الحالة التعليمية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحالة التعليمية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الحالة التعليمية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
شهدت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين تقدمًا هائلاً وتوسعًا كبيرًا في كل الخدمات، وخصوصًا التعليم، ما انعكس إيجابًا على تغيرات اجتماعية واقتصادية ملحوظة في المجتمع، ويؤكد ذلك ما تشير إليه بيانات تعداد السكان الذي تم إجراؤه في عام 1413هـ / 1992م والمسح الديموغرافي المنفذ في عام 1419هـ / 1998م من أن نسب المتعلمين ومن يعرفون القراءة والكتابة تصل إلى ثلاثة أرباع السكان 75%، في حين لا تمثل نسبة الأمية سوى 25% في عام 1413هـ / 1992م، وأقل من ذلك في عام 1419هـ / 1998م 18%، بعدما كانت الأمية هي السمة الشائعة والسائدة في المجتمع، إذ كانت نسبتها لإجمالي السكان في المملكة تصل إلى 65% في عام 1394هـ / 1974م، وقد حدث هذا الانخفاض من مستويات مرتفعة جدًا إلى مستويات معقولة جدًا خلال فترة زمنية تقل عن ثلاثة عقود، ومن المتوقع أن تشهد نسبة الأمية مزيدًا من الانخفاض في المستقبل نتيجة للجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لمحاربة الأمية، كما تشكل فئة الحاصلين على الشهادة الجامعية فما فوق، نسبة قدرها 6% من إجمالي السكان في عام 1413هـ / 1992م (الفئة المقاسة هي الأعمار من 10 سنوات فأكثر)، في حين كانت نسبة هذه الفئة لا تتجاوز 1% فقط في عام 1394هـ / 1974م. وهذا يُعد - بلا شك - إنجازًا كبيرًا في مجال التعليم، يعكس الجهود المبذولة في هذا السبيل، من خلال خطط التنمية، إذ تهدف هذه الخطط منذ الخطة الخمسية الأولى التي بدأت في عام 1390هـ / 1970م إلى إتاحة فرص التعليم لكل مواطن بلغ السن النظامية للتعليم، وكذلك إلى خفض نسبة الأمية بين المواطنين والمواطنات، فقد ارتفعت نسب المتعلمين بدءًا بفئة الحاصلين على الابتدائية، وانتهاء بفئات الحاصلين على الشهادات الجامعية والعليا  
 
وبالمثل شهدت منطقة الرياض تحسنًا كبيرًا في الحالة التعليمية مثل غيرها من مناطق المملكة خلال العقود الماضية، فقد انخفضت نسبة الأمية بين السكان السعوديين من مستويات مرتفعة في عام 1394هـ / 1974م تصل إلى 55% إلى مستويات منخفضة نسبيًا في عام 1413هـ / 1992م لا تتجاوز 19%، ومن المتوقع أن تكون قد شهدت انخفاضًا مستمرًا خلال الفترة القصيرة الماضية، وذلك بسبب توسع التعليم وانتشاره في أرجاء المنطقة. ويُظهر (جدول 46) أن نسبة الأمية بين السكان السعوديين تفوق مثيلتها بالنسبة إلى السكان غير السعوديين، وتكاد تتساوى النسب في فئة من يعرفون القراءة والكتابة، وكذلك في فئة الحاصلين على مؤهلات علمية دون جامعية، ولكن ترتفع نسبة الحاصلين على مؤهل جامعي أو أعلى بين غير السعوديين إلى 12%، في حين تنخفض إلى قرابة 5% بالنسبة إلى السكان السعوديين
 
وتتفاوت الحالة التعليمية للسكان من محافظة إلى أخرى، (جدول 47) و (خريطة 18) ، حيث ترتفع نسبة الأمية في كل من عفيف، والقويعية، ورماح، ووادي الدواسر؛ وذلك لارتفاع نسبة السكان من أبناء البادية في هذه المحافظات. في حين تنخفض الأمية بشكل ملحوظ في مدينة الرياض والمحافظات المجاورة لها، وخصوصًا الدرعية، والخرج، وشقراء، والزلفي، وحريملاء. أما بالنسبة إلى الحاصلين على الشهادات الجامعية، فإن نسبتهم ترتفع في مدينة الرياض وإلى حد ما في الدرعية، وهذا أمر متوقع، ولكن النسب تنخفض بدرجة كبيرة في بعض المحافظات مثل: القويعية، وعفيف، والسليل، ورماح حيث لا تتجاوز 1% في أي من هذه المحافظات
 
أما في عام 1425هـ / 2004م، فقد أظهرت نتائج التعداد السكاني انخفاضًا لافتًا للنظر في نسبة الأمية بين السكان السعوديين (شكل 7) . فقد انخفضت نسبة الأمية من 21% في عام 1413هـ / 1992م إلى 10.5% في عام 1425هـ / 2004م. كما ارتفعت نسبة حملة المؤهلات دون الجامعية من نحو 51% إلى حوالي 64%. وقفزت نسبة الحاصلين على شهادات جامعية من نحو 5% إلى أكثر من الضعف، أي 12%. ولا شك أن هذا التغير الكبير في الخصائص التعليمية لسكان منطقة الرياض تعكس التقدم في مجال التنمية البشرية نتيجة توسع التعليم وانتشاره في المدن والقرى والهجر النائية
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook