إن الدهون الثلاثية أحد أنواع الدهون (الشحم) الموجودة في الدم. عندما تتناول الطعام، يحول جسمك أي سعرات حرارية لا يحتاج لاستخدامها مباشرة إلى دهون ثلاثية. تُخزَّن هذه الدهون الثلاثية في خلاياك الدهنية. ثم بعد ذلك، تطلق الهرمونات الدهون الثلاثية من أجل الحصول على الطاقة فيما بين الوجبات. إذا كنت تتناول بشكل منتظم سعرات حرارية أكثر مما تحرق، خاصة السعرات الحرارية "السهلة" مثل الكربوهيدرات والدهون، فقد يكون لديك ارتفاع الدهون الثلاثية (فرط جليسريدات الدم).
يمكن أن يكشف اختبار دم بسيط إذا ما كانت الدهون الثلاثية لديك في مستواها الصحي أو لا.
سيفحص طبيبك عادة الدهون الثلاثية المرتفعة كجزء من اختبار الكوليسترول (يُطلق عليه أحيانًا اسم خارطة الدهنيات أو مرتسم شحميات الدم). سيتعين عليك الصيام لمدة تتراوح بين تسعة إلى 12 ساعة قبل إمكانية سحب عينة دم منك من أجل إجراء قياس دقيق للدهون الثلاثية.
إن الدهون الثلاثية والكوليسترول أنواع منفصلة من الدهون التي تسري في دمك. تخزن الدهون الثلاثية السعرات الحرارية غير المستخدمة وتزود الجسم بالطاقة، في حين يُستخدم الكوليسترول لبناء الخلايا وهرمونات معينة. وبسبب انعدام القدرة على تحلل الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم، فإنها تسري خلال جسمك بمساعدة البروتينات التي تنقل الدهون (البروتينات الدهنية).
يمكن أن يساهم ارتفاع الدهون الثلاثية في تصلب الشرايين أو زيادة سمك جدران الشريان (تصلب الشرايين)؛ مما يزيد من مخاطر الإصابة بسكتة دماغية أو أزمة قلبية، أو أحد أمراض القلب، رغم عدم وضوح كيفية حدوث هذا. إن ارتفاع الدهون الثلاثية للغاية - على سبيل المثال، مستويات أعلى من 1000 ملجم/ديسل (11.29 مليمول/ل) - يمكن أن يتسبب في التهاب حاد بالبنكرياس.
غالبًا ما يكون ارتفاع الدهون الثلاثية علامة على حالات أخرى تزيد من مخاطر الإصابة بأحد أمراض القلب والسكتة الدماغية أيضًا، تشمل السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي؛ وهي مجموعة من الحالات التي تتضمن كمية كبيرة جدًا من الدهون الموجودة حول الخصر، وضغط الدم المرتفع، وارتفاع الدهون الثلاثية، وارتفاع نسبة السكر في الدم ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية.
في بعض الأحيان يكون ارتفاع الدهون الثلاثية علامة على النوع الثاني من مرض السكري الذي يتسم بضعف السيطرة عليه، ومستويات منخفضة لهرمونات الغدة الدرقية (قصور الدرقية)، ومرض بالكبد أو الكلى، أو حالات وراثية نادرة تؤثر على قدرة جسمك على تحويل الدهون إلى طاقة. قد يكون ارتفاع الدهون الثلاثية أحد الآثار الجانبية لتناول أدوية مثل حاصرات بيتا، أو حبوب منع الحمل أو مدرات البول أو الستيرويدات.
إن خيارات أسلوب الحياة الصحي هي الحل المثالي:
إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة الصحية كافية للتحكم في ارتفاع الدهون الثلاثية، فقد يوصي طبيبك ببعض مما يلي:
إذا وصف لك طبيبك أدوية لتقليل الدهون الثلاثية لديك، فينبغي تناولها وفقًا لتوجيهاته. وتذكر أهمية تغييرات نمط الحياة الصحية التي أجريتها. إن الأدوية مهمة ويمكن أن تساعد؛ إلا أن نمط الحياة مهم كذلك.