظة أملج بنحو ستة أشخاص في الكيلو متر المربع.

 

من جهة أخرى، تنخفض الكثافة بشكل ملحوظ في محافظة تيماء؛ إذ لا تكاد تصل إلى شخص واحد في الكيلو متر المربع. وتجدر الإشارة إلى أن الكثافة السكانية تغيرت في مقر الإمارة بمقدار ستة أشخاص في الكيلو متر المربع، وتلتها في المرتبة الثانية محافظة حقل بنحو خمسة أشخاص في الكيلو متر المربع، في حين سجلت محافظة تيماء أقل تغير في الكثافة خلال الفترة 1394 - 1425هـ / 1974 - 2004م.

 

ج - التوزيع الحضري والريفي للسكان:

 

تشير بيانات تعداد عام 1394هـ / 1974م إلى أن سكان الريف والبادية يمثلون 56% من إجمالي سكان المنطقة، وبناءً عليه كان سكان البادية يمثلون نسبة كبيرة من سكان منطقة تبوك، إذ تصل نسبتهم إلى نحو 46%، مما يعني أن سكان الريف لا يشكلون نسبة كبيرة. وبعبارة أخرى، فإن سكان البادية في منطقة تبوك كانوا يمثلون قرابة نصف سكان المنطقة. وتُعد هذه النسبة مرتفعة إذا قورنت ببعض المناطق الإدارية وسط المملكة وجنوبها.

 

أما على مستوى المحافظات، فإن أغلب سكان البادية كانوا يتركزون في محافظة أملج؛ حيث كانوا يشكلون عام 1394هـ / 1974م نحو 21% من إجمالي سكان البادية في منطقة تبوك، تليها محافظتا الوجه وضباء بنحو 15% لكل منهما، بمعنى أن أكثر من نصف سكان البادية في المنطقة كانوا يقطنون في ثلاث محافظات  .  ومن اللافت للنظر أن هذه المحافظات الثلاث لم تسجل تناقصًا في الكثافة عبر ثلاثة العقود الماضية، مما قد يعني أن أغلب سكان البادية استقروا داخل هذه المحافظات ولم يهاجروا بأعداد كبيرة إلى خارجها.

 

أما بالنسبة إلى سكان المدن، فلا توجد في منطقة تبوك مدن كبيرة. وقد ارتفعت نسبة التحضر أو (نسبة سكان المدن) في منطقة تبوك من نحو 44% عام 1394هـ / 1974م إلى 82% تقريبًا عام 1413هـ / 1992م، ثم إلى نحو 85% في عام 1425هـ / 2004م  .  ومن أبرز مدنها مدينة تبوك التي تُعد مقر الإمارة ومدن: أملج، وتيماء، والوجه، وحقل، وضباء، والبدع.