الحجّ والعمرة شعيرتان إسلاميّتان يرتبط أداؤهما بالأجر العظيم، والثواب الجزيل، وتتشابه العمرة في أركانها جميعها مع أركان الحجّ، إلّا أنّ الحجّ يزيد عليها برُكنيّة الوقوف بعرفة، وقد تأخذ العمرة في بعض الأحيان ثواب الحجّ؛ فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:(عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ)؛ أي تساويها في كمّية الثواب.
تُعَدّ العمرة في الإسلام الحجّ الأصغر، وكان الناس قبل مجيء الإسلام يُؤدّونها في شهر رجب، وقد ورد عن الزهريّ أنّهم كانوا يُسمّونها في الجاهليّة بالحجّ الأصغر، ووِفق معجم اللغة العربيّة، فالحجّ الأصغر يُطلَق على الحجّ الذي ليس من أركانه الوقوف بعرفة؛ وهو العمرة، وفصّل عطاء، فقال: إنّ الحجّ الأكبر هو الحجّ، والحجّ الأصغر هو العمرة، وقال ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: إنّ الحجّ الأكبر هو يوم النَّحْر، والحجّ الأصغر هو العمرة، وأخرج ابن حجر حديثاً حَسَناً في ذلك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ قال: (العمرةَ الحجُّ الأصغرُ)، وسُمِّيت العمرة بالحجّ الأصغر؛ لمُشابهتها أعمالَ الحَجّ، إلّا أنّ أعمالها أقلّ من أعمال الحَجّ.
تُعرَّف العمرة في اللغة بأنّها: الزيارة، يُقال: اعتمرَ؛ إذا أدّى العمرة، وأعمرَه؛ إذا أعانه على أدائها، أمّا في الاصطلاح الشرعي، فهي: الطواف حول الكعبة، والسَّعي بين الصفا والمروة لِمَن كان مُحرِماً.
فصَّلَ كلّ مذهب من المذاهب الأربعة في حُكم العمرة، وبيان ذلك فيما يأتي:
يجوز أداء العمرة في أيّ وقت، وفي أيّ شهرٍ من شهور السنة، حتى ولو كانت في أشهر الحجّ، وقد اتّفق فقهاء المذاهب الأربعة على هذا، وهو ما يُعرَف بالميقات الزمانيّ للعمرة، وقد جُعِلَ الميقات الزمانيّ للعمرة على مدار العام؛ لعدم وجود دليل يُخصّص وقتاً مُعيَّناً لأدائها.
تختلف أركان العمرة باختلاف المذاهب، وبيان آرائهم فيما يأتي:
موسوعة موضوع