وهي بلدة كبيرة المساحة، كثيرة السكان ويتبعها عدد من القرى والهجر 

 كانت الحناكية (بطن نخل) قبل الإسلام منطقة استيطان مهمة لبعض القبائل العربية جسدت بعضًا من أنشطتها من خلال مجموعة من الرسوم الصخرية والكتابات القديمة عثر عليها على صفحات جبل العهين  الواقع على مسافة 22كم شرقي الحناكية، منها رسوم صخرية تصور عددًا كبيرًا من الأشخاص بلغ نحو خمسة وعشرين، وكذلك قطعانًا ضخمة من الحيوانات، منها مائة وسبع وخمسون صورة لأبقار، وثماني صور لإبل، فضلاً عن بضع عشرات أخرى من الحيوانات من مختلف الفصائل مثل: الإبل والوعول والغزلان، وذلك إلى جانب ثمانية من النقوش العربية القديمة من عصور ما قبل الإسلام، كتبت بالخط الثمودي  .  وهي من نوع النقوش التذكارية التي تتحدث عن أسماء أشخاص كانوا يقيمون في المكان أو مروا به

 

تبوأت الحناكية (بطن نخل) شهرة واسعة في العصور الإسلامية المبكرة بوصفها إحدى محطات طريق الحج المتجهة من الفقرة إلى المدينة، ووصفها الجغرافيون والرحالة، إذ يقول عنها ابن رسته في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي): " وهو منـزل كثير الأهل والخير، كثير النخل والزرع، والماء من القنى والبئر بها قريبة القعر على خمس أذرع يظهر الماء وهي أرض رضراض عمّرها بعد الإسلام مصعب بن الزبير في أيام أخيه عبد الله بن الزبير 64 - 73هـ / 684 - 692م "  

 

وقد عُثر على أعداد كثيرة من النقوش الإسلامية منتشرة في أمكنة متفرقة على الواجهات الصخرية بلغ عددها سبعة وثلاثين نقشًا  ،  وهي نصوص غير مؤرخة تتضمن طلب المغفرة وإثبات الشهادة وتأكيد الإيمان. ويرجع تاريخها إلى ما بين القرنين الأول والثالث الهجريين (السابع والتاسع الميلاديين)  ،  والجدير بالذكر أن أحد هذه النقوش كتب بطريقة معكوسة، أي من الشمال إلى اليمين، ويعود في تاريخه إلى القرن الثالث الهجري  ،  وقراءته على النحو الآتي:

 

 " بسم اللـه الرحمن / الرحيم اللهم اغفر / لعبدالله بن ذر امين رب / العلمين (العالمين) ".

 

ونستدل من هذه النقوش على أن هذا الموقع كان استراحة أو مناخًا وممرًّا لقوافل التجارة والحجيج؛ حيث لم يتم العثور بها على آثار لمبانٍ أو منشآت معمارية.