الحياة الدينية والاقتصادية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحياة الدينية والاقتصادية بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

الحياة الدينية والاقتصادية بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
عرفت المنطقة الأديان السماوية المختلفة مثل الحنيفية واليهودية والنصرانية، وقد اتبع سكان المنطقة من النصارى المذهب النسطوري الذي انتشر في الحيرة والعراق، بسبب فرار أتباع هذا المذهب من اضطهاد أصحاب المذاهب النصرانية الأخرى في الشام، وتشجيع الفرس أصحاب هذا المذهب رغبة في جعلهم أداة في أيديهم ضد الروم  
 
وربما أسهم تنصر ملوك الحيرة في انتشار النصرانية في شرق شبه الجزيرة العربية
يذكر الطبري أن أول من تنصر من ملوك الحيرة هو امرؤ القيس بن عمرو بن عدي 288 - 328م؛ ما أدى إلى انتشار النصرانية بين قبائل بكر بن وائل وبني عبدالقيس، وكان لدارين ثلاثة أساقفة هم بولس سنة 410م، ويعقوب سنة 585م، ويشوعياب سنة 676م وكان لهجر أسقف يدعى إسحاق ذكر في مجمع النساطرة وفوس سنة 676م، وعثر في القطيف على آثار كنيستين من أساقفتها إسحاق سنة 576م، وساهين سنة 676م، وحظيت مناطق الخليج العربي بزيارات عدد من رجال الدين النصارى مثل البطريرك حزقائيل، والبطريرك أحاي اللذين قدما تقارير عن تجارة اللؤلؤ في الخليج العربي إلى الملك الفارسي، كما عثر في الجبيل على معبد راهب مكون من عدة غرف
 
اشتهرت البحرين بوجود جالية يهودية، ربما تعود إلى جهود تبع بن حسان الحميري 415 - 425م الذي اعتنق اليهودية وسعى إلى نشرها في شبه الجزيرة العربية، خصوصًا أن ابن أخته ملك كندة الحارث بن عمرو 490 - 528م سيطر على المنطقة الشرقية ثلاث سنوات وقد استمر الوجود اليهودي في المنطقة حتى الفتح الإسلامي، حين صَالَحَ العلاء بن الحضرمي اليهود على دفع الجزية 
كما انتشرت المجوسية والأسبذية بدعم من الفرس، حيث كلف ملك الفرس حاكم البحرين المنذر بن ساوى بنشر هذه الديانة.
 
وتذكر المصادر أن بعض زعماء بني تميم اعتنقوا المجوسية، مثل: زرارة بن عدس وابنه حاجب بن زرارة، والأسابذة نسبة إلى قرية بهجر يقال لها الأسبذ، وهم قوم يتعبدون الخيل  . 
 
ولكن أقدم هذه العبادات وأشهرها وأكثرها انتشارًا كانت الوثنية التي شكلت الديانة الأولى لسكان شبه الجزيرة العربية خلال العصر الجاهلي، فقد كان هناك صنم (ذو اللبا) في المشقر لبني عبدالقيس، و (المحرق) لبني عبدالقيس، وصنم (أوال) لبكر بن وائل وعبدالقيس، و (ذو الشرى) لبني الحرث، و (مناة وعائم وذو الخلصة) للأزد 
احتفظت مدن المنطقة الشرقية وقراها بمكانتها الاقتصادية والتجارية خلال القرون الميلادية، فقد استمرت القوافل التجارية في القدوم من جنوب شبه الجزيرة العربية محملة بالبخور والمر والتوابل وغيرها من منتجات إفريقية وهندية، كما استمرت التجارة المباشرة مع الهند عن طريق المراكب الشراعية، بالإضافة إلى أسواق المنطقة، فقد دونت المصادر العربية أسواقًا موسمية اشتهرت بها المنطقة ضمن منظومة الأسواق التي تقام في شبه الجزيرة العربية ويفد إليها التجار في أشهر محددة من كل سنة، مثل: أسواق هجر، والمشقر، ودارين، والخط.
 
وتعد سوق هجر أكبر أسواق المنطقة وأشهرها، إذ يذكر الهمداني أنها سوق البحرين الرئيسة 
ولم تقتصر السوق على العرب فقط، بل ارتادها الفرس والهنود والرومان، وكانت سوق هجر تقام في شهر ربيع الآخر من كل عام واشتهرت ببيع تمور المنطقة التي ضرب بها المثل، كما شملت التجارة بضائع أخرى مثل: الحرير، والبخور، والتوابل، والثياب، وكان ملك الفرس يرسل قوافله لبيع بضائعه وشراء التمور عوضًا عنها، وكانت مسؤولية حماية القوافل وتأمينها تقع على أمير السوق الذي يعينه الملك، وحظي بنو عبدالقيس بإمارة السوق وهجر لفترة طويلة، لكن بني تميم نافسوهم على الإمارة؛ فقد تولى المنذر بن ساوى من تميم إمارة السوق وهجر  
 
وقبل الفتح الإسلامي كان على هجر حاكم فارسي يدعى سيبخت، أسلم مع عدد من سكان هجر من العرب والعجم على يد العلاء بن الحضرمي  
 
كما برزت سوق المشقر التي تقام في شهر جمادى الآخرة من كل عام، وكانت السوق تقام في حصن المشقر وتحت إشراف أشخاص يعينهم الملك الفارسي؛ بهدف تحصيل الضرائب، وبيع البضائع الفارسية.
وكان الإشراف على السوق يوكل إلى زعماء تميم من بني عبدالله بن زيد بن المنذر بن ساوى الذين تلقبوا بألقاب الملوك وأخذوا العشر  
 
وعلى الرغم من أن سوقي دارين والخط لم تكونا من الأسواق الموسمية، فقد اشتهرت سوق دارين بتجارة الطيب، وبخاصة المسك الهندي الذي أصبح يُضرب به المثل، على حين اشتهرت سوق الخط ببيع الأسلحة؛ ولا سيما الرماح الخطية  . 
 
كما برزت مدينة عدولي في هجر بصناعة السفن الضخمة التي تعرف بالعدولية والقرقور، واشتهرت بالصناع المهرة، مثل: ابن يامن، فقد جاء ذكر السفن العدولية في الشعر الجاهلي ومنها قصيدة طرفة بن العبد:
 
كــأن حـدوج المالكيـة غـدوة     خلايـا  سـفين بالنواصف من دد
عدوليـة  أو مـن سفين ابن يامنٍ     يجور  بها الملاح طورًا ويهتدي  
 

العصر الإسلامي

 
تشكل المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية الجزء الأكبر من بلاد البحرين قديمًا التي تشمل معظم الجزء الشرقي من الجزيرة العربية  
 
أما عن قبائل المنطقة في العصر الإسلامي، يمكن تقسيم استقرارها إلى ثلاث مراحل زمنية:
 
 قبائل استقرت قبيل ظهور الإسلام وهي: الأزد، وإياد، وعبد القيس، وبكر بن وائل، وتميم.
 
 قبائل استقرت في المنطقة بعد ظهور الإسلام وهما:
 
قبيلة بني عامر: وهم بنو عامر بن عقيل من القبائل العدنانية، وكانت منازل بطونها في نجد ثم نـزح بعضها إلى العراق وبلاد البحرين، وكان لبعض بطونها دور سياسي كبير في المنطقة، ويعتقد أن القبيلة قد انتقلت من نجد إلى المنطقة خلال القرن الثالث الهجري، وقامت بعدة أدوارٍ سياسية منذ تلك الفترة حتى القرن العاشر الهجري  
 
قبيلة بني سليم: وكانت منازلها في الحجاز، ثم نـزح قسم منها إلى العراق والشام، كما نـزح بعض بطونها إلى بلاد البحرين خلال القرن الثالث الهجري، وأسهمت في دعم حركة القرامطة خلال فترة حكمها للمنطقة  
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook