الحشرات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحشرات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الحشرات بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
 رتبة ذات الجناحين (Order Diptera):
 
تعد هذه الرتبة رابع أكبر الرتب الحشرية المعروفة، وتمثل الذباب الحقيقي، وهي واسعة الانتشار، ووصف منها 100.000 نوع تتبع أكثر من 105 فصائل. ويستطيع الشخص أن يميز الذباب الحقيقي عن بقية أنواع الحشرات بوجود الزوج الأمامي من الأجنحة، بينما الزوج الخلفي متحور إلى دبوس توازن (Halter)، وأجزاء الفم لاعقة أو ثاقبة ماصة، والتحول فيها تام. واليرقات أسطوانية عديمة الأرجل، والعذارى حرة أو مستورة. وتعدُّ من أهم الرتب الحشرية من الناحية الطبية البيطرية، وهي أيضًا ذات أهمية اقتصادية، وقليل منها نافع للإنسان.
 
- بعوضة الملاريا (Anopheles sergentii) (Thiob): 
 
من فصيلة البعوض (Family: Culicidae)، وهي حشرة رهيفة ذات رأس مستدير تحمل زوجًا من العيون المركبة، وزوجًا من قرون الاستشعار، والأجنحة مبقعة لما تحمله من حراشف داكنة وباهتة تترتب في مجموعات صغيرة، والأرجل طويلة ونحيفة، والبطن طويل أسطواني الشكل. وقد وصف أكثر من 400 نوع يتبع هذا الجنس. وتعيش هذه الحشرة في المياه الراكدة، والمستنقعات، والبرك، والأمكنة الرطبة أو المظللة جزئيًا، ويوخز هذا النوع الإنسان والحيوانات في الداخل أو في الخلاء، بينما يستريح في المنازل والكهوف بعد التغذية. وقد قام بوتيكر 1401هـ /1981م بنشر مشاهداته عن أنواع البعوض، وسجل هذا النوع من المنطقة الشرقية  .  وتضع الأنثى 100 - 150 بيضة فرادى على سطح الماء، ولكل منها كيس هوائي يساعدها على الطفو بالقرب من سطح الماء، وعندما يفقس هذا البيض تنتج عنه يرقات يكون جسمها موازيًا لسطح الماء عند التنفس، وليس لها ممصات، وللخادرة ممصان قصيران، وعند وقوف الحشرة الكاملة في وقت الراحة فإن البطن يكوِّن زاوية 45 درجة تقريبًا مع السطح الذي تقف عليه. وتعد إناث هذا البعوض من الناقلات الأساسية لطفيل مرض الملاريا الذي يعد من أكثر الأمراض انتشارًا على مستوى العالم، وما زالت بعض مناطق المملكة تعاني هذا المرض.
 
- البعوضة المنـزلية (Culex pipiens L): 
 
من فصيلة البعوض (Family: Culicidae)، وهي حشرة صغيرة نحيفة وذات أجزاء فم ثاقبة ماصة، وقرون الاستشعار طويلة ريشية كثيفة في الذكر وريشية بسيطة في الأنثى، ويغطي الصدر وزوائده حراشف داكنة اللون، أما البطن فتغطيه حراشف بنية، وأحيانًا مبيضة، ويفتقر جسمها إلى الزخرفة، وطرفا بطن الأنثى مبططان، وجسم الحشرة البالغة يكون موازيًا للسطح الذي تقف عليه. وقد وصف من هذا الجنس أكثر من 750 نوعًا.
 
توجد هذه الحشرة في معظم مناطق المملكة، وتتكاثر في عدد من الأمكنة مثل: البرك، والمصارف، وخزانات المياه، وحتى في مكيفات الهواء الصحراوية وفي المياه الراكدة. وقد سجلت في كل من منطقتي الرياض والشرقية، وعلى الرغم من أن هذه البعوضة تقوم في بعض البلدان الإفريقية بدور الوسيط في نقل مرضي داء الفيل والحمى الشوكية إلا أنها لم يسجل عنها أي حالة مرضية في المملكة  . 
 
