الحمى التقليدي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحمى التقليدي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الحمى التقليدي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
الحمى يعني المنطقة من الأرض التي تحمى من الرعي وقطع الأشجار، فهو نظام توفير احتياطات للرعي، إذ تترك الحشائش والأعشاب والأشجار من دون مساس بها لفترة ممتدة من الزمن، ولا يجوز الرعي بها إلا تحت ظروف معينة كاشتداد الجفاف على سبيل المثال، وهذا النظام أكثر انتشارًا في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من المملكة، وهناك محميات كثيرة يتفق الباحثون على أنها ترجع إلى ما قبل الإسلام، ويختلف الغرض من هذه المحميات من مكان إلى آخر، وقد صُنِّفَت هذه المحميات على النحو الآتي:
 
 محميات قد يمنع فيها الرعي إطلاقًا، ويسمح فيها بجمع الأعشاب وحشها على أن يكون ذلك خلال مواسم محددة، أو في أوقات الجدب ونقص المراعي، كما هو الحال في محمية بني سَار. وفي هذه الحالة فإن عدد الأفراد الذين يسمح لهم بجمع الحشائش من كل بيت أو أسرة له قواعد محددة، كما أن هناك أيامًا تخصص للرجال وأخرى للنساء.
 
 محميات قد يسمح فيها بالرعي في مواسم خاصة، كما هو الأمر في حمى الأزاهرة وحمى حميد حول بَلْجُرَشِي. أو قد يسمح بالرعي فيها لأنواع محددة من الماشية كالأبقار مثلاً (خصوصًا أبقار العمل)، وتمنع الأغنام والماعز والجمال كما هو الحال في أغلب المحميات حول الطائِف.
 
 محميات قد تكون الحماية فيها موجهة في الأصل لمنفعة خلايا نحل العسل، ثم لترعاها الماشية بعد ذلك كما هو الحال في حمى الجَوْف وحمى المثامنة بجوار الطائف، ويقضي العرف بحماية الأعشاب مدة خمسة شهور تقريبًا يتخللها فصل الربيع ثم يباح الرعي فيها بعد ذلك، وبهذا تعد هذه المحميات مزدوجة الفائدة، ويقال إن هناك قرى كانت تربي نحو 2000 خلية من خلايا النحل فلما أبيحت هذه المحميات هبط عدد الخلايا إلى 200 فقط.
 
 محميات كانت مخصصة لخيول الهيئات الحكومية وجمالها كالجيش والشرطة وغير ذلك، كحمى حايل وحمى سجي وحمى سيسد وحمى الخرمة، وهي محميات كبيرة، وقد أبيحت للرعي سنة 1375هـ / 1956م فأصبحت الآن جرداء قاحلة لا يختلف غطاؤها النباتي عما يجاورها من أراضٍ، وبذلك ضاع الغرض من إباحتها لصالح الأهالي، وكان من الأفضل لو أبقي على حمايتها على أن يوضع نظام لاستغلال الأهالي لها.
 
 محميات تخصص لقبيلة أو لقرية أو أكثر، أو محميات صغيرة يختص بها فرد، وفي هذه الحالة تسمى هذه المحميات (قصد) أو (محميات خاصة).
 
 محميات للأشجار وبخاصة أشجار العرعر، ومن أشهرها حمى بَنِي سَعْد ببلاد بني مَالك، أو حمى أشجار الطلح مثل حمى وادي حُرَيْمُلاَء. ومثل هذا ما يوجد من حمى أشجار الغضا في عُنَيْزَة بالقَصِيْم، أو روضة خُرَيْم قرب مدينة رماح، أو حمى أشجار السدر والسلم في أودية نَجْرَان.
 
 وهذه المحميات كثيرًا ما تكون لأهل القرية جميعًا ولا يقطع من أشجارها شيء إلا إذا دعت الحاجة الملحة أو عند حدوث نكبة أو كارثة كحريق أو حادث مفاجئ، وكذلك للمنفعة العامة كبناء مسجد أو مدرسة، وفي هذه الحالات يمكن قطع العدد الكافي من الأشجار وبيعها لتنفيذ الغرض المرجو سواء في إعادة بناء ما خرَّبته الحرائق أو دفع الدية أو بناء المسجد أو المدرسة أو ما يشبه ذلك. ويمكن القول إنه بوجود بعض المحميات للأشجار بقيت الأشجار الكبيرة الموجودة إلى الآن في أمكنة كثيرة ويدل وجودها على إمكانية التوسع في إنشاء الغابات، وهي بالإضافة إلى قيمتها الرعوية الكبيرة خصوصًا بالنسبة إلى الأغنام والأبقار والجمال تقوم بطريق مباشر أو في بعض الأحوال بطريق غير مباشر بتوفير الظل والمأوى وتدعيم موارد الشرب  
 
شارك المقالة:
91 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook