الثروة المائية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الثروة المائية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الثروة المائية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
أظهرت الدراسات والمسوحات الأولية عن الموارد المائية والزراعية لمعظم مناطق المملكة، وحددت مواقعها وإمكانية تطوير بعضها واستغلالها لأغراض الشرب والري والزراعة، وعدم إمكانية ذلك في مواقع أخرى جرى تحديدها، وانطلاقًا من ذلك شرعت وزارة الزراعة والمياه عام 1391هـ / 1971م في إجراء دراسات تفصيلية لبعض الطبقات الجيولوجية الحاملة للمياه مستعينة ببعض الشركات الاستشارية العالمية المتخصصة، وقد شملت تلك الدراسات: تدعيم مصادر مياه الشرب للمدن والقرى والهجر، ومعرفة امتداد الطبقات الرئيسة الحاملة للمياه وتحديد خصائصها الفيزيائية والكيميائية، ومن تلك الدراسات:
 
دراسة تحديد الإمكانات المائية لمتكون الساق وما فوقه من تكوينات في مناطق القصيم وتبوك والجوف ووادي السرحان، ومعرفة مدى صلاحية التربة للزراعة، وقد أنجزت في عام 1405هـ / 1985م.
 
1 - موارد المياه في المنطقة:  
 
أ) المياه السطحية:
 
وهي المياه الناشئة عن جريان الأودية والشعاب نتيجة هطلان الأمطار وحدوث السيول، وتتجمع هذه المياه في المنخفضات الطبيعية أو على هيئة غيول  ،  أو يتم الاستفادة منها بحجزها خلف السدود في بحيرات، وتوجد بشكل أكبر في المنطقتين: الجنوبية والغربية وبشكل أقل في المناطق الأخرى من المملكة وخصوصًا الربع الخالي والمنطقة الشمالية (بما فيها منطقة تبوك).
 
ويراوح عدد الأيام الممطرة في المملكة بين حد أدنى 6 أيام بمعدل هطلان قدره 4.8 مم سنويًا وحد أقصى بلغ 80 يومًا بمعدل هطلان قدره 412.2 مم سنويًا. وتقدر مياه السيول بنحو 2.045 مليون متر مكعب سنويًا وتحدث 60% منها في المنطقة الجنوبية الغربية بمتوسط 600مم.
 
ب) المياه الجوفية:
 
تعد من أهم مصادر المياه في المملكة، وتُعرَّف بأنها تلك المياه المخزونة في طبقات تحت الأرض وتتميز المياه الجوفية بامتدادها الجيولوجي وسُمْكها الكبير وخصائصها الهيدرولوجية المميزة، وتنقسم إلى:
 
- مياه جوفية متجددة (غير عميقة أو ضحلة) وتصنف إلى فئتين:
 
1) الفئة الأولى:
 
المياه الموجودة في طبقات الرواسب الوديانية وتقدر كميات المياه التي تغذي هذه الطبقات بنحو 940 مليون متر مكعب سنويًا، ويراوح سُمْك هذه الرواسب بين 10 و 120م، ويعتمد توافر المياه في هذه الطبقات على تكرار هطلان الأمطار وجريان الأودية.
 
2) الفئة الثانية:
 
وتتمثل في المياه الموجودة في الأجزاء غير المحصورة من الطبقات الحاملة للمياه، وتقدر التغذية السنوية لها بنحو 2000 مليون متر مكعب، ويوجد في المملكة 18 طبقة حاملة للمياه تتم تغذيتها عن طريق منكشفاتها؛ إذ تتسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض لكل طبقة، وتختلف هذه الطبقات بعضها عن بعض من حيث العمر، والامتداد الجيولوجي، والسُمْك والخصائص الهيدرولوجية، وكميات المياه المخزونة فيها، كما تمتاز هذه الطبقات بارتفاع معامل التخزين في صخورها، وتصنف إلى طبقات رئيسة وأخرى ثانوية.
 
- وهناك مياه جوفية محدودة التجدد (عميقة)، وهي التي اختزنت في باطن الأرض منذ آلاف السنين على أعماق بعيدة قد تصل إلى آلاف الأمتار وتوجد في طبقات جيولوجية متعاقبة، ولها امتداد أفقي واسع، وتشغل المياه الجوفية المحدودة التجدد أكثر من ثلثي مساحة المملكة فيما يسمى بالرصيف القاري، وتمثل الاحتياطي الإستراتيجي من مخزون المياه الجوفية في المملكة، وهناك نوعان من التكوينات الحاملة لهذه المياه هي: التكوينات الرئيسة، والتكوينات الثانوية. ومن أهم التكوينات التي تستفيد منها منطقة تبوك:
 
 تكوين الساق:
 
واستمدت هذه الطبقة اسمها من جبل ساق الواقع في منطقة القصيم، وهو من أهم التكوينات الغنية بالمياه في المملكة، حيث يمتد إلى 1.200كم من الحدود الأردنية إلى وسط المملكة وجنوبها، ويستفيد من الجزء الشرقي من التكوين منطقة القصيم والأسياح وشرق حائل ومنطقة تبوك بما فيها محافظة تيماء، ويراوح عمق المياه في تكوين الساق بين 100م في منطقة الجنوب و 1850م في القصيم، ويبلغ سطح منكشفه نحو 65 ألف كيلو متر مربع.
 
 تكوين تبوك:
 
واستمدت هذه الطبقة اسمها من منكشفها في مدينة تبوك، وهي تتكون من ثلاث طبقات من الأحجار الرملية تفصلها طبقات من الطَّفلِ، ويمتد هذا التكوين من الأردن إلى جنوب مدينة بريدة، وتبلغ مساحة منكشفاته المتقطعة نحو 100 ألف كيلو متر مربع، ويستفيد من مياهه الجزء الشرقي من منطقة القصيم ومنطقة تبوك ومحافظة تيماء وشرق وشمال شرق حائل، ويعد الجزء العلوي من تكوين تبوك الذي يعرف بعضو الطويل أحد المصادر المائية الرئيسة حيث تقوم عليه المشروعات الزراعية في البسيطاء بالجزء الجنوبي الشرقي من حوض وادي السرحان.
 
ج) مياه البحر المحلاة:
 
وهي المياه التي يتم استخراجها من مياه البحر بعد إزالة الأملاح عن طريق محطات ضخمة تعمل على تكثيف البخار أو بالتناضح العكسي، وهي مصدر مهم من مصادر المياه في المملكة، ويتم إنتاجها عن طريق محطات تحلية مياه البحر البالغ عددها 25 محطة موزعة على الساحلين الغربي والشرقي للمملكة، وقد لجأت المملكة لهذا المصدر لتأمين مياه الشرب للمناطق التي تقل فيها مصادر المياه الأخرى، ومن ذلك عدد من محافظات المنطقة، كما يوضحها جدول 35، وتعد المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الجهة الموكل إليها إنشاء هذه المحطات وصيانتها  .  حيث بلغ إنتاج المؤسسة من المياه المحلاة عام 1417هـ / 1996م 520 مليون جالون، وهو ما يعادل 30% من الإنتاج العالمي، كما بلغت الطاقة الكهربائية المولدة في محطات المؤسسة 3.600 ميجاوات وهو ما يعادل 30% من الطاقة الكهربائية المنتجة بوساطة شركات الكهرباء في المملكة. وتعد المملكة اليوم أكبر دولة في العالم منتجة لمياه البحر المحلاة  
 
2 - المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة:
 
هي مؤسسة حكومية سعودية تعنى بتحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة الكهربائية، وإيصال المياه العذبة المنتجة لمختلف مناطق المملكة حيث تقع المملكة في منطقة جغرافية تفتقر إلى المياه العذبة، ولم تحظ بمصادر طبيعية مثل: الينابيع والأنهار والبحيرات مع ندرة الأمطار أو انعدامها في بعض المناطق. وتقتصر المصادر الطبيعية في المملكة على بعض الآبار وتجمعات مياه الأمطار والسيول التي لم تكن كافية لسد الاحتياجات الضرورية على مر العصور. ونتيجة للتطور الهائل والتقدم الحضاري والاقتصادي والصناعي وزيادة عدد السكان، فقد ازداد الطلب على المياه الصالحة للشرب بدرجة تفوق بكثير تلك المتوافرة من المصادر الطبيعية ما جعل الأنظار تتجه إلى تحلية مياه البحر خصوصًا أن المملكة قد حباها الله بساحلين هما ساحل البحر الأحمر، وساحل الخليج العربي. وقد بدأت فكرة تحلية المياه المالحة في المملكة عندما أمر موحد البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- عام 1348هـ / 1928م، بإنشاء جهازي تكثيف لتقطير مياه البحر، أطلق عليهما فيما بعد اسم " الكنداسة " حيث قامت هذه الأجهزة بالمساعدة في تأمين احتياجات قوافل الحجيج والمعتمرين ومدينة جدة من مياه الشرب. واستمر - على مر السنوات الماضية - إنشاء محطات التحلية العملاقة لسد الاحتياجات التنموية 
 
3 - مشروعات المياه في المنطقة:
 
تم تنفيذ عدد من مشروعات المياه في المنطقة من قِبل وزارة الزراعة والمياه بلغ خمسة مشروعات في محافظات المنطقة، بالإضافة إلى مشروع مياه مدينة تبوك الذي يتكون من 14بئرًا و 8 خزانات سعتها الإجمالية 4.900م  ، وبلغت أطوال خطوط النقل والشبكة 207كم  .  ويبين (جدول 34) أهم مشروعات تحلية مياه البحر في محافظات المنطقة.
 
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook