تحتل منطقة حائل المرتبة السابعة من إجمالي مساحة المملكة؛ أي نحو 5.9% من إجمالي مساحة المملكة، إذ تبلغ مساحتها 112444كم  ، وبذلك تعد من المناطق الإدارية المتوسطة المساحة، وكذلك تأتي في المرتبة السابعة من حيث الحجم السكاني على مستوى المملكة، طبقًا لتعداد عام 1425هــ / 2004م.

 

أ - التوزيع النسبي لسكان المحافظات:

 

يتركز أغلب سكان المنطقة في مقر الإمارة (مدينة حائل)، إذ ارتفع نصيبها من نحو 44% في عام 1394هــ / 1974م إلى نحو 68% في عام 1425هــ / 2004م، أما بقية المحافظات فشهدت تذبذبًا متباينًا في نسبة سكانها إلى إجمالي سكان المنطقة خلال الفترات السابقة، ولكنها جميعًا فقدت جزءًا من سكانها، فعلى سبيل المثال: كان يقطن محافظة الغزالة عام 1394هــ / 1974م نحو 32% من إجمالي سكان المنطقة، ولكن انخفض نصيبها إلى 18% فقط عام 1425هــ / 2004م، وكذلك الحال بالنسبة إلى محافظة بقعاء التي انخفض عدد سكانها إلى النصف، (جدول 17) ، (شكل 3) ، وذلك لانخفاض معدلات النمو السكاني بها؛ بسبب الهجرة المغادرة.

 

ولعل التركز السكاني في المقر الإداري (مدينة حائل) يفسر النقص الملاحظ في سكان بقية المحافظات. فقد يكون سبب ذلك عدم توافر الفرص الوظيفية والخدمات في تلك المحافظات؛ مما أدى بالسكان إلى الهجرة منها إلى مدينة حائل، أو إلى خارج المنطقة حيث تتوافر الفرص الوظيفية، والخدمات، والمرافق العامة، ولكن الوضع اختلف في السنوات الأخيرة.

 

ب - الكثافة السكانية:

 

تُعد الكثافة السكانية أحد مقاييس التوزيع الجغرافي للسكان، ويُقصد بها ناتج قسمة إجمالي عدد السكان على المساحة، بغض النظر عن المساحات المأهولة أو غير المأهولة، وبشكل عام، يلاحظ أن الكثافة السكانية ارتفعت في منطقة حائل عام 1394هــ / 1974م من نحو 2 - 5 في الكيلومتر المربع عام 1425هــ / 2004م بزيادة لا تتجاوز 3 أشخاص في الكيلومتر المربع خلال العقود الثلاثة الماضية.

 

أما على مستوى المحافظات فإن الكثافة السكانية لم تشهد تغيرات كبيرة باستثناء المقر الإداري (مدينة حائل) الذي ارتفعت به من شخصين في الكيلومتر المربع عام 1394هــ / 1974م إلى نحو 7 أشخاص في الكيلومتر المربع عام 1425هــ / 2004م، أي بزيادة قدرها نحو 5 أشخاص. وعلى أي حال، تأتي محافظة الغزالة في المرتبة الثانية بنحو أربعة أشخاص في الكيلومتر المربع في عام 1425هــ / 2004م، ثم الشنان بنحو 3 أشخاص في الكيلومتر المربع، وأخيرًا بقعاء بأقل من شخصين في الكيلومتر المربع، (جدول 18) ، (شكل 3) . وهذا ما يؤكد عمليات التنمية المتوازنة في كل مناطق المملكة.

 

ج - التوزيع الحضري والريفي للسكان:

 

تعد المنطقة من المناطق التي شهدت استقرار أعداد كبيرة من سكان البادية في مدنها؛ لصعوبة حياة البادية من جهة، ولتوافر فرص وظيفية في المدن من جهة أخرى، مما أدى إلى انخفاض حاد في أعداد سكان البادية والقرى.

 

وقد كان يقطن في المنطقة في عام 1394هــ / 1974م نحو 8% من إجمالي سكان البادية في المملكة، أي ما يعادل نحو 55% من إجمالي سكان المنطقة، ويتركزون في محافظة بقعاء، إذ كانوا يشكلون أكثر من 75% من سكانها، وتأتي بعدها مدينة حائل بنحو 55%، إذ تركزت أعداد كبيرة من أبناء البادية في بعض المراكز التابعة لها. فعلى سبيل المثال: كان أبناء البادية يمثلون 25% تقريبًا من إجمالي سكان مدينة حائل  

 

ومن جانب آخر هاجر عدد كبير من سكان القرى إلى المدن وإلى خارج المنطقة، ما أدى إلى زيادة عدد سكان المدن على حساب المراكز الريفية، وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد سكان مدينة حائل بمعدلات مرتفعة، وبناء عليه، فقد ارتفعت نسبة التحضر (أو نسبة عدد سكان المدن) في منطقة حائل من نحو 16% في عام 1394هــ / 1974م إلى 45% في عام 1413هــ / 1992م، ثم إلى 55% في عام 1425هــ / 2004م