الحياة الفطرية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الحياة الفطرية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الحياة الفطرية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
تعد الحياة الفطرية (النباتية والحيوانية) من أهم الجواذب السياحية العالمية، ولا سيما أن السياح يقدمون - أساسًا - من المدن؛ حيث البيئة المصطنعة التي تُفتقد فيها فطرية الأشياء؛ ما حمل كثيرًا من الدول إلى المحافظة على ثرواتها الطبيعية الحيوية، وفي منطقة جازان تشكل الأقاليم المناخية الثلاثة التي ذُكرت سابقًا ثلاث بيئات حيوية على النحو الآتي:
 
1 - البيئة الحيوية للإقليم الجبلي: 
 
بما أن الإقليم هو الأكثر أمطارًا في المنطقة، فهو أيضًا الأغنى من حيث النبات الطبيعي والحيوان الفطري، ويمكن تقسيمه إلى بيئتين رئيستين من حيث النبات الطبيعي:
 
أ) نباتات المرتفعات 1500م فأكثر:
 
تسود أشجار العرعر  في المنطقة، وذلك امتدادًا لسيادتها في مرتفعات جبال السروات، خصوصًا في القمم فوق 1800م، كما تنتشر أشجار الزيتون البري وأشجار الشث، والذفيرة، والجبر، والأعشاب، والأزهار البرية العطرية، مثل الكادي، والبعيثران. وفي منطقة جبال بني مالك وفَيْفَاء خصوصًا تسود أشجار السرو  ، والكافور، والتوت الأسود، إضافة إلى أشجار البلخ الضخمة الوارفة الظلال. تكون الأشجار غابات بديعة المنظر، مثل: غابات جبل طلان، وآل يحيى، وغابات جبال آل خالد، وآل سعيد، وغابات جبال الحشر، وفَيْفَا. كما تنتشر الأزهار وبعض النباتات الطبية والعطرية النادرة، مثل: السنامكة، والنعناع، والحنظل، والشيح، والحناء، والياسمين، والريحان، والأقحوان، والخزامى، التي تكسو السطح ألوانًا بديعة وروائح عطرية منعشة  . 
 
ب) نباتات المرتفعات أقل من 1500م:
 
تنتشر أشجار الآكاسيا الشوكية، مثل: السدر، والأثل، والطلح. وتكون أكثر كثافة على ضفاف مجاري الأودية، أما الحيوانات الطبيعية الكبيرة الحجم، مثل: النمور العربية، والفهود، والذئاب، والضباع، والكباش البرية، فقد تعرض معظمها إلى خطر الانقراض (وما تبقى منها التجأ إلى أكثر الأجزاء عزلة وبعدًا عن الإنسان)، وصارت السيادة للقرود، إضافة إلى الحيوانات الصغيرة، مثل: الأرانب، والضِبَاب، والفئران، والطيور المقيمة والعابرة، مثل: الصقور، والنسور، والبوم، وأعداد قليلة من الغزال الجبلي.
 
 
2 - البيئة الحيوية لإقليم السهل الساحلي:
 
يمكن تقسيمها إلى بيئتين:
 
أ) الشريط الساحلي السبخي:
 
بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في الماء والتربة تسود نباتات البيئة المالحة، فعلى الساحل مباشرة تنتشر غابات المانجروف (خصوصًا قرب مدينة جيزان) من نباتات الشورة، إضافة إلى نباتات الدلب والطرفا، وبالابتعاد عن الساحل تنتشر نباتات البلبل، والخريص، والعكرش، والمليح، وغيرها من النباتات الملحية.
 
تشكل نباتات البيئة الملحية هذه ملاذات آمنة للحيوانات البحرية، مثل: الأسماك، والسلاحف، والقشريات، إضافة إلى الطيور البحرية  ومنها: البط، والإوز، وطائر النورس  
 
ومن أهم أنواع الأسماك المنتشرة في ساحل منطقة جازان: أسماك الكنعد، والشعور، والبياض، والهامور، والزبيدي، والناجل التي تُعْمل منها مختلف الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، وتشكل جاذبًا سياحيًا لها، إضافة إلى القشريات من قبيل الربيان والإستكوزا.
 
ب) السهل الساحلي الأوسط:
 
تنتشر في مساحات كبيرة منه أشجار الآكاسيا مثل: الطلح، والسمر، والسدر، والأثل، والسلم، والمرخ، والسيال وغيرها، إضافة إلى شجيرات الآراك، ونباتات الحلفا وأعشابه، والتين الشوكي، والثمام، والتومان، والنباتات العطرية، مثل الفل والياسمين  .  وتكون الكثافة الشجرية أكبر على ضفاف الأودية، وبخاصة أشجار الدوم، والكافور، والفكس، والنيم، وتفصل بين الأودية مساحات واسعة تُعرف باسم الخبت (الخبوت جمع) تنعدم فيها الأشجار، وتستخدم مراعي للحيوانات الداجنة، مثل: الأبقار، والإبل، والحمير، والضأن، والماعز.
 
وقد قضى الإنسان على معظم الحيوانات الفطرية الكبيرة التي كانت تعيش في هذه المنطقة، في حين التجأ الناجي منها إلى الأمكنة الجبلية المتضرسة شرقًا، وتوجد طيور الحباري، والقطا، والقماري، وأنواع مختلفة من العصافير، وبعض الأرانب التي تتناقص أعدادها باطراد النمو العمراني.
 
3 - البيئة الحيوية لجزر فرسان:
 
يتباين الغطاء النباتي في الجزر من حيث النوع والكثافة، فعلى السواحل مباشرة توجد غابات كثيفة للمانجروف  ، ونبات الشورة  ، والقندل. وبعيدًا عن الشاطئ، وبخاصة قرب الأودية، توجد أشجار الحمض، والمليّح، والسويد، والشليل، والعكرش، والطلح، والبلسم، والحماز، والصبار، والسدر، والأراك، والدوح، وغير ذلك من أشجار الآكاسيا.
 
أما الحيوانات الفطرية فجزر فرسان غنية بها، خصوصًا منذ قيام محمية فرسان بمساحة 600كم  في عام 1409هـ / 1989م بوساطة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها. وقد ساعد الموقع المتوسط لجزر فرسان بين القارة الإفريقية الثرية بالحياة الفطرية الحيوانية والنباتية وبين شبه الجزيرة العربية في قارة آسيا بأن جعلها رابطًا أحيائيًا بين القارتين 
 
توجد في محمية فرسان وجزر السقيد وقماح وزفاف غزلان تختلف عن النوع المألوف في شبه الجزيرة العربية  ، وقد تكاثرت أعدادها؛ بفضل الحماية التي توافرت لها. كما توفر الجزر، خصوصًا غير المأهولة منها، بيئات طبيعية مثالية لعدد من أنواع الطيور المقيمة والعابرة والموسمية، ومن أهمها: طيور النورس، والبجع، والبلشون، وأبو ملعقة، والزقزاق، ومالك الحزين، والرخم، إضافة إلى العقاب النساري، والصقر الرمادي، والحدأة، والبوم، والقماري، والهدهد، وغير ذلك من الطيور، وبالطبع فإن فرسان غنية بأسماك البحر الأحمر بأنواعها المختلفة، وبخاصة سمك الحريد الذي تشتهر به، وتقام احتفالات خاصة لبداية موسم صيده، كما تُشاهد الدلافين في الخلجان، والسـلاحف البحرية، وبعض أنواع البرمائيات.
 
شارك المقالة:
199 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook