التوزيع الجغرافي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التوزيع الجغرافي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

التوزيع الجغرافي في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
تشغل منطقة عسير ما نسبته 4.3% تقريبًا من إجمالي مساحة المملكة، إذ تبلغ مساحتها 78.162كم  . وتُعد من المناطق الإدارية متوسطة المساحة؛ فهي تأتي في المرتبة العاشرة بين مناطق المملكة، ولكنها تأتي في المرتبة الرابعة من حيث الحجم السكاني على مستوى المملكة، وذلك حسب بيانات تعداد عام 1425هـ/2004م.
 

التوزيع النسبي لسكان المحافظات

 
تميزت منطقة عسير بأن سكانها توزعوا بين المحافظات دون وجود استقرار كبير في محافظة واحدة، وبخاصة في عام 1394هـ/1974م. ويمكن تصنيف المحافظات بناءً على توزيع السكان في عام 1394هـ/1974م إلى فئتين، هما:
 
 المحافظات التي يقطن فيها أكثر من 15% من إجمالي سكان المنطقة، وتمثلها محافظات: بيشة، وخميس مشيط، وأبها، بنحو 16% و 16% و 15% على التوالي، وفي هذه المحافظات الثلاث يقطن نحو 48% من سكان المنطقة.
 
 المحافظات التي يقطن فيها أقل من 10% من إجمالي سكان المنطقة، وتمثلها بقية المحافظات، وتأتي في المقدمة محافظة المجاردة بنحو 8%، تليها محافظة محايل بنسبة 7.5%، وتأتي محافظة بلقرن في ذيل القائمة بنحو 2%.
 
وفي عام 1425هـ/2004م ازداد تركز السكان في بعض المحافظات، وتراجع نصيب بعضها الآخر من إجمالي سكان المنطقة. وتأتي محافظة خميس مشيط في مقدمة المحافظات التي ارتفعت فيها نسبة السكان من نحو 16% في عام 1394هـ/1974م إلى نحو 26% في عام 1425هـ/2004م، وتليها أبها التي ارتفع نصيبها من نحو 15% إلى نحو 21% تقريبًا، كما ارتفع نصيب محافظة محايل من نحو 8% إلى أكثر من 10%، وكذلك الحال بالنسبة إلى محافظتَي بلقرن وأحد رفيدة اللتين شهدتا ارتفاعًا طفيفًا في نصيبهما. أما بقية المحافظات فسجلت انخفاضًا ملحوظًا في نصيبها من السكان، مثل محافظة بيشة التي انخفض نصيبها من نحو 16% في عام 1394هـ/1974م إلى نحو 11% فقط في عام 1425هـ/2004م، كما انخفض نصيب محافظة تثليث من نحو 7% إلى نحو 3%، وكذلك النماص من 6% إلى نحو 3%. وهذه التغيرات في توزيع السكان تعكس التغيرات في توزيع الأنشطة الاقتصادية في المنطقة والتي ترتبط بإمكانات النمو الاقتصادي في كل محافظة.
 
وبناءً على ما سبق يتضح أن مدينة أبها ومحافظتَي خميس مشيط ومحايل استمرت في جذبها السكاني بوتيرة متدرجة خلال الفترة 1394 - 1425هـ/1974 - 2004م، بينما شهدت بقية المحافظات تذبذبًا في نصيبها من سكان المنطقة، فعلى سبيل المثال كانت محافظتا أبها وخميس مشيط تضمَّان ما نسبته 32% تقريبًا من إجمالي سكان المنطقة في عام 1394هـ/1974م، ثم ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى نحو 47% عام 1425هـ/2004م.
 
 

الكثافة السكانية

 
يُقصد بالكثافة السكانية حاصل قسمة إجمالي عدد السكان على مساحة المنطقة أو المحافظة, بغض النظر عن المساحات المأهولة أو غير المأهولة. ومن الملاحظ أن الكثافة السكانية في منطقة عسير ومحافظاتها ارتفعت من نحو 9 أشخاص في الكيلو متر المربع عام 1394هـ/1974م إلى نحو 21 شخصًا في الكيلو متر المربع عام 1425هـ/2004م؛ أي بزيادة بلغت ما يقارب 13 شخصًا في الكيلو متر المربع خلال العقود الثلاثة الماضية؛ (جدول 29) 
 
أما على مستوى المحافظات فإن الكثافة السكانية تتباين من محافظة إلى أخرى؛ ففي عام 1425هـ/2004م سجلت محافظة خميس مشيط أعلى كثافة سكانية من بين المحافظات في المنطقة، إذ بلغت نحو 69 شخصًا تقريبًا في الكيلو متر المربع، في حين كانت أدنى كثافة سكانية في محافظة تثليث، حيث لا تتجاوز شخصين في الكيلو متر المربع. وكما ذُكر آنفًا فقد شهدت الكثافة السكانية ارتفاعًا ملحوظًا في جميع المحافظات ولكن بنسب متفاوتة، ويمكن تصنيف المحافظات من حيث درجة التغير الذي طرأ عليها في الكثافة السكانية بين عامي 1394 و 1425هـ/1974 و 2004م إلى فئتين، هما:
 
 المحافظات التي يصل التغير في الكثافة فيها إلى مستوى أعلى من مقدار التغير على مستوى المنطقة والبالغ نحو 13 شخصًا في الكيلو متر المربع، وتمثلها محافظات: خميس مشيط، وأبها، ومحايل، وبلقرن، وأحد رفيدة.
 المحافظات التي يقل التغير في الكثافة فيها عن مقدار التغير على مستوى المنطقة، وتمثلها بقية المحافظات؛ (جدول 29) و (خريطة 13) 
 
 

التوزيع الحضري والريفي للسكان

 
كان يقطن في منطقة عسير عام 1394هـ/1974م نحو 13% تقريبًا من إجمالي سكان البادية في المملكة، كما كانوا يشكلون نحو 36% من إجمالي سكان منطقة عسير  .  وكان يتركز أغلب سكان البادية عام 1394هـ/1974م في محافظة تثليث، حيث كانوا يشكلون نحو 86% من سكان هذه المحافظة، وقد فقدت محافظة تثليث نسبة كبيرة من سكانها في الأعوام التالية، مما يعني أن نسبة سكان البادية في المحافظة قد انخفضت بشكل كبير، ومن المتوقع أن تكون قد انخفضت فيما بعد بدرجة كبيرة لأن عدد سكان البادية في المملكة بشكل عام قد انخفض نتيجة استقرار معظمهم في المدن والقرى والهجر؛ وذلك لصعوبة المعيشة في الصحراء من جهة، ورغبةً في الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من جهة أخرى.
 
ومن جانب آخر هاجرت أعداد كبيرة من سكان القرى إلى المدن داخل المنطقة وخارجها، مما أدى إلى زيادة عدد سكان المدن على حساب المواقع الريفية؛ فعلى سبيل المثال: زاد عدد سكان المدن الكبيرة مثل أبها وخميس مشيط، بينما تناقصت أعداد أغلب سكان المحافظات، فقد ازداد عدد سكان مدينتَي أبها وخميس مشيط خلال الفترة التي بين عامَي 1413 و 1425هـ/1992 و 2004م بمعدلات تصل إلى نحو 5% و 4.5% على التوالي. وقد ازدادت نسبة التحضر فيما بين عامي 1394 و 1413هـ/1974 و 1992م من 14% - 37% تقريبًا، ثم ارتفعت إلى نحو 53% في عام 1425هـ/ 2004م  
 
شارك المقالة:
107 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook