الحداد في أصول الفقه

الكاتب: علا حسن -
الحداد في أصول الفقه.

الحداد في أصول الفقه.

 

ما هو الحداد:
 

الحداد يعني التوقف، وهو في اللغة ثياب المأتم والعزاء، والحِداد هو إبراز شعور الحزن على فقدان الميت، فيُقال: لبست المرأة الحدادَ على زوجها أي ارتدت ثياب الحزن، أمَّا الحداد في الإسلام فهو أن تمتنع المرأة عن وضع الزينة مدة زمنية معينة وتمتنع عن الخروج من بيتها مدة زمنية معينة حددها الشرع، وقيل أيضًا في تعريف الحداد في الإسلام هو تربُّصٌ تمسك المرأة فيه عن كلِّ ما يزينها ويجعلها مرغوبة من الطيب والحلي والزينة، وهذا يكون لمدة معينة ويكون في مكان مخصص وأحوال مخصصة أيضًا.
 

حكم الحداد في الإسلام:
 

  • المرأة التي ليست حامل: قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالـْمَعْرُوفِ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} صدق الله العظيم، وقال ابن القيم: ” وأجمعتِ الأمةُ على وجوبهِ على المتوفَّى عنها زوجها إلّا ما حُكي عن الحسن والحكم بن عتبة”، وهذا يعني أنَّه وجب على المرأة المتوفى عنها زوجها أن تحدَّ أربعة أشهر وعشرة أيام، ولا فرق في هذا الحكم إذا كانت الزوج قد دخل بالزوجة أم لم يدخل بها، وقد قال ابن المنذر: “وأجمعوا أنَّ عدة الحرة المسلمة التي ليست بحامل من وفاة زوجها أربعة أشهر وعشرًا، مدخولًا بها أو غير مدخول، صغيرة لم تبلغ أو كبيرة قد بلغتْ”.
     
  • المرأة الحامل: قال تعالى في سورة الطلاق: {وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}صدق الله العظيم، أمَّا الحداد على المرأة الحامل المتوفى عنها زوجها فهو واجب أيضًا، ومدته حتّى تضع حملها فقط، طالت مدّة حملها أم قصرت، وقال ابن المنذر: “وأجمعوا أنَّها لو كانت حاملًا لا تعلم بوفاة زوجها أو طلاقهِ فوضعتْ حملَها أن عدتها منقضية”، والله تعالى أعلم.

الحكمة من تشريع الحداد في الإسلام:
 

أوجد الدين الاسلامي الحداد لحكمة بالغة، تدور هذه الحكمة حول الوفاء للزوج وحفظ حقه على الزوجة، فالعلاقة بين الزوجين علاقة عظيمة، تستحق أن يبذل الطرفان كثيرًا من الوفاء لهذه العلاقة العظيمة، لذلك شرَّع الإسلام الحداد وفاءً لهذه العلاقة وهذه الآية الإلهية العظيمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}صدق الله العظيم، فليس من الوفاء أن تتزين المرأة وتضع الحلي والطيب بعد وفاة زوجها مباشرة، وكانت المرأة في الجاهلية تحد عند وفاة زوجها عامًا كاملًا، ولكنّ الإسلام خفف هذه المدة إلى أربعة أشهر وثلاثة أيام

شارك المقالة:
235 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook