الحشرات واللافقاريات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحشرات واللافقاريات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الحشرات واللافقاريات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
الحشرات هي من أقدم الكائنات التي خلقها الله سبحانه وتعالى واستعمرها في أرضه منذ قرابة ثلاثمائة وخمسين مليون سنة، وقد أوجدها الله تعالى لحكمة في خلقه؛ حتى يتدبر الإنسان في شؤونها، ويتعلم من حركاتها، وسلوكها، وطرق حياتها، وسبل عيشها، وقدرتها الفائقة على تحمل الصعاب حتى في أشد الظروف قساوة فيأخذ منها العظة والعبرة في حياته. والحشرات من الكائنات القليلة التي أحسنت التكيف مع كل البيئات الأرضية والمائية والهوائية، وقد ساعدها في ذلك تركيبها المورفولوجي وكفاءتها الإنتاجية، إذ تعد من أكثر الكائنات إنتاجًا وتوزيعًا وعددًا، فهي تشمل أكثر من مليون نوع تمت تسميته حتى الآن، ويشكل ذلك أكثر من 70% من المجموع الكلي لأنواع المملكة الحيوانية.
 
وتحتل منطقة المدينة المنورة أهمية إستراتيجية كونها ملتقى لثلاثة أقاليم للتوزيع الحيواني هي: الإقليم القطبي الشمالي (Palaeartic region)، وإقليم البحر المتوسط، والصحراء الكبرى (Eremian Saharo Mediterranean)، والإقليم الإفريقي الاستوائي (Afrotropical region)، بالإضافة إلى الأنواع المحلية (Endemic species). ومن هذه الأقاليم الثلاثة بالإضافة إلى الأنواع المحلية تتشكل المجموعات الحيوانية في المنطقة، يعززها في ذلك التنوع الطبوغرافي في مظاهر السطح والاختلاف المناخي الذي يتجلى في تضاريسها الجغرافية الممتدة على سواحل البحر الأحمر وسلاسل الجبال والهضاب الداخلية والهضاب المنعزلة والسهول البركانية والواحات والأودية، ما ساعد في إثراء المنطقة بمجموعاتها الحشرية المتنوعة
 
ويمكن تقسيم المجموعة الحشرية في منطقة المدينة المنورة إلى مجموعات متعددة طبقًا لمعيشتها وسلوكها وطبيعة حياتها، ومن بين هذه المجموعات مجموعة الحشرات المائية (Aquatic insects) مثل: الرعاش الكبير، وخنفساء الماء، والخنفساء الغطاسة، والخنفساء الدوامة، والذبابة السوداء. وجميع هذه الأنواع تحتاج إلى مسطحات مائية لتنمو وتتكاثر فيها مثل: البرك، والمستنقعات، وجداول المياه الصغيرة الغنية بمحتواها الأكسجيني، وهي بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الذباب الأسود، وهذه البيئات المائية متوافرة في منطقة خيبر وما جاورها. والبيئة المائية الصالحة لا بد أن تتوافر فيها وسائل الحياة حتى تتمكن الحشرة من العيش والتكيف، ومن بين هذه الوسائل الغذاء الذي يتكون عادة من كائنات نباتية وحيوانية، وهي السلسلة الغذائية للمجتمعات المائية (Aquatic، communities) التي يتكون منها البناء الغذائي الذي يوفر لهذه المجتمعات المائية المدد الكافي من الغذاء حتى تنمو وتتكاثر. وإلى جانب ذلك تأتي درجة الحرارة التي تلعب دورًا مهمًا في نشاط الحشرة ونموها، وهذا ما نشاهده خلال موسمي الربيع والصيف من السنة من تذبذبات في مجموع الحشرات المائية. ويرتبط ذوبان الأوكسجين في الماء الذي يعد العنصر الرئيس في التنفس بدرجة حرارة الماء، وإن كان لبعض الحشرات المائية آليات خاصة تستخدمها في تنفس الهواء الجوي بدلاً من الأوكسجين الذائب في الماء، كما أن لعمق الماء في البرك والمستنقعات المائية المحدودة تأثيرًا على ما تحتويه مياهها من أوكسجين ودرجة حرارة وضوء وحركة السطح، وهنا نرى أن الخنفساء الدوّامة تفضل السباحة فوق المياه الساكنة والضحلة، حيث تقوم بالسباحة السريعة الدائرية. وهناك بعض الأنواع التي تفضل المياه الجارية والسريعة؛ إذ تكون نسبة الأوكسجين الذائبة عالية، وهذا ما نشاهده في يرقات الذباب الأسود ويرقات الهاموش غير الواخز، حيث تتحور بعض أجزاء أجسامها لتتلاءم وطبيعة هذه البيئة.
 
وهناك مجموعات حشرية أرضية (Terrestial insects) منها ما يعيش حياة مترممة مثل: الذباب المنـزلي، والخنفساء الجعال التي تتغذى على مكونات المواد النباتية أو الحيوانية المتحللة. وتعد مثل هذه الحشرات نافعة لتحويلها بعض المواد التي قد تكون سببًا في انتشار الأمراض إلى مواد عضوية سمادية تزيد من خصوبة الأرض وتجعلها صالحة للزراعة.
 
كما أن هناك مجموعات حشرية متطفلة (Parasites) مثل: الذبابة السوداء، وذبابة الإسطبل، وبرغش الجمال. وجميع هذه الأنواع طفيليات خارجية تتغذى على دم الإنسان أو الحيوان أو الاثنين معًا، وبعضها يقوم بنقل مسببات الأمراض ومنها: الديدان الأسطوانية، والأوليات الطفيلية. وهناك مجموعات حشرية مفترسة (Predators) تتغذى على كائنات حيوانية ومن هذه المجموعات الحشرية: الرعاش الكبير، والحشرة الدنتلية، وذبابة هلتريديس، وخنفساء السبستر، والخنفساء الدوامة، والخنفساء الحارقة، ودبور الفخار، وتعدّ هذه الحشرات نافعة في المكافحة الحيوية. وهناك مجموعات حشرية أخرى تتغذى على مكونات النبات مثل: حشرة السيكادا، والخنفساء المطقطقة، والفراشة البيضاء المكبرتة، والفراشة ذات الأجنحة الرقيقة (أبو دقيق الرمان)، والفراشة السمراء، والفراشة الطاووسية السيدة الجميلة (أبو دقيق الخبازي)، وهناك أيضًا مجموعات حشرية تعيش معيشة اجتماعية (Social insects) في مستعمرات مكونة من فئات مختلفة مثل: النملة المصرية، ونملة الواحة
 
وبهذا يكون قد تم معرفة خمسة وعشرين نوعًا تنتمي إلى إحدى وعشرين فصيلة هي من أهم فصائل الحشرات من الناحية الاقتصادية والطبية والبيئية. وقد وُصفت جميع هذه الأنواع مع الإشارة إلى أسماءها العلمية والمحلية، ومواطنها الأصلية، وأمكنة تكاثرها، وأهميتها الاقتصادية والطبية، وطرق مكافحتها. بالإضافة إلى وجود العقربة السوداء التي تنتمي إلى طائفة العنكبيات (Arachnida)، وقبيلة المفصليات (Arthropoda) التي تعدّ طائفة الحشرات (Insecta) جزءًا منها.
 
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook