شهدت منطقة حائل حركة ثقافية نشطة إلى حد ما قبل أن تفتح المدارس والمؤسسات التعليمية والثقافية الرسمية. حيث كان المعلم أو الخطيب أو المطوع أو الكاتب هو الذي يشرف على الكتاتيب في المراحل الأولية للتعليم ثم الشيخ في المراحل المتقدمة. وكان للخطابة الدينية دور في تشكيل ثقافة المجتمع، وكان للمسجد دور بوصفه مكانًا للعبادة وطلب العلم، حيث كانت تعقد الندوات العلمية والاجتماعية، وهناك عدد من المشايخ والعلماء الذين نهضوا بالدور الثقافي التربوي، مثل: الشيخ حمود بن عيسى المهوس، والشيخ ناصر بن سعد الهواوي، إضافة إلى ما يقدم من أحاديث بعد الصلوات الخمس وندوات ما بعد الفجر التي كانت تعقد في بيوت أحد المشايخ، حيث كانت مفتوحة يقرأ فيها شيء من كتب التاريخ والكتب الدينية والأدبية، فكان الشيخ جار الله الحماد مثلاً يقرأ في كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي، وكان ثمة عدد من الوعاظ ينهضون بمهمة تثقيفية، مثل: الشيخ صالح البنيان، والشيخ سليمان الدهيشي، والشيخ سليمان اليحيى، والشيخ صالح الزريقي، والشيخ علي بن سالم السويداء وغيرهم  

 

تقوم الحركة الثقافية في حائل على جملة من المعطيات، حيث برز عدد من الكُتَّاب في الصحف ومجموعة من الأكاديميين، والفنانين الشعبيين، وهواة المسرح انتظموا: على نحو ما: في مؤسسات ثقافية كالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والنادي الأدبي. ومنهم من جمع بين الاهتمامات الصحفية والأدبية، وربما كان من أبرز الأنشطة التي اتخذت طابعًا دوريًا نشاط هذه المجموعة في نادي القصة الذي رأسه في بداية تأسيسه القاص الشاب فارس الهمزاني، ثم تلاه على رئاسته عبدالسلام الحميد، وله نشاط في مناقشة الإبداعات السردية لأدباء المنطقة والمملكة التي وجدت أصداءها في الصحف، وسبق أن أسست هذه المجموعة مع بعض المثقفين العرب المقيمين في المنطقة منتدى الكلمة الذي كان يقيمه النادي الأدبي بمشاركة عدد من المهتمين بالثقافة؛ لمناقشة أوراق عمل متنوعة، فضلاً عن مواسم ثقافية شارك فيها أساتذة وأكاديميون ومثقفون وشعراء وطلاب، وتشهد الحركة الثقافية في المنطقة فترات نشاط في مختلف روافدها الإبداعية الشعرية والسردية والفكرية وفقًا لعوامل مختلفة.