تعدُّ المنطقة الشرقية من أكبر مناطق المملكة مساحة؛ إذ تمتد من حدود الكويت شمالاً وعلى امتداد ساحل الخليج إلى حدود قطر وغربي الإمارات، ثم جنوبًا لتشمل معظم مناطق الربع الخالي إلى حدود منطقة نجران. ويشكل هذا الامتداد الكبير من الشمال إلى الجنوب تميزًا للمنطقة؛ لاشتماله على بيئات مختلفة، وتنوع في الأقاليم المناخية؛ ما أعطى فرصة لوجود عدد من الكائنات الحية في هذه المنطقة المترامية الأطراف.

 

وحدث لأجزاء كبيرة من هذه المنطقة الشاسعة تاريخ حافل يدل على غناها بتنوع حياتي كبير؛ إذ دلت الدراسات المناخية القديمة على تعرض هذه المنطقة، وبخاصة الربع الخالي، إلى فترات مطيرة أدت إلى تكون البحيرات والمجاري المائية وارتفاع مستوى المياه فيها. وتدل الدراسات المناخية على أن هناك فترتين مميزتين تكونت فيهما البحيرات، الأولى حدثت قبل 36 - 17 ألف سنة قبل الوقت الحاضر، والثانية قريبة حدثت قبل 8500 - 5200 سنة قبل الوقت الحاضر  .  وقد وجدت آثار لعدد من الثدييات الكبيرة مثل: الجاموس، وبقر الوحش، وفرس النهر، والغزال وغيرها.

 

وشهدت الجزيرة العربية بعد تلك الفترة تحولاً مناخيا كبيرًا؛ حيث بدأت الفترة الجافة التي قلّت فيها الأمطار، وارتفعت درجة الحرارة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، ومع ذلك فقد استمر وجود عدد من الحيوانات التي تكيفت مع المناخ الجديد مثل: الحمر الوحشية، والفهد الآسيوي، والظباء، والمها العربي، والذئاب، والثعالب وغيرها التي انقرض بعضها خلال القرن الماضي، وتناقصت أعداد أنواع أخرى بشكل كبير نتيجة زيادة حالات الصيد والمطاردة لتلك الأنواع مع نهاية القرن الماضي.