تصنف الحيوانات الثديية في قمة هرم المجموعة الحيوانية التي تعيش على كوكب الأرض، وقد امتلكت هذه المرتبة صفات تميزت بها عن غيرها من الفقاريات والحيوانات الأخرى التي أعطتها المقدرة على العيش في بيئات متباينة برية وبحرية واحتلالها لمواطن كثيرة على سطح الأرض.

 

وقد لا يكون من المستغرب إن استأنس الإنسان عددًا من الحيوانات الثديية للمأكل والتنقل والاستخدامات المختلفة مثل الصيد بالكلاب المدربة. كما اعتمد على عدة أنواع من الحيوانات البرية في غذائه ورياضته مثل الظباء والوعول والأرانب وغيرها من الثدييات.

 

تزخر بيئات المملكة بشكل عام بعدد من أنواع الثدييات، وقد ذكر منها نحو 76 نوعًا، ولكن معظم هذه الأنواع لم يدرس بشكل جيد ولا نعرف مناطق انتشاره، وما حالته الراهنة من حيث الأعداد والكثافة. وتصنف هذه الأنواع بثماني رتب أكبرها رتبة الخفاشيات، إذ تضم ما يقرب من 24 نوعًا.

 

وتضم منطقة مكة المكرمة بيئات متباينة، فعلى ساحل البحر الأحمر يمتد السهل الساحلي من نواحي القنفذة جنوبًا حتى رابغ شمالاً، وأهم ما يميزه الشعاب المرجانية والجزر والسبخات والتجمعات الرملية في مناطق مختلفة من الساحل، وتشكل هذه البيئة مناطق جيدة لعدد من الثدييات الصغيرة والثدييات المتوسطة مثل الظباء وبخاصة عندما يتسع السهل كلما اتجهنا جنوبًا.

 

تمتد سلسلة جبال السراة من شمال منطقة مكة المكرمة إلى جنوبها بمحاذاة السهل الساحلي، وتتفاوت في ارتفاعها من منطقة لأخرى، وتشكل البيئات الجبلية مواطن لكثير من الثدييات، مثل النمر العربي والذئاب والوعول والوبر وكثير من القوارض، ومع انحدار هذه المرتفعات نحو الشرق تبرز لعدد من الحرات البركانية مثل حرة رهط وكشب وحضن وحرة نواصف وحرة البقوم، وقد وفرت هذه المناطق بيئات مناسبة لعدد من الثدييات، مثل الغزلان والذئاب والثعالب والضباع وغيرها من الثدييات المتوسطة والصغيرة.

 

تشكل الأجزاء الشرقية من منطقة مكة المكرمة بيئات مميزة أشهرها سهل ركبة الذي يقع بين حرة كشب وحضن، وقد اشتهرت هذه المنطقة بغناها بالطرائد التراثية، مثل المها العربي والظباء بأنواعها، وقد استمر وجود هذه الأنواع إلى وقت قريب.

 

يوجد في منطقة مكة المكرمة أكثر من 60 نوعًا من الثدييات تمثل تقريبًا 45% من عدد الأنواع المعروفة في المملكة، وأهم هذه الأنواع نوعان من القنافذ ونوع واحد من الزبابات، وسجل إلى الآن نحو اثني عشر نوعًا من الخفافيش، ونحو ستة عشر نوعًا من القوارض، كما تضم المنطقة أحد عشر نوعًا من الضواري، وثلاثة أنواع من العائلة البقرية، بالإضافة إلى الأرنب والوبر والبابون