تعد منطقة جازان الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية والبالغة مساحتها نحو 12435كم  من أكثر مناطق المملكة أهمية بالنسبة إلى التنوع البيئي والحيواني، ويعزى ذلك إلى التشابه الجغرافي الكبير بينها وبين الشرق الإفريقي المجاور لها الغني بثرائه الحيواني والبيئي؛ لذا نرى أن المجموعة الحشرية الموجودة في المنطقة إما أن تكون أنواعًا محلية أو عربية (Endemic species) مثل: الخنفساء الحارقة فسياتس (Lydoceras fasciatus)، والفراشة فورسكالي (Lepidochrysops forsskali)، وفراشة شراكسيس العربية السوداء (Charaxes bernstorffi)، والنملة الجيزانية (Camponotus jizani)، وإما أن تكون أنواعًا ذات انتماء إفريقي (Afrotropical species) مثل: ذبابة الخيل أنكالا (Ancala Iatipes)، وذبابة الخيل بيقيتاتس (Tabanus biguttatus) أو تكون أنواعًا جنوب صحراوية (Eremic species) مثل الجراد الصحراوي (Schistocerca geregaria) أو تكون أنواعًا من انتماءات أخرى مثل شرق آسيوية (Oriental species)، أو أسيوية أوروبية (Palaearctic species) مثل بقَّة البذور (Pilostethus pandurus militaris) واسعة الانتشار. ومن هذا المنطلق نرى أن المجموعة الحشرية (Fauna) المذكورة آنفًا هي أنواع غاية في الأهمية سواء من الناحية الاقتصادية أو الطبية؛ فهي تنتمي إلى أكبر رتب الحشرات على الإطلاق من بين 9 و 20 رتبة  ،  وتشكل في مجموعها طائفة الحشرات أكبر المجموعات الحيوانية؛ إذ يبلغ تعدادها ما يقارب 80% من مجموع المملكة الحيوانية، فالجراد الصحراوي الذي يتبع رتبة مستقيمة الأجنحة (Orthoptera) هو واحد من أخطر الآفات الحشرية على النباتات والمحصولات الزراعية، والإحصائية الإجمالية التي أوردتها (منظمة الفاو)   تفيد مدى الفداحة والخسارة التي سببها الجراد بين عامي 1368 و 1376هـ / 1949 و 1957م في 20 بلدًا فقط من مجموع 40 بلدًا تتأثر بأضرار الجراد، والتي تجاوزت قيمتها بالجنيه الإسترليني نحو 5.000.000 جنيه، وهذه القيمة لا تمثل كل الضرر الذي يحدثه الجراد في الناتج الزراعي. والحاجة ماسة لمعلومات أكثر عن الضرر الحقيقي الذي يمثله الجراد بالنسبة إلى الزراعة. كذلك من الآفات الزراعية بقة البذور (Pilostethus pandurus militaris) التي ينتمي أفرادها إلى رتبة نصفية الأجنحة (Hemiptera)، هذه الرتبة التي تسمى بـ (بق النبات) أو البق الحقيقي، هي من أشد الآفات الحشرية ضررًا بالنبات؛ إذ تتغذى الحشرات البالغة والحوريات على الأوراق والأزهار والسيقان والبذور، ثم تأتي رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera)، وهي أكبر رتب الحيوان والنبات معًا، ويمثلها نوعان من الخنافس الحارقة هما: الخنفساء الحارقة فسياتس (Lydoceras fasciatus)، والخنفساء الحارقة ماكيوليفينتريس (Mylabris maculiventris)، وهذان النوعان من الخنافس خطيران جدًا، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل معهما؛ كون أجسامهما تحتوي على مركب الكانثادارين المادة الكيميائية الحارقة والمهيجة التي تنتج عند ملامستها التهابات جلدية حادة.

 

أما رتبة حرشفية الأجنحة (Lepidoptera) فتمثلها فراشة فورسكالي (Lepidochrysops forsskali) إحدى الفراشات المحلية الجميلة والنادرة التي تستحق المزيد من الدراسة والاهتمام، وكذلك فراشة شراكسيس (Charaxes bernstorffi) العربية السوداء، وهي أيضًا من الفراشات ذات الانتماء العربي، لم يعرف عنها سوى في ثلاث مواطن في اليمن وفي جنوب غرب المملكة، وفراشة شراكسيس (Charaxes bernstorffi) العربية السوداء ذات الألوان البنفسجية والسوداء والبقع الصفراء هي واحدة من أجمل الفراشات الطبيعية في المنطقة.

 

أما رتبة الذباب الحقيقي (Diptera) فتمثلها ذبابة الخيل لاتيبس (Ancala Iatipes)، وذبابة الخيل بيقويتاتس (Tabanus biguttatus)، وهما من الذباب المتطفل على الخيل والماشية والجمال والإنسان، ويعد ذباب الخيل مسؤولاً عن عدد من الأمراض منها مرض الدِّباب الذي يصيب الخيل والجمال، ومرض السّرا الذي يصيب الخيل والجمال والكلاب، ومرض الجمرة الخبيثة التي تصيب الإنسان والقوارض. كذلك هناك رتبة غشائية الأجنحة (Hymenoptera)، وهي إحدى الرتب الكبيرة في طائفة الحشرات، التي تمثلها النملة الجيزانية (Camponotus jizani)، وهي من الحشرات المستوطنة في جازان، وبهذا يكون قد تم معرفة 9 أنواع تنتمي إلى 7 فصائل من أهم فصائل الحشرات من الناحية الاقتصادية والطبية والبيئية، وتشمل هذه الفصائل: فصيلة الجراد ذي القرون القصيرة (Acrididae Family)، وفصيلة بق البذور (Family Lygaeidae) وفصيلة الخنافس الحارقة (Family Meloidae)، وفصيلة ليكانيدي (Lycaenidae Family)، وفصيلة نيمفاليدي (Family Nymphalidae)، وفصيلة ذباب الخيل (Family Tabanidae)، وفصيلة النمل الحقيقي (Family Formicidae). وقد جرى وصف جميع أنواعها مع الإشارة إلى أسمائها العلمية والمحلية، ومواطنها الأصلية، وأمكنة تكاثرها، وأهميتها الاقتصادية والطبية والبيئية وطرق مكافحتها.