- ذباب الأزهار العادية (الذباب الحوام) (Syrphus cerollae) (Fabricius): 
 
يتبع فصيلة ذباب الزهور (Family): (Syrphidae)، وهو حشرة متوسطة الحجم طولها نحو سنتيمتر واحد. ويتميز بأن جبهة الرأس صفراء اللون، والصدر أزرق لامع مائل إلى السواد، والبطن مخطط بأشرطة صفراء مع أخرى سوداء. وقد سجل أكثر من 25 نوعًا تابعة لفصيلة ذبابة الزهور في المملكة  ،  وتتميز حشرات هذه الفصيلة بكثرة الأنواع وسعة الانتشار، وكثيرًا ما تشاهد حائمة حول الأزهار؛ حيث تساعد كثيرًا في نقل حبوب اللقاح، خصوصًا أنها تتغذى على رحيق الأزهار وحبوب اللقاح. وقد تم تسجيلها في معظم مناطق المملكة، وتضع الأنثى بيضًا فرديا على أوراق النباتات المصابة بالمنّ أو البق الدقيقي بمعدل 25 بيضة يوميًا، ويصل عدد البيض الذي تضعه الأنثى الواحدة نحو 300 - 400 بيضة خلال حياتها، ويفقس البيض وتخرج يرقات لونها لحمي، واليرقة لينة الجسم، وشكلها قريب من الحيوانات الرخوة، وجسمها مفلطح من أسفل، وتتحول هذه اليرقات على أسطح أوراق النباتات، وعند سيرها عليها تبللها بإفراز يبدو كأنه لعاب. وتفترس المن والبق الدقيقي، فهي تمسك بهذه الحشرات بخطاف فمها، وتمتص الأجزاء الداخلية اللينة جميعها، تاركة خلفها الجلد المنكمش فقط. ويصل مجموع ما تتغذى عليه اليرقة الواحدة إلى أكثر من 400 حشرة منّ في اليوم الواحد، وقد تفترس أيضًا الحشرات القشرية، وبعض يرقات الحشرات حرشفية الأجنحة، وتتعايش اليرقات مع أنواع متعددة من الزنابير داخل مساكنها، مع أن يرقات بعض أنواع ذباب الأزهار تعيش في التربة، وتحت جذوع النباتات، وربما في جداول المياه. ونظرًا إلى أن معظم أنواع هذا الذباب هي حشرات زائرة للأزهار؛ فإنها تعد من الملقحات الجيدة للنباتات، وتفيد كثيرًا في قيمتها الافتراسية الجيدة ليرقاتها التي تقضي على حشرات ضارة جدًا بالنبات مثل: المنّ، والبق الدقيقي.
 
- ذباب الرمل (Phlebotomus papatasi) (Scopoli): 
 
يتبع فصيلة سيكوديدي (Family: Psychodidae)، وهو ذباب صغير، والذبابة من هذا النوع شبيهة بالفراشات، ويغطي جسمها شعر كثيف، وأرجلها طويلة ورفيعة. وتعد هذه الذبابة ليلية المعيشة، وتعيش في الأمكنة الرطبة الظليلة أو في المراحيض أو الأمكنة المظلمة المهجورة، وكذلك في شقوق وجحور القوارض، وتوجد اليرقات في المواد العضوية المتحللة أو في الوحل والمستنقعات. وقد سجل وجود الحشرة اليافعة في المنطقة الشرقية وأجزاء من المنطقة الوسطى من المملكة  ،  وتتميز الحشرة البالغة بحجمها الصغير؛ إذ يصل طولها 2 - 5مم، وبمظهرها الشعري، وعيونها السوداء الكبيرة، وأرجلها الطويلة نسبيا، كما تتميز بأن جميع جسمها بما في ذلك الأجنحة مغطى بشعر كثيف وطويل، وأجزاء الفم قصيرة وغير واضحة لكنها متحورة لامتصاص الدم، كما تمتاز بأن أجنحتها تنتصب فوق الجسم عند الراحة. وتضع الأنثى 5 -100 بيضة مفردة مزركشة، وعادة يوضع البيض في شقوق المباني، وأرضيات الإسطبلات، وبيوت الطيور الداجنة، وجذور الأشجار، ويحتاج البيض إلى أمكنة رطبة؛ حيث لا تقاوم البيوض الجفاف، ويفقس بعد 7 - 18 يومًا في الظروف المثالية. فيما تتغذى اليرقات الناتجة على المواد العضوية المتحللة، وتمر اليرقة بأربعة انسلاخات تستمر 22 - 60 يومًا، ثم تتحول إلى الخادرة التي تحتاج 7 - 14 يومًا لتنسلخ إلى الحشرة اليافعة، ومدة الجيل تراوح 30 - 100 يوم معتمدًا على المواد الغذائية والظروف البيئية وبخاصةٍ درجة الحرارة، ويتغذى الجنسان (الذكر والأنثى) على عصارة النبات والإفرازات السكرية، إلا أن الإناث بالإضافة إلى ذلك تمتص الدم من الفقريات بما في ذلك الحيوانات المنـزلية، والكلاب، والقوارض، والثعابين، والسحالي، والبرمائيات. ويمتاز ذباب الرمل من جنس (فليبوتومس) بأنه يقوم بوخز الإنسان، ويتميز هذا النوع - المشار إليه عاليه - بأنه يعيش في المنازل أو حولها، وتتميز ذبابة الرمل بظهور موسمي؛ حيث تظهر البالغات في أشهر الصيف فقط، كما تتميز ذبابة الرمل هذه بأنها ناقلة لمرض اللشمانيا، وربما هي الناقل الوحيد لهذا الطفيل الذي غالبًا ما تنقله إناث الذباب من مخازنه في الحيوانات إلى الإنسان؛ حيث يتسبب في حدوث داء اللشمانيا الجلدي (Cutaneous leishmaniasis) الذي يُعرف بـ (الحبة الشرقية) (Oriental sores) أو (الأخت).
 
الذباب الصحراوي (Musca sorbens) (Wiedmann, 1830):
 
من فصيلة الذباب المنـزلي (Family: Mucidae)، ويوجد 60 نوعًا من الجنس (Musca)، وهذا النوع كثير وواسع الانتشار، وتوجد هذه الأنواع بوفرة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية للعالم القديم بما في ذلك أستراليا. وقد سجلت في معظم مناطق المملكة، وتفضل البيئات الصحراوية والريفية، وتهاجم بأعداد كبيرة أهل البادية الرحل وبخاصةٍ الأطفال، وتتجمع حول العين، ولها ارتباط وثيق بالبراز والجروح والمواد الغذائية، وتتميز أفراد هذه المجموعة بأنها تكمل الذبابة المنـزلية في صفاتها الحيوية وسلوكها؛ لأن وجود هذا الذباب نادر داخل المباني، ويفضل أفراد هذه المجموعة الضوء على الأمكنة المظلمة، وله قوة احتمال أكبر لدرجات الحرارة العالية، وتكون البالغات أكثر انجذابًا لجسم الإنسان من الذباب المنـزلي؛ إذ - كما ذكر آنفًا - تتجمع حول العينين، وعلى التقرحات، وعلى أي إفرازات. وتمتاز الإناث بأنها تضع كمية كبيرة من البيض تصل إلى 80 بيضة في الدفعة الواحدة، وعلى دفعات خصوصًا على براز الإنسان، وتكمل دورة الحياة عند درجات الحرارة المعتدلة في مدة لا تتجاوز تسعة أيام.
 
للذباب الصحراوي القدرة على نقل عدد كبير من الأمراض للإنسان، بسبب عادته في الوقوف على الغوائط بلا تمييز، والتغذي على المواد غير الصحية مثل: الجروح، والتقرحات، وأي إفرازات، وبعدها على غذاء الإنسان، وعلاوة على ذلك فإنه يتقيأ أثناء التغذية، وكثيرًا ما يضع برازه على الطعام. ولقد سجل أكثر من مائة نوع من العناصر المسببة للأمراض يحملها الذباب الذي غالبًا ما يقوم بنقلها ميكانيكيًا للإنسان وغيره من الحيوانات، ويمكن أن ينقل الأمراض الفيروسية مثل: التهاب النخاع الشوكي، والتراخوما، والأمراض البكتيرية مثل: الزحار، والكوليرا، والتيفوئيد، والبارا تيفوئيد، وأمراض الطفيليات الأولية مثل: الانتاميبا، والجارديا، والديدان الشريطية مثل: التينيا  
 
شارك المقالة:
55 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook