الجراد الصحراوي من فصيلة الجراد (Family: Acrididae). وهناك أنواع متعددة أهمها اقتصاديًا الجراد الصحراوي. وينتشر الجراد الصحراوي في معظم دول شرق إفريقية؛ بما في ذلك أجزاء من الصحراء الكبرى، ويمتد إلى المملكة العربية السعودية واليمن، وقد تصل أسراب الجراد الرَّحال إلى إيران شرقًا

 

والحشرة كبيرة الحجم، إذ يراوح طولها بين 5.4 و 5.5سم، ولون الحشرة اليافعة أحمر يتغير إلى أصفر بعد أن تبلغ. والأجنحة تفوق البطن في الطول، وتزينها مجموعة من المربعات الصغيرة ذات اللون الغامق. ويبدأ تكاثر الجراد في أمكنة وجوده في شرق السودان، والحبشة، وإريتريا أثناء فصل الأمطار (يوليو وأغسطس)، وعادة يهاجر في الخريف وأوائل الشتاء إلى ساحل البحر الأحمر القريب من أمكنة توالده، وهناك يتزاوج ويتناسل، ثم يعود إلى أمكنة وجوده الأصلية، أو تتكون منه أسراب في فصل الربيع تهاجر إلى المملكة العربية السعودية واليمن وإيران. وأفراد هذه الأسراب المهاجرة تكون على وشك البلوغ، ويبدأ الجراد في التزاوج بمجرد وصوله إلى الأمكنة الجديدة التي يهاجر إليها، وبعد التزاوج تحفر الأنثى في التربة حفرة بعمق 8سم، وتفضل التربة الخفيفة، وبخاصة الرملية وحواف المزارع والوديان، ويساعدها على الحفر وجود قناة آلة وضع البيض المدببة الصلبة بمؤخرة الجسم. وفي هذه الحفرة تضع البيض بشكل كتل، ويغلف بمادة رغوية داخل التربة، وقد يصل عدد البيض الذي تضعه الأنثى إلى 300 بيضة، ويفقس بعد مرور ثلاثة إلى ستة أسابيع. وتخرج حوريات الجراد (الدباء) (Nymph) خضراء اللون حتى يسود لونها، وتتميز ببقع خضراء مائلة إلى الصفرة لتصل إلى طور الحشرة اليافعة ذات اللون الأحمر المائل إلى الصفرة، وللحوريات القدرة على السير مسافات طويلة قد تصل إلى 5كم في اليوم. وتعيش الحشرة اليافعة لمدة تراوح بين نصف شهر وشهرين، ويكون لونها أحمر، وهي قوية الطيران، وتهاجر مسافات بعيدة، ولا تتغذى أثناء الهجرة فإذا ما وصلت إلى الأراضي الزراعية التي هاجرت إليها تأكل كل ما يصادفها من المزروعات، ثم تبلغ طور التناسل، وتصبح حشرة بالغة (Adult)، فيصفر لونها، وتتزاوج وتقل تغذيتها، ويصل عدد أجيال الجراد في الطبيعة إلى ثلاثة أجيال في السنة الواحدة. وتكمن خطورة أسراب الجراد الذي يهاجر مسافات بعيدة في أنها أثناء طيرانها لا تأكل، وإنما إذا تعبت توقف السرب عن طيرانه، وحطَّ على الأرض، وهنا تكون الكارثة؛ حيث يأتي على الأراضي المزروعة فلا يترك أخضر إلا أكله، ثُمَّ يقلع مرة أخرى، وهكذا إلى أن يحط السرب ليقوم بعملية التزاوج.

 

 

وهي حشرات رهيفة يراوح طولها بين 2 و 12مم، وتعيش معيشة اجتماعية على شكل مستعمرات تضم أفرادًا خصبة (الملك والملكة)، وأخرى عقيمة غير مجنحة (الشغالات والجنود)، وقد وصف منها نحو 2120 نوعًا، وقد سجلت منها أنواع متعددة في المملكة العربية السعودية، مثل: النمل الأبيض.

 

- النمل الأبيض (الأرضة) (Psammotemes hypostoma) (Desneux): 

 

الأرضة تابع لفصيلة النمل الأبيض (Family.: Rhinotermitidae)، وتضم مستعمرة النمل الأبيض أفرادًا خصبة مجنحة، منها: الزوج الملكي (الملك والملكة)، وأفرادًا عقيمة ذكورًا وإناثًا، هما: الشغالات ذوات الفكوك القصيرة، والجنود ذوو الرؤوس الكبيرة والفكوك القوية والكبيرة  .  وتعيش أكثر أنواع الأرضة انتشارًا في المملكة على مهاجمة المواد السيللوزية الجافة والأخشاب، وتسكن التربة، وقد تم جمعها من مناطق مختلفة؛ بما في ذلك مناطق الرياض، والقصيم، والشرقية. وتعيش هذه الحشرات معيشة اجتماعية، إذ تعتمد على وجود مجاميع مختلفة من الأفراد، وتؤدي كل منها وظيفة معينة لخدمة المجموعة، وما إن تصل الأفراد التناسلية الثانوية المجنحة إلى طور النضج التناسلي حتى تغادر العش فجأة على شكل أسراب تظهر في فصل الربيع أو الخريف، حيث تقضي فترة من حياتها طائرة في الجو غير مبتعدة عن مكان خروجها، وتعرف هذه برحلة التشتت، حيث تسقط بعدها على الأرض، وتنقصف أجنحتها، وتتجمع على شكل أزواج تتحرك بشكل ثنائيات، ويتبع كل ذكر أنثى بحثًا عن مكان مناسب لإقامة العش، فإذا عثر على شق في التربة، أو حفرة مناسبة بدأ كلاهما في إعدادها؛ لتكون نواة لعش المستقبل حيث يتم التزاوج. وتبدأ الملكة في وضع البيض الذي تنتج منه حوريات صغيرة، وتبدأ الأم التي يطلق عليها اسم الملكة بتغذيتها حتى تصبح أفرادًا كاملة عقيمة غير مجنحة؛ ويطلق عليها اسم الشغالة، وهذه الشغالة تأخذ بدورها في العناية بالملكة وتغذيتها حتى تتفرغ الملكة لوضع البيض، وتقوم الشغالة بعمل الأنفاق، وتوسيع العش والعناية بالحوريات الصغيرة وتغذيتها. والملاحظ أن الأم تستمر في وضع البيض، فبعض الأنواع يصل عدد بيضها نحو مليون بيضة في السنة، وتعيش الملكة عادة نحو خمس سنوات. ويصل عدد أفراد العش إلى عدة آلاف، ويختلف الأفراد في الشكل، وغالبية الأفراد من الشغالات صغيرات الحجم العقيمات، وهناك أفراد أقل عددًا تمتاز بكبر الرأس، ووجود فكوك علوية قوية، وربما لها القدرة على إفراز مادة كاوية، وهؤلاء هم الجنود أو العسكر، وعادة تتولى هذه المجموعة الدفاع عن المستعمرة ضد الحشرات الأخرى التي تهاجم العش، وبخاصة النمل الأسود. هذا مع العلم أنه يوجد في المستعمرة أفراد خصبة بعضها طويل الأجنحة، وبعضها من دون أجنحة، ويمكن لأي منها أن يحل محل الأفراد التناسلية (الملك أو الملكة) في حالة فقدها أو موتها. ويسبب النمل الأبيض أضرارًا جسيمة بالغة بالأخشاب وبالمصنوعات الخشبية، والأثاث المنـزلي، والمباني الريفية، وأعمدة الهاتف المصنوعة من الخشب، وفلنكات السكك الحديدية، والأقمشة والمفروشات، والخيش والموكيت والحصير، والورق، والكرتون، والحبوب المخزونة. ولقد وجد أن لهذه الحشرة القدرة على إصابة كثير من المواد غير السيللوزية، مثل: البلاستيك، والبولي إثيلين، والمطاط.