الحجّ وعيد الأضحى مُقترنان مع بعضهما البعض، ولا يُمكن الفصل بينهما، وهما من شعائر الله تعالى التي يُباهي بها المَلائكة والأمم أجمعين، فللحجّ أركانٌ وشروطٌ وواجبات لا بدّ من تطبيقها ليصح ويقبله الله عزّ وجل من العبد، كما أنَّ للعيد آداباً لا بُدّ من المسلمين الالتزام بها ليكون العيد مصدر فرحٍ لهم ولعائلاتهم جميعاً.
الحجّ من أركان الإسلام، قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج:27]، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين مرّةً وَاحدةً في العمر عند الاستطاعة، ويبدأ وقت الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة عندما يحرم الحاج، ويحتاج الحاج إلى التعرّف على مناسك الحج من أجل تأديته بالطّريقة السليمة وبالتالي الحصول على الأجر والثواب.
للحجّ أربعة أركان لا بُد من أن يؤدّيها بها الحاج، ولا يصح الحج دونها، كما أنَّ الترتيب واجبٌ فيها فلا يجوز تقديم ركنٍ على آخر، وهذه الأركان هي:
قضت حكمة الله تعالى وجود العيد للمسلمين من أجل الترفيه عن النفس وتقديم التهنئة لبعضهم البعض؛ فعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان، وعيد الأضحى بعد أداء فريضة الحج للحجّاج، وصيام يوم عرفات لغير الحجاج.
يأتي عيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة؛ حيث يكون الحجّاج قد نزلوا عن جبل عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد نهى رسول الله عن صيام اليوم الأول من العيد وذلك لإقامة شعائر الله في هذا اليوم وزيارة الأقارب وتقديم التّهنئة والشّعور بفرحة العيد.
يسنّ التكبير ليوم عيد الأضحى منذ اليوم الأول من ذي الحجة، قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) [الحج:28]، وهذه الأيّام المعلومات هي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، وقد ذُكِر عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنّهما كانا ينزلان إلى السوق خلال أيام ذي الحجة وهما يُكبّران فيُكبّر الناس معهما، وهذا دليلٌ على سنة إظهار التكبير في السوق وفي المساجد، بينما التّكبير المقيّد الذي يأتي بعد الصلوات المفروضة فيبدأ من فجر يوم عرفة، وصفة التكبير أن يقول المسلم: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد"
موسوعة موضوع