الجلوكوما ( المياه الزرقاء ).

الجلوكوما

تتميز الجلوكوما ( المياه الزرقاء ) بتلف العصب البصري و هو حزمة الألياف العصبية التي تصل العين بالمخ . و يحدث هذا التلف عادةً زيادة في ضغط السائل داخل العين . و قد تكون هناك أعراض ملحوظة في البداية ، و لكن مع تفاقم الحالة فإنها تسبب فقدان الإبصار الطرفي ، و عدم وضوح الرؤية و ظهور هالات حول الضواء و مشاكل بصرية أخرى .

و تشمل الأعراض الأخرى ألماً في العين و الوجه ، و صداعاً  وحساسية للضوء ، و إدماع العين و احمرارها . و يتزايد حدوث الجلوكوما مع تقدم العمر و هي سبب رئيسي للعمى بين الأشخاص الذين بلغوا الستين من العمر و من جاوزها ، و يمكن السيطرة عليها بفاعلية لمنع العمى .

الأسباب :

توجد خمسة أنواع رئيسية من الجلوكوما ، لكل منها أسبابها . ففي أنواع الزاوية المفتوحة تكون قناة التصريف أو الزاوية بين القزحية و القرنية مفتوحة ( كما ينبغي أن تكون ) حتى تتيح تصريف السائل . و لكنها تنسد لسببٍ ما ، و في جلوكوما الزاوية المغلقة ، تنغلق الزاوية بين القزحية و القرنية ، و هو ما يمنع التصريف الطبيعي للسائل .

جلوكوما الزاوية المفتوحة الأولية :
هذا النوع الأكثر شيوعاً هو حالة مزمنة تحدث عندما تصبح الأوعية التي تصرف السائل من العين مسدودة جزئياً و لا يتمكن السائل المسمى بالخلق المائي من التصريف كما ينبغي ، و يتراكم في هذه الأوعية فيزيد الضغط داخل العين ، و يضغط هذا الضغط على العصب البصري و الشبكية ، و يحد تدفق الدم خلال العصب البصري و تموت خلايا العصب البصري تدريجياً و قد حرمت من الدم الكافي .

جلوكوما الضغط السوي :
في هذا الصنف من جلوكوما الزاوية المفتوحة ، يكون الضغط في العين داخل الحدود الطبيعية . و لا يعرف سبب تلف العصب البصري ، و لكن إحدى النظريات أن امداد الدم يكون بسبب مشكلة طبية أخرى مثل مرض الشريان التاجي . بالرغم من ندرته ، فإن الاحتمال الأكبر أن تصيب جلوكوما الضغط السوي أشخاصاً لديهم تاريخ عائلي بهذه الحالة أو تاريخ لمرضى القلب أو أشخاصاً من اصول يابانية .

جلوكوما الزاوية المغلقة :
تسمى هذه الحالة بالجلوكوما الحادة ، يرتفع ضغط العين فجأة في غضون ساعات عندما ينسد تركيب التصريف بين القزحية و القرنية ( الجزء الشفاف المحيط بمقدمة المقلة ) . و كثيراً ما تصيب المشكلة أشخاصاً ولدوا بتركيب تصريف ضيق بشكل غير معتاد . و تشمل الأعراض الألم و الغثيان و فقدان البصر السريع .

و هذه حالة طوارئ ينبغي علاجها فوراً لتحاشي العمى .

الجلوكوما الثانوية :
تكون هذه مضاعفة لإصابة جراحية للعين أو مرض يزيد ضغط  العين مثل المياه البيضاء أو مرض السكر أو ورم ، و يمكن أن تكون أثراً جانبياً للإستيرويدات قد يعوق نظام تصريف العين .

الجلوكوما الخلقية :
هذا الخلل الخلقي هو شذوذ في قنوات العين و يتم تشخيصه عادةً في العام الأول من الحياة و أكثر الحالات تنجم عن طفرة وراثية .

الوقاية :

ليس هناك من سبيل لمنع الجلوكوما . و يمكن تقليل التعرض للإصابة بالجلوكوما الثانوية و ذلك بحماية العينين من الإصابات و تجنب ضغط الدم المرتفع ، و مرض السكر ، و تكفل الفحوص المنتظمة للعين إمكانية تشخيص الجلوكوما مبكراً ، و علاجها قبل أن تحدث تلفاً كبيراً ، و يمكن لهذه الفحوص أيضاً تقرير ما إذا كان ثمة خطر للإصابة بجلوكوما الزاوية المغلقة.

التشخيص :

يمكن تشخيص الجلوكوما أثناء فحص العين و يستخدم منظار العين لفحص العصب البصري ، و تفحص مقدمة العين باستعمل مصباح شقي و هو آلة تستخدم مجهراً قوياً و شعاعاً ضوئياً ضيقاً لرؤية القرنية و العدسة و السوائل و الغرفة الأمامية للعين .
و قياس توتر العين هو اختبار رئيسي يقيس ضغط العين و يكون الضغط طبيعي داخ لالعين 10-22 ملم زئبق ، و كثيراً ما يكون الضغط أعلى من ذلك علامة للجلوكوما .
و تشمل الاختبارات الممكنة الأخرى التحقق من علامات نقص الابصار و تنظير الزوايا العينية الذي يفحص زاوية الغرفة الأمامية للعين لرؤية إن كانت ضيقة بشكل غير طبيعي .

العلاجات :

تهدف علاجات الجلوكوما إلى تقليل تراكم السوائل في العين ، و تخفيض الضغط داخل العين .

إصلاح التربيق بالليزر :
يستخدم هذا النوع من الجراحة لعلاج جلوكوما الزاوية المفتوحة عندما لا تكون الأدوية كافية . و يوسع الليزر قنوات السائل لتحسين التصريف و مع أن الجراحة تنجح عادة في تخفيض ضغط العين ، إلا أن كثيراً من الناس يظلون بحاجة إلى تناول الأدوية .

الشق المحيطي للقزحية بالليزر :
هذه جراحة طوارئ لعلاج جلوكوما الزاوية المغلقة . و يكون الليزر ثقباً دقيقاً في القزحية ، ليسهل تصريف السائل من العين . و تستخدم هذه الجراحة أحياناً كذلك كإجراء وقائي للأشخاص المعرضين للإصابة بجلوكوما الزاوية المغلقة .

التجلط الضوئي الحلقي بالليزر ( ياج سي بي )
يدخر للأشخاص المصابين بجلوكوما شديدة . و هذه الجراحة تدمر جزء من الجسم الهدبي ، و هو تركيب العين الذي ينتج السائل . و كلما قل السائل ، قل الضغط داخل العين .

الجراحة الترشيحية الدقيقة :
تتضمن هذه الجراحة التقليدية قطع ثقب تصريف صغير في بياض العين . و تستخدم عندما لا تخفض جراحة الليزر ضغط العين بشكل كافي أو عندما لا تستمر فوائد جراحة الليزر .

الوخز الإبري :
قد يقلل الضغط داخل العين إلا أن النتائج ليست حاسمة .

الأدوية :
تحسن أنواع عديدة من الأدوية تصريف السائل من العينين أو يقلل انتاج السائل ، أو تقوم بكلا الأمرين ، و تشمل قطرات العين و الراهم و الأقراص المتاحة الأدوية الأدرينالية ، و المثيرات الإلفائية  و المعوقات البيتائية ، و مثبطات انهدراز الكربونيك ، و منشطات الكولين ، و مثبطات الكوليناستراز ، و اشباه البروستاجلاندين ، و يمكن استخدامها منفردة أو عمل توليفات منها .

فيتامين هـ :
مكملات فيتامين هـ تعزز فاعلية أدوية الجلوكوما .

الأدوية العشبية :
تخفض المارجونا ضغط العين بشكل ملحوظ في بعض الناس بصفة مؤقتة وقد تفيد الجنكة ذات الفصين في علاج جلوكوما الضغط السوي لتحسين الإبصار في المصابين بها ، أو بتحسين الدورة الدموية للعين . و الجنكة لا تقلل ضغط العين .

الحركة و الرياضة :
التريض لنحو 40 دقيقة على الأقل أربع مرات اسبوعياً بركوب الدراجات أو المشي السريع يمكن أن يقلل ضغط العين لدى الأشخاص المصابين بالجلوكوما .

الارتباط بين العقل و الجسم :
يمكن أن تفيد أساليب الإسترخاء و الارتجاع البيولوجي في ضبط ضغط العين .