الحركة الأدبية الحديثة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحركة الأدبية الحديثة في المملكة العربية السعودية

الحركة الأدبية الحديثة في المملكة العربية السعودية.

 
 
كانت الجزيرة العربية قبل قيام المملكة قد ورثت آثار عصور الضعف والتمزق التي عصفت بالعرب منذ الاجتياح المغولي للشرق الإسلامي عام 656هـ / 1258م، وكان من تلك الآثار الموروثة ما ران على الأدب من ضعف، تمثل في العناية المفرطة بالشكل، وتوظيف المهارات اللفظية، وجنوح الأدباء إلى تكرار ما قاله سابقوهم، بالإضافة إلى ضعف ملكاتهم الشعرية وقدراتهم اللغويةوقبل قيام المملكة لم يكن في أكثر المناطق التي انضوت تحت لوائها أدب بالمعنى الدقيق، فقد كان غالبه نظمًا تسيطر عليه لغة العلم، أو إعادة إنتاج للمحفوظ بلغة أقل جمالاً  .  وفي بدايات القرن الرابع عشر الهجري / أواخر القرن التاسع عشر وبدايات العشرين الميلاديين، استطاع محمد بن عثيمين الشاعر النجدي (ت 1363هـ / 1944م) أن يستظهر شعر العرب القدماء في عصورهم الزاهرة، وأن يعيد إنتاجه بطريقة فاقتْ قدرات معاصريه - وإن بقيت تدور في فلك الإبداع الذهني - إذ إنه جنح بلغته إلى الجزالة والفصاحة، مجافيًا التلاعب اللفظي، واستمدّ من آثار الشعراء المبدعين ما عُدَّ به باعثًا للنهضة الشعرية الحديثة في المملكة وفي نجد خصوصًا  ،  حتى إن أحد النقاد شبه أثره بأثر البارودي في مصر  . وبعد قيام المملكة، وابتداء نهضتها الحديثة، واستقرار أوضاعها الاجتماعية والسياسية، وازدهارها الاقتصادي، خطا الأدبُ خطوات كبيرة نحو التطور والتحديث.وقد أعان ظهور الصحف، وإنشاء المطابع، والبدء بالتعليم النظامي، والابتعاث، وتوسيع مجالات التعليم العالي، على قطع أشواط في ذلك. كما أن تحسن الأوضاع المعيشية لسكان المملكة، مكّن أدباءها من الاتصال بالآداب العربية الأخرى والتأثر بها، وكان انفتاح الأدب السعودي على الآداب الأخرى عاملاً آخر من عوامل التطور، فقد كان انفتاحًا متوازنًا، "يُراعى فيه ما ينبغي أن يكون من الثوابت، وما هو من المتغيرات التي يأخذ منها الأديب، ويتفاعل بها"  ،  ثم جاءت عوامل أخرى أسهمت في نشاط الحركة الأدبية وتطورها، منها كثرة دور النشر وإنشاء الأندية الأدبية.ويمكن تناول مسيرة الأدب في المملكة من خلال الفنون الأدبية، على أن تكون البداية بالشعر؛ لأنه أظهرُ الفنونِ، وأعلاها كعبًا في نتاج السعوديين حتى يومنا هذا.
 

الشعر

 
يتم هنا عرض مسيرة الشعر في المملكة على حسب الفئات التي ظهرت في الشعر السعودي وتقارب المنتمين إلى كل فئة في رؤيتهم للشعر وتشابه منطلقاتهم وأساليبهم: فالفئة الأولى هي فئة المحافظين، وغالبيتهم من الرواد الذين كانوا ذوي صلة وثيقة بالتراث وبحركات التجديد العربية، وقد غلبت عليهم النـزعة الوظيفية للشعر، ومن أبرزهم: أحمد الغزاوي، ومحمد السنوسي، وطاهر زمخشري، وعبدالله بن خميس، ومحمد العقيلي، وممن يُلحق بهم: عبدالله بن إدريس، وسعد البواردي، وزاهر الألمعي، وعبدالرحمن العشماوي  . والفئة الثانية يمثلها الشعراء الذين غلبتهم نـزعة التجديد، والانعتاق من ربقة التقليد - من وجهة نظرهم - الذي وُسِم به الشعر العمودي، ولم تنقطع صلتهم بالأساليب الشعرية العربية المأثورة، وقد وُفِّق كثير منهم إلى إحداث شعر ذي تجليات جديدة؛ كحمزة شحاتة، وناصر أبو حيمد، وعبدالله الفيصل، وحسن القرشي، وغازي القصيبي، وحمد الحجي، وإبراهيم مفتاح، وعبدالله جبر، وحسين العروي، وأحمد البهكلي، وإبراهيم صعابي، وصالح بن سعيد الزهراني  . والفئة الثالثة يمثلها جيل تنازعت رجالَهُ تياراتُ القومية والحداثة، ويمكن عدّ هذه الفئة أجرأ الفئات في التعامل مع المفردة وتوظيفها شعريًا، ومن أعلامها أحمد الصالح (مسافر)، ومحمد الثبيتي، وعبدالله الزيد، وعبدالله الصيخان، ومحمد جبر الحربي، وعبدالعزيز العجلان، وعند هذه الفئة تكثر المغامرات الشكلية والرموز، وتزداد نسبة الشكل الجديد في صياغة الشعر  ،  وكثير من شعراء هذه الفئة - على حسب رأي أحد النقاد - ذو صلةٍ كبيرة بالتراث العربي، توظيفًا له، وانطلاقًا - من خلال تمثّله - إلى اجتراح شعر ذي فنيات جيدة  .  والجيل الجديد من الشعراء السعوديين أقرب إلى الفئة الثالثة من حيث تنازع التيارات، ولكنه قد يكون أكثر إخلاصًا للشعر، وأبرع في مزج تلك التيارات التي قد تبدو متنافرة، ولكننا نجدها جميعًا ماثلة في نتاج بعضهم وكأنها شيء واحد.وكان لتيار ما سُمِّيَ (قصيدة النثر) مؤيدون حاولوا - وما زالوا - إيجاد موطئ قدمٍ لها في المشهد الأدبي، وما زالت تحاول أن تجد المناخ الملائم، وكثير من رجال الأدب ما زالوا غير متجاوبين مع عدِّها شعرًا  . ومن المهم في مجال البعث الأدبي الإشارة إلى صحيفة (صوت الحجاز) التي تُعَدّ الرحم الحقيقي الذي نشأ وتفتّح فيه الأدب السعودي الحديث  ،  ومجلة (المنهل)  التي كانت صفحاتها مُضْطَرَبًا لنوازع من الفن، ومظاهر من الفكر، ولها أثر محمود في بثِّ الروح الأدبية، وتحريض ذوي المواهب والقرائح على التنافس في مجالات الفن المختلفة.وفي الطور الأول من أطوار التغيّر في الأدب ظهرت كتب تختار من نتاج الأدباء وتعرِّف بهم في مختلف مناطق المملكة، منها: وحي الصحراء 1355هـ / 1937م  ، ونفثات من أقلام الشباب الحجازي (صدر في العام نفسه)، وشعراء الحجاز في العصر الحديث 1370هـ / 1950م  ، وشعراء نجد المعاصرون 1380هـ / 1960م  ، وقد ظهرت من خلال المختارات آثار الانكباب على الأدب العربي القديم الزاهر، وآثار التّماسّ مع الآداب الحديثة العربية والأجنبية.وبرزت في الشعر آثار المشاركة الوجدانية في القضايا العربية، وبخاصة قضية فلسطين، وفي ديوان الشعر السعودي عنها قصائد غزيرة، ومن القضايا التي تفاعل معها الشعر السعودي حركات الاستقلال والنضال ضدّ المستعمرين في الجزائر وغيرها.وفي الثمانينيات الهجرية / الستينيات الميلادية بدأت في الشعر السعودي حركات التجديد التي تماهت مع التراث العربي في عهوده المتألقة، وامتاحت من حركات التجديد المتأثرة بالغرب، وكان ذلك بداية لظهور تيارات متنافسة، متصارعة أحيانًا، فتيار (الأصالة) - كما يسميه أصحابه - يرى ضرورة الالتزام الفكري، المنبثق من قيم الإسلام، مع الاعتزاز بطريقة العرب الشعرية، من حيث إيثار الإيقاع، وعدم التهوين من شأنه، مع الأخذ من جديد الحداثة بما لا يتعارض مع تلك القيم، وما لا يهدم أو يبتر العلاقة بالتراث، وكان لهذا التيار شعراء مبدعون، ولكن تعلق به كثير ممن لا يتقن جماليات اللغة، ولا يعرف خصائص النص الشعري.وأما تيار الحداثة فقد اختلف الداعون إليه في تفسيره وبيان سماته وحدوده، وما يدخل فيه وما لا يدخل؛ ولذلك اختلفت رؤاهم ونوازعهم، وهم - وإن أُثري المشهدُ الأدبيُّ في المملكة ببضع قصائد جياد لهم - قد أدخلوا في إطار الفن ما ليس منه، وباعدوا الشقة بينهم وبين المتلقي، ويمكن عدّ كتاب محمد حسن عواد (خواطر مصرحة) إرهاصًا لبداية حركة الحداثة في المملكة  ، ثم جاء كتاب عبدالله الغذامي (الخطيئة والتكفير) الذي صدر عام 1405هـ / 1985م  منظِّرًا ومطبقًا على شعر الشاعر الحجازي حمزة شحاتة  . 
 
ويمكن أن يوجز ما مرّ به الأدب السعودي في حركات أربع:
 
الحركة الأولى: الصحوة أو اليقظة  ،  وهي متمثلة فيما صدر من نتاج حاول تجاوز التقليد، ومن نقد جديد حرّك المشهد الثقافي والأدبي بخاصة.
والحركة الثانية: تمثلت في الانطلاق إلى آفاق إبداعية ونقدية أعمق  ،  ومن خلالها برز تقسيم الأدباء أقسامًا متأثرة بالتيارات الفنية العالمية، ومن رواد هذه الحركة عبدالله عبدالجبار في كتابه الرائد (التيارات الأدبية في قلب شبه الجزيرة العربية) الذي صدر عام 1379هـ / 1959م  . 
والحركة الثالثة: الحداثة  ،  وهي الحركة التي كان لها أثر بالغ في تغيير المشهد الأدبي، وفي إثارة كثير من القضايا المتصلة بالإبداع وماهيته وسبل تذوقه، وقد أحدثت ضجيجًا وجلبة في المشهد الثقافي، ونتج منها دراسات وكتب مؤيدة لها أو مناوئة.
أما الحركة الرابعة   فهي التي دعتْ إلى أن يمتاح الأدب من الإسلام، وأن يقف عند حدود ما يقبله، ودعت إلى ما يسمى (الأدب الإسلامي)، وقد كان لهذه الحركة أثر كبير بعد أن تبنَّتْها بعض الجامعات، وتصدى لها عدد من النقاد لشرحها وتأييدها.
 

 الرواية

 
لقد كان للأدباء السعوديين من الجيل الأول مشاركة في كتابة القصة والرواية، وأول رواية ظهرت في المملكة هي رواية (التوأمان) التي صدرت عام 1350هـ / 1931م لعبدالقدوس الأنصاري، وبعدها مجموعة قصصية بعنوان (البعث) لمحمد علي مغربي  ، ولكنّ أولى الروايات القريبة من النضج الفني روايتا حامد دمنهوري (ثمن التضحية)  ، (ومرت الأيام)، صدرت الأولى عام 1379هـ / 1959م، والثانية عام 1383هـ / 1963م  . ومن الروائيين المكثرين إبراهيم الناصر الحميدان الذي أصدر أولى رواياته (ثقب في رداء الليل) عام 1381هـ / 1961م  ، وغالب حمزة أبو الفرج الذي أصدر أكثر من عشرة أعمال، ولكنها في الواقع لا تخرج عن دائرة القصة الطويلة، ومعظمها سرد يشبه التقرير الصحفي  . ولقد شاب كثيرًا من الإنتاج الروائي في البدايات الضعف في المعالجة وضعف الأسلوب، والجيد فيها لغويًا لم يخرج عن الأساليب الحكائية القديمة.وفي العقدين الأخيرين تنامت العناية بالرواية إنتاجًا ونقدًا، فظهرت أعمال كثيرة، بلغ عددها حتى عام 1427هـ / 2006م 325 رواية  ،  منها روايات عبدالعزيز مشري: (الغيوم ومنابت الشجر)  ، و (الوسمية)، و (ريح الكادي)، وروايات عبده خال: (مدن تأكل العشب)، و (الطين)، و (الموت يمر من هنا)، وروايات عبدالله العريني: (دفء الليالي الشاتية)  ، و (مهما غلا الثمن)، و (مثل كل الأشياء الرائعة)، وقيمة روايات العريني فكرية أكثر منها فنية  .  وقد قامت على هذه الروايات وغيرها دراسات علمية تناولتْها بالنقد والتحليل.لقد تطورت الرواية في العقدين الأخيرين، من حيث تقنية الكتابة الروائية وعناصرها المختلفة  ،  ويصف أحد المهتمين بالأدب السعودي الحديث قائلاً: "...استطاع الكثير من الكتاب إنتاج فن روائي متطور، وُظّف فيه جميع الإمكانات العلمية والفنية والأسطورية، وخرج الفن الروائي من دائرة الأسرة والمشاكل الاجتماعية إلى أكبر من ذلك في مناقشة الواقع العربي والإسلامي، والارتقاء بالفن إلى مستوى التفكير العقلي، وتوظيف الموروث، كمادة عملية في البناء الروائي... ووجدنا بعض التقليدية في بعض الأعمال التي تبلورت ثقافة كتابها على قراءاتهم الأولية... وغشي الرواية في هذه المرحلة ما غشيها من الغث والإنتاج الفج"  . 
 

القصة القصيرة

 
أما القصة القصيرة فقد كان لها حضور أقوى من حضور الرواية، ولكن بداياتها كانت ضعيفة؛ إذ لم يتضح مفهوم القصة القصيرة عند رواد الأدب السعودي، فلم يكن أكثرهم يشعر بما بين الرواية والقصة القصيرة من فروق فنية  ،  بالإضافة إلى غلبة الروح الوعظية الإصلاحية، والإلحاح على المقاصد التهذيبية التعليمية  ،  والإسراف في تنميق العبارة على هيئة النثر الفني عند القدماء، ومن أوائل القصص القصيرة: قصة (الابن العاق) لعزيز ضياء، و (مرهم التناسي) لعبدالقدوس الأنصاري، و (رامز وقصص أخرى) لمحمد سعيد العامودي  ، وممن كتبوا القصة القصيرة في مراحل البدايات: محمد أمين يحيى، ومحمد علي مغربي  . وبعد الحرب العالمية الثانية تطور مفهوم القصة القصيرة، وأسهمت بعض المؤثرات كالترجمة والنقد القصصي في تغيير لغة القصة وازدهارها كمًا وكيفًا  ،  وقد كثر كتّاب القصة في هذه المرحلة وشهدت محاولاتهم تطورًا نحو الصياغة الفنية التي تحافظ على خصائص السرد القصصي  . وفي العقود الأخيرة ضارع إنتاج القصة القصيرة في المملكة إنتاج الشعر، ومن النتاج الجيد: مجموعات عبدالعزيز مشري (الزهور تبحث عن آنية)، وخالد اليوسف (أزمنة الحلم الزجاجي)  ، وعبدالحفيظ الشمري (ضجر اليباس)، وحسن الحازمي (تلك التفاصيل)  . ومع تلك العناية بالسرد ظل الشعر هو الفن المقدم من حيث النشر  . 
 

 المسرح

 
أما المسرح فلم يكن له وجود ظاهر في الحركة الثقافية في المملكة، وقد سعت وزارة المعارف (التربية والتعليم حاليًا) إلى تشجيع النشاط المسرحي في المدارس، ونظمت له مسابقات وجوائز  ،  وكان لوزارة الثقافة والإعلام دور آخر في نشر الثقافة المسرحية، من خلال (مسرح الإذاعة) و (مسرح التلفزيون)  ،  كما أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب شجعت الفنون المسرحية، وتولت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون إنتاج بعض المسرحيات، وأوْلَتْ اهتمامًا بمسرح الطفل  ،  ووضعت برنامجًا لنشر بعض المسرحيات وطباعتها  ،  وأسهمت جهات أخرى في خدمة المسرح؛ كبعض الأندية الأدبية، والجامعات، وبخاصة جامعة الملك سعود التي قدم طلابها عروضًا مسرحية جيدة  ،  كما تولت أمانة منطقة الرياض في الآونة الأخيرة، رعاية المسرح، ويعد عملها رائدًا في هذا المجال، وأعاد المسرح إلى الواجهة الثقافية في مدينة الرياض على وجه الخصوص.ومع ذلك ما زال المسرح في المملكة على هامش الحركة الثقافية، فعروض المسرحيات قليلة  ،  وغالب كتّاب المسرح ينحون نحوًا عاميًا، ومن الكتابات المسرحية الجديرة بالذكر مسرحيتا رجاء عالم (الرقص على سن الشوكة) و (الموت الأخير)، ومسرحية (صفعة في المرآة) لعبدالعزيز الصقعبي، أما المسرحيات الشعرية فتجلى فيها حسين سراج، ومن مسرحياته: (غرام ولادة)، و (الظالم نفسه)، و (جميل بثينة).
 

السيرة الذاتية

 
وفي مجال السيرة الذاتية صدرت أعمال كثيرة من أبرزها: (أيامي) لأحمد السباعي  ، و(ذكريات العهود الثلاثة) لمحمد حسين زيدان  ، و (تباريح التباريح) لأبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري  ، و (حياتي مع الجوع والحب والحرب) لعزيز ضياء، و (من سوانح الذكريات) لحمد الجاسر، و (حكاية الفتى مفتاح) لعبدالفتاح أبو مدين  . وكانت عناية كتاب السِّيَر الذاتية بالمضمون أكثر من عنايتهم بالشكل وأسلوب الأداء؛ ولذلك يمكن القول بأن قيمتها التاريخية تفوق قيمتها الفنية  . ومن المهم الإشارة إلى بعض السير الذاتية التي اتخذت الطابع الروائي، فهي مندرجة في (روايات السيرة الذاتية) أو (السيرة الروائية)، ومن أهمها (شقة الحرية) لغازي القصيبي، على اختلاف كبير في الحكم على تلك الأعمال  . 
 

 المقال وأدب الرحلات

 
أما الإنتاج المقالي الذي يدخل في دائرة الأدب، فقد كان في بدايات الأدب السعودي أكثر منه في نتاج الأدباء المتأخرين، وقد كانت صفحات صوت الحجاز وأم القرى والمنهل مُضْطَرَبًا واسعًا لأنواع من المقالات التي كتبها رواد الأدب السعودي، ولكن غلبت على هذا النتاج المقالي الصبغة الإصلاحية؛ لأنهم أيقنوا "أن الأدب من أقوى العوامل في إيقاظ الأمة، وإصلاح شأنها"  . وممن كتب المقالة ذات الصبغة الأدبية: حمزة شحاتة، وحسين سرحان، وعزيز ضياء، وسعد البواردي، ومحمد حسن فقي، وأبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، وحسن الهويمل، وعبدالله جفري وغيرهم  . وأما في أدب الرحلات فيقل النتاج الذي يمكن أن يسلك في النطاق الفني، ومنه (ذكريات باريس) لعبدالكريم الجهيمان  ، و (شهر في دمشق) لعبدالله بن خميس  ، وبعض كتب محمد العبودي وهو غزير الإنتاج في تدوين الرحلات  ، لكن غالب كتب الرحلات لا تعدو أن تكون يوميات تكتب على عجل دون مراعاة للأسلوب الفني العالي  . 
 
 
 
 
شارك المقالة:
191 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook