الحياة الاقتصادية في البادية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحياة الاقتصادية في البادية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الحياة الاقتصادية في البادية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
يسمى سكان البادية بـ (الرُّحَّل)، وذلك لأنهم اعتادوا الترحال والانتقال من مكان إلى آخر بحثًا عن منابت الكلأ طلبًا لري مواشيهم وإشباعها، والذي يقرر الرحيل هو شيخ العشيرة، ويعتمد في ذلك مبدأ الشورى، فلا ينفرد برأيه، وإنما يستشير ذوي الرأي والخبرة من كبار العشيرة، فإذا استقرَّ الرأي على الرحيل حددوا الزمان والمكان وشرعوا في الرحيل؛ ويتبعون في ذلك تقاليد واضحة فيرسلون قبل رحيلهم أفرادًا يتفقدون أحوال المناهل، ويُعدُّون لهم المكان، فيختار هؤلاء الأفراد أفضل بقعة يرحل إليها القوم من حيث توافر مراعٍ خصبة، وتوافر ماء سهل الورود، وموقع ملائم لنصب الخيام.
 
هذا ولأبناء البادية نجعتان: نجعة رئيسة ونجعة ثانوية، أولاًهما فصلية تحدد فصول العام مواعيدها، تبدأ بالخريف، وتكون باتجاه البادية، وتنتهي في أواخر الربيع وأوائل الصيف، وتكون باتجاه الحاضرة، فإذا ما حل الخريف يشرع سكان البادية في الرحيل من مواطنهم بالقرب من الحواضر، ويسيرون نحو البادية رويدًا رويدًا، وينتقلون من بئر إلى بئر، ومن مرعى إلى آخر، ويمضون في طريقهم كلما توالت الأمطار واخضرَّت الأرض وزهت وأنبتت أصناف النباتات المختلفة. وفي وقت الشتاء وهطلان الأمطار تمتلئ الغدران والمناهل والأودية بالمياه، ويزداد نمو العشب والكلأ وتشبع سائمة أبناء البادية، وخلال هذه الفترة يقضي سكان البادية أوقاتهم في الصيد والقنص وجني الكمأ، ويتمتعون بجمال البادية الأخاذ، ويظلُّون على هذه الحال حتى ينتهي فصل الربيع. فإذا انتهى فصل الربيع وانقطعت الأمطار واشتد الحرُّ وأصبحت الطبيعة قاسية على سكان البادية شرعوا في الرحيل والرجوع إلى مواطنهم بالقرب من الحواضر، وهناك يسيمون مواشيهم في بقايا الزروع في الأراضي بعد حصدها، وذلك لقاء بدل معين يدفعونه لأصحاب الأراضي يتم تحديده باتفاق الطرفين.
 
لم يكن الرعي وتربية الحيوانات هو كل شيء في حياة سكان البادية الاقتصادية، بل كان للتجارة أيضًا دورها في حياتهم الاقتصادية، فإلى جانب اعتماد سكان البادية على مواشيهم وألبانها في التغذية فهم يستخدمون تلك المواشي ومنتجاتها من الألبان والأصواف كسلع تبادلية مع الحضر، ليحصل بوساطتها ساكن البادية على ما يلزمه من المواد الغذائية الضرورية لاستكمال العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، كما يحصل عن طريق ذلك على ما لا يستطيع صنعه من الكساء. كما يعمد ساكن البادية في سنين القحط إلى تجميع مخلفات الإبل وبيعها في أسواق الحواضر القريبة منه فيقضي بثمنها بعض حوائجه الضرورية، وتستخدم وقودًا في وجوه متعددة 
 
شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook