كانت الرعاية الاجتماعية قديمًا تُقدم تلقائيًا استجابة لدوافع الرحمة والشفقة، وكان مجتمع القرية أو القبيلة يسد حاجات أفراده الاجتماعية والاقتصادية والنفسية من خلال التكافل والتعاون، وعندما جاء الإسلام ثبَّت الرعاية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي وجعلهما من أهم الأسس التي ارتكزت عليها تعاليمه  ،  وقد أدرك ولاة الأمر أهمية بناء الإنسان القادر على العطاء فتوجهت الدولة نحو هذه الغاية فرصدت لها الأموال اللازمة، وجندت الكوادر المؤهلة، وأنشأت المؤسسات المختلفة في مجالات الخدمة الاجتماعية كلها، ووفرت المتطلبات الضرورية لكي تضطلع مراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية في المملكة بدورها الريادي في مساعدة الإنسان، وتطوير قدراته، وتذليل ما يعتري حياته من مصاعب.

 

ومن أهم مجالات الخدمات الاجتماعية وأكثرها تأثيرًا في حياة المجتمع المؤسسات الدينية، والرعاية الاجتماعية التي تعنى برعاية الطفولة والأمومة والأحداث والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، والجمعيات التعاونية، ومراكز التنمية والخدمة الاجتماعية، والمؤسسات الأهلية، والمؤسسات الخيرية التعليمية التي يظهر من خلالها مدى الجهد الذي يبذله المسؤولون في منطقة الرياض لخدمة الأهالي، ودور ذلك في تطوير المجتمع وتقدمه وتحقيق التنمية الوطنية الشاملة.

 

إن الرعاية الاجتماعية ذات مفهوم واسع، يشمل كل الأنشطة الإنسانية المنظمة الخاضعة لفلسفة محددة، نابعة من فكر المجتمع المدني وتراثه، وقد كانت الرعاية الاجتماعية تُقدم بطريقة تلقائية، غير منظمة، ولهذا فالتكافل الاجتماعي ليس أمرًا جديدًا على أهالي منطقة الرياض، شأنهم في ذلك شأن المجتمع السعودي كله؛ لأن الإسلام يحث دائمًا على تقديم العون والمساعدة والرعاية اللازمة لكل محتاج. ولقد حظيت المنطقة بعدد مناسب من المؤسسات الاجتماعية (الحكومية والأهلية) التي تقدم خدماتها وبرامجها الاجتماعية بطريقة علمية مؤسسية، برًا بالفقراء والمساكين، ورعاية للعجزة والمسنين، وتربية للأيتام، وتقديم العون للمحتاجين وغيرهم من ذوي الظروف الخاصة الذين تعجز إمكاناتهم ومواردهم الذاتية عن تلبية متطلباتهم، والتغلب على مشكلاتهم