الحياة الريفية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحياة الريفية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الحياة الريفية في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
شكلت الحياة الريفية قبل ثلث قرن في المملكة أكثر من 50% من جملة السكان، وتختلف النسبة باختلاف المناطق؛ ولأن القصيم منطقة زراعية فقد كانت نسبة التحضر فيها 40.8%، وهذا يعني أن 59.2% يعيشون حياة ريفية. وعلى الرغم من أن المجتمع السعودي بما فيه سكان القصيم بدأت ترتفع فيه نسبة التحضر إلا أن هناك نسبة من سكان القصيم تزيد على الثلث 36.9% لا تزال تعيش الحياة الريفية في مستوطنات بشرية تربو على 420 مستوطنة  ويوجد في الريف صور وأنماط من الحياة البسيطة التي يمكن المحافظة عليها ليتمتع المقيم والزائر بمعايشتها بوصفها تراثًا ريفيًا حِرَفِيًّا. ويمكن تقسيم الريف حسب النشاط الاقتصادي إلى قسمين: أحدهما ريف زراعي، والآخر ريف رعوي. ويمثل الريف الزراعي نسبة متقاربة في عدد قراه مع عدد قرى الريف الرعوي ولدى كل قسم مجموعة مخصصة من العادات والحرف يمكن عرض بعض منها على النحو الآتي:
 
1 - الموالاة:
 
هي متابعة النخيل حتى الإنتاج؛ وتتمثل في تأبير النخل وتلقيحه، ثم تعديل الثمرة، وقطع العسبان اليابسة، وتكريب النخلة، بحيث يسهل على المزارع (الفلاح) الصعود إلى فرع النخلة لجني الرطب باستعمال الكرب (وهو الأصل العريض لسعف النخل إذا يبس). وتستمر هذه العمليات موسمًا يزيد على أربعة أشهر. ويوجد نسبة محدودة جدًا من السعوديين الذين يمارسون حرفة الموالاة بالأجرة، وقسم منهم يوالي ما يملك من النخيل فقط. وبعد التوسع في زراعة النخيل  في القصيم (أكثر من 2 مليون نخلة) بدأ العمال باكتساب الحرفة؛ لأنها ذات مردود مالي جيد. ويمكن للسياح مشاهدة مثل هذه الأعمال التي خلفها الآباء والأجداد.
 
2 - استعمال الأدوات البدائية في المزرعة:
 
ما زال بعض المزارعين حتى الآن - ولكن بنسبة محدودة - يبني العشة في موضع مناسب في المزرعة عن طريق نصب خشب الأثل في شكل أعمدة تغطى بعدها بالعسبان. وتعد العشة ديوانية المزارع التي يقيم فيها مدة بقائه في المزرعة، ويستضيف فيها زواره، ويستريح فيها فترة القيلولة. وتزود بالمياه الباردة المعبأة بالقربة أو الزير وهو الشائع.
 
3 - استخراج المياه بالسانية: 
 
السانية هي الناقة التي تسحب الغُروب (الدلاء الكبيرة) الممتلئة بالماء من أعمـاق القليب (البئر) على ارتفـاع قامتـين أو أكثر حيث يضعها الساني (الرجل) في اللزاء (حوض الماء) لتتجمع في البركـة، ثم يُفجر في حقول المزرعة؛ لقد كانت هذه قصة إنسانية مخلوطة بالعرق والمعاناة والجهد  . 
 
4 - الصناعة البيئية:
 
أسهمت تلك الصناعة في تلبية احتياجات المجتمع المحلي، حيث يستفاد من جميع مخلفات النخيل في مستلزمات الحياة؛ ففيها أربع خامات وهي: الجذوع، والليف، والعسبان، والسعف (الخوص)، فمن الجذوع تسقف الأبنية وتصنع منها الأبواب والنوافذ كما يعمل منها زرانيق آبار السواني، ومن الليف تفتل الحبال وتصنع المكانس، وتكون العسبان غطاء للأسقف فوق أخشاب الأثل، ويستغل الخوص لعمل المهاف والحُصُر (فرش المجتمع في الماضي)، والسفر والزبلان والقفاف  .  وتحتفظ القرى السياحية بمثل تلك الصناعات البيئية ومنها قرية (جرين لاند) السياحية.
 
5 - الأكلات الشعبية:
 
يحتفظ بعض سكان القرى والأرياف في منطقة القصيم حتى اليوم بصناعة الأطعمة التي تعمل من المنتجات المحلية (الحبوب، الألبان، التمور) في صناعة الغذاء بعد طحن الحبوب على الرحى (كما كان سائدًا فيما مضى) لعمل خبز التنور، والحنيني، والمراصيع، والمطازيز  ، والجريش، والقرصان، والعصيدة. ويصنع من التمور: القشدة، والعبيط، والمحلى. أما مشتقات الألبان فيؤخذ منها: البقل (الأقط)، والسمن البلدي، والروب (الزبادي). وتجلب هذه المأكولات الشعبية إلى المهرجانات السياحية التي تقام في مدن القصيم، ويتم بيعها للزوار مما يمكّن السائح من الحصول عليها، خصوصًا أولئك الذين ليس لهم أقارب يعيشون في الريف.
 
شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook