البيئات الساحلية والبحرية تحتضن كثيرًا من الأحياء البحرية، وتؤدي هذه الأحياء دورًا مهمًا ومؤثرًا في الاتزان البيئي للبحر الأحمر، إذ إن افتقاد أحد هذه الأنواع قد يؤدي إلى تدمير البيئة بأكملها. وهنالك كثير من الأحياء البحرية المهمة في منطقة عسير، ومن أهمها:

 

أ - سمكة الناجل (Plectropomus maculates Saddleback Grouper): 

 

سمكة الناجل ذات ألوان بهية زاهية، ويبدو فيها تغاير لوني كبير، يكون عادة برتقاليًا لامعًا إلى أحمر قانٍ مع وجود عدد كبير من النقط الزرقاء فاتحة أو مسودة اللون منتشرة على الجسم والزعانف ماعدا الزعنفة الحوضية، كما توجد خطوط زرقاء طولية على الرأس تمتد من الفم حتى نهاية غطاء الخياشيم. والزعنفة الظهرية بها 7 - 8 أشواك، ومن 10 - 12 شعاعًا طريًا. والزعنفة الشرجية بها ثلاث أشواك، ومن 7 - 8 أشعة طرية. وتعيش بين الشعاب المرجانية وفي الكهوف.

 

وتتغذى أسماك الناجل أثناء النهار في المياه الضحلة على الأسماك والقشريات والرخويات مثل الحبار. ويصل أقصى حجم بالنسبة إلى الطول الكلي 150سم.

 

وموسم التكاثر لسمكة الناجل خلال شهري إبريل ومايو، وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي عندما يبلغ عمرها سنتين.

 

ب - القرش الحوتي (Rhinocodon typus Whale Shark): 

 

يعد القرش الحوتي أكبر الأسماك في العالم، ويعيش حول العالم في المحيطات الدافئة من خط الاستواء إلى + 30 - 40 ْ.

 

وهو ليس حوتًا لأنه ليس من الثدييات ولا يتنفس الهواء الجوي. ولهذا النوع فم ضخم في مقدمة الرأس (ليس على الجانب السفلي من الرأس مثل معظم أسماك القرش) يصل عرضه إلى 1.4م، ورأسه مستوٍ وعريض وخطمه مستدير، وعيناه صغيرتان، وله خمسة خياشيم كبيرة محززة وزعنفتان ظهريتان، العلوية أكبر بكثير من السفلية، وزعنفتان صدريتان. وله علامات صفراء فاتحة مميزة على شكل أشرطة ونقاط عشوائية تنتشر على جلده الذي يصل سمكه إلى 10سم، ولونه رمادي غامق، وله ثلاث حافات بارزة تمتد على طول جانب جسمه. ويتغذى هذا الحيوان الضخم على العوالق حيث يصفي كمية هائلة من المياه المحملة بالهائمات ليتغذى عن طريق خياشيمه الضخمة أثناء سباحته. ويبلغ متوسط طول القرش الحوتي نحو 7.6م، والأنثى أكبر حجمًا من الذكر.

 

وأسماك القرش الحوتي بطيئة السباحة؛ إذ تصل سرعتها إلى أقل من 5 كيلومترات/ساعة، وتسبح عن طريق تحريك جسمها من جهة إلى أخرى، وليس بتحريك ذيلها. وأنثى القرش الحوتي بَيُوضٌ ولود، ويصل طول مولودها إلى 60سم، وتصل إلى مرحلة البلوغ عند الثلاثين عامًا. وتعيش لفترة من 100 - 150 سنة، وهي لا تؤذي السبّاحين، وفي العادة لا تبالي بالغواصين.

 

ج - سمكة المانتا (شيطان البحر) (Manta birostris Gint manta): 

 

سمكة المانتا من الأسماك الغضروفية، وهي مفلطحة وشبه دائرية. ولونها مميز من الجانب الظهري والبطني؛ حيث يكون لونها بنيًا أو رماديًا مائلاً إلى الزرقة، أو أسود من أعلى مع نهايات شاحبة، ولون أبيض من الأسفل. ولها ما يشبه الجناحين الصدريين وبروزان إلى الأمام في مقدمة الرأس، وهما امتدادان للزعانف الصدرية. وفمها كبير وعريض جدًا ومستطيل الشكل، ويوجد في مقدمة الرأس. ولها زعنفة صدرية كبيرة، وكل زعنفة رأسية تبلغ ضعف عرض قاعدتها، وتقع الخياشيم والعينان على جانبي الجسم حيث إن الخياشيم توجد على البطن. ويبلغ عرضها 2.2 ضعف طول الجسم، وذلك دون تضمين الفصين اللذين يشكلان الرأس. ويصل طولها إلى 10م، ووزنها 1400كجم. وطول الذيل مساوٍ لطول الجسم، ولها زعنفة ظهرية تقع في مقدمة المحور الصدري، ويبلغ ارتفاعها 83% من طول قاعدتها. ولديها أسنان في الفك السفلي فقط، وتتكون من 18 صفًا من الأسنان في وسط الفك، وتتناقص الصفوف من 12 - 14 صفًا باتجاه جوانب الفك، ولها نتوءات مخروطية ونتوءات محدبة مثل الحافات الموجودة والمنتشرة فوق الجسم والحوض والذيل وعلى جانبي الظهر والنسيج البني للجسم، في حين النتوءات المحدبة الموجودة على سطح بعضها تنتشر بشكل إشعاعي.

 

وتقطن المانتا البيئات القريبة من الشاطئ ومناطق الطحالب الموجودة على الجرف القاري أو قرب الشعاب والجزر، وأحيانًا توجد في المياه العميقة. وتتغذى المانتا على الهائمات البحرية، حيث تصفي العوالق من مياه البحر عند سباحتها. ولوحظ أنها تقفز خارج المياه وتعود إليها، ويعتقد أنها تقوم بهذه الحركة لجذب انتباه ذكور المانتا، أو أنه مجرد لهو، وبعضهم يرجع ذلك إلى محاولتها إبعاد الأسماك المتطفلة عن جسمها.

 

د - خيار الأمواج الحمراء (Actinopyga mauritiana White spotted Sea cucumber): 

 

هو حيوان يصل طوله إلى 30سم، له شكل أسطواني مع سطح سفلي مبطط يوجد فيه ثلاثة صفوف من الأقدام الأنبوبية وخمسة أسنان في الفتحة الإخراجية، ولونه أحمر غامق على السطح العلوي، ويعيش في القيعان الصلدة للشعاب المرجانية ذات الأمواج والتيارات القوية في أعماق تراوح بين 1 و 3م  .  وهو حيوان مسالم وذو عائد اقتصادي كبير.

 

ويتكاثر عن طريق قيام الإناث في موسم التكاثر بدفع البيض من المنسل إلى مياه البحر، ونظرًا إلى وجود مادة كيميائية في البيض فإنها تثير الذكور لدفع الحيوانات المنوية التي تنجذب بشدة إلى البيض، ويحدث الإخصاب عادة في المناطق الضحلة، وبعد الإخصاب تخرج اليرقات إلى المياه، حيث تكون في حالة هائمة تتقاذفها الأمواج في البحر عدة أشهر حتى تنمو خلالها إلى حيوانات صغيرة قادرة على الاستقرار في القاع، وتدفن نفسها في الرمال وتحت الصخور والطحالب. وهو حيوان بطيء الحركة؛ إذ تصل سرعته أدناها في الليل إلى 0.21 م/ساعة، وأقصاها في النهار إلى 0.4 م/ ساعة  

 

وتتغذى الصغار على الطحالب والأعشاب البحرية والمواد العضوية الموجودة في الرمال. وتنمو الصغار ببطء شديد، وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي بعد خمس سنوات، ويكثر هذا النوع في البرك بمنطقة عسير.