الحشرات واللافقاريات بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحشرات واللافقاريات بالرياض في المملكة العربية السعودية

الحشرات واللافقاريات بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تمتد منطقة الرياض من جبال السراة غربًا إلى صحراء الدهناء شرقًا، وتنحدر انحدارًا تدريجيًا نحو الشرق والشمال، فتنتهي إلى صحراء النفود في الشمال والربع الخالي في الجنوب، ويبلغ متوسط ارتفاعها بين 600 و 700م فوق سطح البحر. ويتميز جوها بالمناخ الصحراوي الجاف، شديد الحرارة صيفًا نحو 50°م، بارد نسبيًا شتاءً. وتنتشر في منطقة الرياض مجموعة من الواحات الغنية بالمياه الجوفية، مثل: الوشم، والخرج، والأفلاج، ووادي الدواسر. ويوجد فيها عدد من الأودية تنحدر فيها مياه السيول في بعض السنوات، مثل: وادي حنيفة، ووادي برك، ووادي الدواسر.
 
وبفضل الدعم الذي أولته حكومة المملكة العربية السعودية لتحقيق التنمية الزراعية واستغلال الإمكانات المتوافرة من الموارد الأرضية والمائية والبشرية بغرض الاكتفاء الذاتي لبعض المحصولات الزراعية الرئيسة، والذي نجم عنه ظهور كثير من الآفات الزراعية المفصلية والأمراض التي تؤثر كثيرًا على نمو المزروعات وإنتاجيتها، أدى ذلك إلى التوسع في دراسة وتسجيل هذه الآفات المفصلية التي تؤثر كثيرًا على نمو المزروعات وإنتاجيتها، وتنقل كثيرًا من الأمراض إلى الحيوانات المستأنسة والبرية.
 
تتكون المملكة الحيوانية من عدد كبير من الحيوانات، إذ يزيد عدد الأنواع المعروف منها على 1.350.000 نوع تقريبًا موزعة على عدد من الشعب (Phyla)، وشعبة مفصليات الأرجل (Phylum: Arthropoda) من أكبرها وأكثرها نجاحًا. وقد وهبها الله تعالى قدرة فائقة جعلتها قادرة على غزو كثير من المناطق والبيئات التي لا يستطيع الإنسان العيش فيها، إذ وهبها وسائل تركيبية وبنائية دون غيرها، مكنتها من التكيف والتأقلم مع مختلف البيئات، حيث تُشاهد أنواع منها على قمم الجبال الشاهقة، وأخرى في أعماق البحار، ويعيش كثير منها في الهواء أو على اليابسة، وبعضها في الماء المالح أو قليل الملوحة، وبعضها في الماء العذب، ويشمل هذا سبل الحماية من الأعداء، وطرق المعيشة والاغتذاء، فكثير منها يعيش معيشة حرة، أو قد تتطفل على الحيوانات أو على النباتات، وبعضها قد يفترس حيوانات أخرى، إذ تتباين المفصليات في عاداتها الغذائية، فمنها ما يتغذى على دم أو على سوائل أجسام الفقاريات، ومنها ما يتغذى على المواد الصلبة، وأخيرًا المحاكاة ووسائل الدفاع، وجميع ما ذكر مكنها من النجاح في الانتشار والتنوع، وتولدت بينها وبين الإنسان علاقات مهمة مفيدة له أو ضارة.
 
ولقد استغل الإنسان هذه الكائنات المفصلية لصالحه متى ما كانت تفيد، إذ قام بإكثارها والاستفادة منها، مثل: تربية النحل للحصول على العسل والشمع، وبعض منتجات الحشرات استخدمت في التطبب، مثل: لسع نحل العسل، والغذاء الملكي لعلاج بعض الأمراض، ومادة الكانثادرين الموجودة في الخنافس الحارقة لعلاج بعض أمراض الجهاز البولي التناسلي، وتربية دودة القز للحصول على الحرير، والاستفادة منها بوصفها غذاءً جيدًا، مثل: الجمبري، والسرطان، والجراد، وبعض اليرقات، وأنواع كثيرة تقوم بتلقيح النباتات، وبعض من الحشرات تؤدي دورًا مهمًا في المكافحة الحيوية للأعشاب الضارة، وللآفات الحشرية. وتعمل بعض المفصليات على تحسين الخواص الطبيعية للتربة، وتحليل المواد العضوية الميتة، وتحويلها إلى مواد مفيدة للتربة. كما أن المفصليات غذاء لبعض الحيوانات المفيدة للإنسان، مثل: الأسماك والطيور؛ وأحيانًا يتغذى الإنسان نفسه على بعض أنواع الجراد. وجزء منها يضر الإنسان اقتصاديًا، حيث ينقل إليه وإلى مزروعاته وحيواناته المستأنسة كثيرًا من الأمراض، مثل: الذباب، والبعوض، والقمل، والبراغيث، والقراد، والحلم، كما أن بعضها سام، مثل: العقارب، والعناكب. والمفصليات من الكائنات التي خلقها الله منذ قرابة 350 مليون سنة، وما زالت أعداد هائلة تعيش حتى وقتنا الحاضر، وما انقرض منها كان بسيطًا نسبيًا، تمثلها طائفة ثلاثية الفصوص  ،  وعلى الرغم من أن مفصليات الأرجل تختلف أفرادها في الشكل، والتركيب، والمعيشة، إلا أنها تتفق جميعها في صفات عامة من أهمها:
 
جدار الجسم الذي لا يسمح بنفاذ الماء، حيث يحاط جسمها بجليد خارجي كيتيني صلب يحتوي على طبقات جلدية متعددة غير خلوية تفرزها خلايا البشرة الداخلية. وهذه الطبقات تتمثل في جليد سطحي خال من الكيتين، ويتكون من طبقة أسمنتية (Cement Layer)، وطبقة شمعية (Wax Layer) غير منفذة للماء، وطبقة الكيوتيكولين (Cuticulin Layer) غير المنفذة للماء، وجليد خارجي غير مرن وقاتم اللون يحتوي على الكيتين، والبروتين، والكيروتين، وجليد داخلي مرن، ويمتاز بالمرونة على الرغم من سماكته، ويحوي الكيتين، والبروتين، وتمنع هذه الطبقات التبخر، ما تساعد هذه الكائنات على الاحتفاظ بالماء داخلها، إضافة إلى أنها تحمي جسمها. ويدعم الكيتين السميك الذي يحيط بجسم المفصليات أعضاء الجسم الرخوة؛ لأنها تفتقر إلى الهيكل العظمي. وتنسلخ المفصليات على فترات أثناء النمو، وتبدأ القناة الهضمية بفتحة الفم، وتنتهي بالاست، والجهاز الدوري مفتوح، والقلب ظهري الموقع، والتنفس بوساطة الخياشيم، أو الجهاز القصبي، أو الرئات الكتبية، أو من خلال جدار الجسم، ولها جهاز عصبي جيد التكوين وبطني الموقع، وغالبًا تكون الأجناس منفصلة، وحالة التخنث نادرة الوجود.
 
وتعدّ المفصليات من الحيوانات ذات الكفاءة التناسلية العالية إذا ما توافرت لها الظروف المناسبة من غذاء وحرارة ووجود الذكر، وتوفر العائل المناسب لنمو الأطوار غير الكاملة، مع العلم أنها ذات كفاءة غذائية جيدة، إذ تستفيد من الغذاء الموجود في بيئتها بتحويله إلى مواد غذائية صالحة لأداء الوظائف الحيوية الضرورية للتكاثر والنمو.
 
شارك المقالة:
91 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook