الحياة الفطرية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحياة الفطرية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الحياة الفطرية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
تتميز الحياة الفطرية بالتنوع النسبي إلى حد ما، خصوصًا في محافظة الطائف وإلى الجنوب منها، نتيجة لتنوع بيئة السطح والمناخ. ويمكن تناول أهم سمات بيئات الحياة الفطرية في منطقة مكة المكرمة التي قد تلعب دورًا مؤثرًا في دعم مقومات النشاط السياحي في المنطقة وذلك على النحو الآتي:
 

 الحياة النباتية

 
أ) نباتات بيئة السواحل والشواطئ: 
 
يعد المانجروف من أكثر أنواع الغطاء النباتي انتشارًا في عدد من المواقع في مناطق البيئة الشاطئية في السبخات الملحية على شواطئ البحر الأحمر والجزر القريبة من الشاطئ. ويتأثر نمو غابات المانجروف التي تتكون من نباتين هما الشورى أو القرم ونبات القندل، بخصائص الساحل حيث ينمو في المناطق التي تحميها  الجزر والشعاب المرجانية من تأثير الأمواج. كما يتأثر كذلك بنوع المناخ فيكثر في البيئات الدافئة، إضافة إلى تأثرها بنشاط الإنسان. ولغابات المانجروف دور مهم يمكن استغلاله سياحيًا، فهي تنمو في تجمعات خضراء مكونة منظرًا طبيعيًا أخاذًا يفصل ما بين زرقة مياه البحر الأحمر من ناحية، والرمال الصفراء والذهبية للسهول الساحلية من ناحية أخرى. وتعد بيئات أشجار المانجروف من البيئات الصالحة لنمو وتكاثر أنواع متعددة من الحيوانات البحرية والأسماك والربيان. كما تعد مأوى وملاذًا آمنًا للطيور البحرية المستوطنة والمهاجرة. وهي من مناطق الجذب التي تستقطب المهتمين بمراقبة ومشاهدة الطيور والأحياء الأخرى. وينتشر هذا الغطاء النباتي في عدد من المواقع من ساحل منطقة مكة المكرمة على البحر الأحمر، وتزيد كثافته في الأجزاء الجنوبية القريبة من القنفذة والليث. كما ينتشر بعض الأنواع الأخرى من الأشجار والشجيرات قريبًا من الساحل مثل شجر الحمض، وأشجار النخيل في بعض المواقع.
 

نباتات بيئة السهول والتلال

 
على الرغم من فقر السهل الساحلي للغطاء النباتي بشكل عام، إلا أن هناك نوعين سائدين من الغطاء النباتي يتمثلان في الأشجار والشجيرات الدائمة، والنباتات الحولية. ويبدأ انتشار النباتات الدائمة من مستوى سطح البحر حتى ارتفاع 500م تقريبًا، وذلك في شكل شجيرات متناثرة تسود في مكان وتختفي في آخر مثل شجيرات العشر والسرح، ولكنها سرعان ما تزداد في كثافتها النسبية وتنوعها كلما اتجهنا شرقًا حتى أقدام الجبال وسفوح التلال المنخفضة. ومن أهم هذه الأنواع نباتات الغابات المدارية الشوكية التي تقع في الجزء الشرقي من سهل تهامة  ،  ومن ذلك أشجار الأكاسيا والسرح والسدر. كما تنتشر أشجار الأراك في السهول وعلى جوانب التجمعات الرملية.
 
أما النباتات الحولية في السهول فترتبط بمواسم الأمطار حيث يكتسي السهل الساحلي بحلة خضراء تجذب إليها السكان المحليين للتنـزه وإقامة المخيمات التي تستمر أحيانًا إلى عدة أسابيع. وترتبط بنباتات هذه البيئة النباتات التي تنمو في التجمعات والكثبان الرملية ومن أهمها الأرطى والغضا. ولهذا النوع من النباتات أهمية كبرى في الرعي وتربية الإبل التي أصبحت تقام لها تجمعات لحلبها على الطرقات خارج التجمعات العمرانية ويذهب إليها أعداد كبيرة سواء من مرتادي الطريق، أو السكان القريبين. وإلى الشرق والشمال الشرقي من منطقة مكة المكرمة تنتشر النباتات الصحراوية التي تتشابه إلى حد كبير مع نباتات السهول الساحلية، وتسود فيها أشجار الشوكيات والعشر.
 

نباتات الأودية

 
تنمو في الأودية أعداد كبيرة ومتنوعة من الأشجار والشجيرات من أهمها الأكاسيا  ،  وكذلك أشجار الأثل وأشجار السدر والطلح، بالإضافة إلى أشجار الدوم  والعشر وأعشاب الحمض. وفي الأمكنة التي تتوافر فيها المياه يوجد نبات الحلفاء بكثافة عالية، وهذا ما لوحظ في أعالي وادي الليث وفي وادي الحكاك ووادي حلي. أما الغطاء النباتي السائد على ضفاف الأودية التي تتجه إلى الشرق فلا يختلف كثيرًا عن نبات الأودية الساحلية إلا في قلة كثافته بشكل عام، وتضفي هذه الأشجار منظرًا طبيعيًا جذابًا لأولئك الباحثين عن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية. إضافة إلى ذلك، فإن لها بعدًا اقتصاديًا مهمًا يتمثل في إنتاج أجود أنواع العسل من أشجار الطلح والسدر وبعض الشجيرات الصغيرة والنباتات الحولية الأخرى.
 

نباتات المرتفعات الجبلية

 
يختلف الغطاء النباتي السائد في المرتفعات بنوعه وكثافته تبعًا لطبيعة المنطقة ولظروف الارتفاع والموقع. فنباتات التلال والمرتفعات المتاخمة للسهل الساحلي من الجهة الشرقية تتسم بالتخلخل وقلة التنوع ويغلب عليها الطابع الصحراوي، بل إن كثيرًا من الأمكنة جرداء من الغطاء النباتي. ولكن تزداد الكثافة والتنوع كلما اتجهنا شرقًا وإلى الأعلى حتى تبلغ أعلى مستويات الكثافة والتنوع على قمم المرتفعات ابتداءً من جنوب محافظة الطائف ومرورًا بميسان بلحارث حتى مركز القريع بني مالك الإداري على وجه الخصوص. وتعد غابات العرعر والزيتون البري وبعض أشجار الأكاسيا أهم أنواع الغطاء الشجري السائد في قمم المرتفعات. ومع انحدار المرتفعات باتجاه الشرق تبدأ كثافة الغطاء النباتي وتنوعه بالتناقص، وتبدأ الأشجار ذات الطبيعة الصحراوية بالظهور مرة أخرى. وقد أدى تميز المناطق المرتفعة بكثافة الغطاء النباتي إلى ازدياد أهميتها كعامل جذب مهم لدى السائح والزائر لهذه المناطق.
 
وتوجد في منطقة مكة المكرمة أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة، وكذلك محصولات الحبوب والخضراوات التي لها أهميتها الاقتصادية للسكان، ولها أهميتها كذلك للسياح والزوار.  وتعد محافظة الطائف من أشهر المحافظات على مستوى المملكة في إنتاجها من الفواكه خصوصًا العنب، الرمان، المشمش، التين، والتين الشوكي (البرشومي). وتشتهر بعض المحافظات بالتمور التي تعد من أهم محصولات الفاكهة في المملكة.
 
وتنتشر أيضًا زراعة النباتات العطرية ومنها: الفل والكادي والرياحين في عدد من المزارع وبخاصة في محافظة القنفذة، ويتم تسويقها غالبًا في الأسواق الشعبية المجاورة.
 
أما المحصولات الزراعية فتتم زراعة الحبوب ومنها الذرة الرفيعة والشامية والسمسم والدخن. وتقوم بعض الصناعات التقليدية على بعض هذه المنتجات خصوصًا عصر السمسم في بعض مناطق الساحل. كما يزرع الحبحب على مساحات واسعة من السهول الساحلية وغالبًا بعد مواسم سقوط الأمطار. ويمكن الاستفادة من موسم زراعة وجني ثمار الحبحب بوصفه أحد الجواذب إلى المكان حيث تنتشر الخضرة ويباع المنتج في الموقع.
 

 الحياة الحيوانية

 
لعل أول ما يشد انتباه السائح إلى منطقة مكة المكرمة، وإلى محافظة الطائف والأجزاء الجنوبية الغربية منها تحديدًا، وجود العدد الكبير من قرود البابون  . وتتركز هذه الحيوانات في الهدا والشفا وأماكن أخرى من الطائف والمناطق الجبلية المحيطة بها بوجه خاص. وتمثل تجمعات القرود في مركزي الهدا والشفا أحد عوامل الجذب. ويوجد في بعض أجزاء المنطقة أنواع من الذئاب والثعالب والضباع، على الرغم من تعرضها للقتل الجائر من الأهالي، وإن كان بعضها ليلي الحركة يقضي النهار في الجحور والمخابئ. وقد شوهدت الثعالب في أطراف بعض أحياء مدن وقرى المنطقة ومن ذلك مكة المكرمة والطائف وجدة.
 
أما في بيئة البحر الأحمر فيوجد أنواع من الثدييات مثل الدلافين وعرائس البحر والحيتان. كذلك يكثر وجود الطيور المختلفة في المنطقة، سواء تلك المستوطنة أو المهاجرة، وذلك على السواحل وفي الأودية. وتتميز منطقة مكة المكرمة بوجود محميتين، إحداهما بحرية والأخرى برية. أما المحمية البرية فهي محمية محازة الصيد التي تقع على بعد نحو 180كم شمال شرقي الطائف، وقد أعيد توطين عدد من الحيوانات والطيور فيها. وأما المحمية البحرية فهي جزيرة أم القماري، وتقع في البحر الأحمر جنوب غرب مدينة القنفذة وذلك على بعد 19كم تقريبًا من الساحل.
 
أما الحيوانات الأليفة التي يمكن للسائح مشاهدتها والاستمتاع بمنظرها أثناء تحركاتها وأثناء رعيها وورودها المياه فتأتي الجمال (الإبل) في مقدمتها.  وتنتشر في منطقتي السهل الساحلي والسهول الشرقية من المحافظة. كذلك توجد الأغنام والماعز التي يمكن مشاهدتها في أماكن متفرقة من المنطقة. وتوجد حدائق للحيوانات ومراكز للأبحاث بالمنطقة مثل: (مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، بسديرة جنوب الطائف)، ومن ذلك مزرعة هدى الشام التابعة لجامعة الملك عبد العزيز بمحافظة الجموم. كما يوجد بعض الاهتمامات الخاصة لتربية بعض أنواع الحيوانات أو الزواحف، ومن أمثلة ذلك مزرعة بدوي للثعابين بمكة المكرمة وتضم أكثر من 600 ثعبان من أنواع مختلفة.
 
شارك المقالة:
96 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook