الخدمات السياحية المساندة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الخدمات السياحية المساندة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الخدمات السياحية المساندة في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
لقد تبنت المملكة منذ عقود مضت مبدأ تنمية السياحة الداخلية لتحقيق مختلف الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة؛ إلا أن مؤسسية الإشراف على النشاط السياحي بالمملكة كانت موزعة على جهات حكومية وأهلية متعددة، حتى قيام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة بقرار مجلس الوزراء رقم 9 بتاريخ 12/1/1421هـ الموافق 17/4/2000م؛ مما حفز التدفق السياحي المبكر إلى المنطقة وجعلها المنطقة الرائدة في تفعيل الأنشطة السياحية، كما أنها دعت إلى تعميمها على المستويين المركزي والإقليمي. وفي عام 1401هـ/1981م أنشأت إمارة منطقة عسير أول إدارة تنفيذية للتطوير السياحي على المستوى الوطني. كما استضافت المؤتمر الأول لرجال الأعمال السعوديين الذي عقد في أبها عام 1407هـ/1987م، وانطلقت منه الدعوة إلى قيام المؤسسة السياحية على المستوى الوطني وفي المناطق الأخرى من المملكة.
 
وكانت المنطقة أيضًا سبّاقة إلى تحقيق تكاملية الجهدين الرسمي والشعبي في مجالات التنمية السياحية المختلفة، تمثل ذلك في إنشاء أول لجنة للتنشيط السياحي مشتركة بين القطاعين العام والأهلي، إضافة إلى إنشاء أول شركة وطنية للاستثمار السياحي، ويمكن تناول الخدمات السياحية المساندة على النحو الآتي:
 
 
أ - إدارة التطوير السياحي:
 
أقيمت أول إدارة تنفيذية للتطوير السياحي بإمارة منطقة عسير، في عام 1401هـ/1981م.
 
وقد حددت اختصاصات هذه الإدارة ومهماتها وأهدافها في الآتي:  
 
 معالجة الموضوعات المتعلقة بمشروعات الإنماء السياحي بالمنطقة وإبداء رأي الإمارة فيها.
 المشاركة مع الجهات ذات الاختصاص والتنسيق معها فيما يتعلق بمتابعة المشروعات السياحية وتنفيذها واقتراح الوسائل والطرق الملائمة لتحسين المتنـزهات الوطنية في المنطقة، والسبل الكفيلة بالعناية بها وجميع ما يتعلق بالخدمات العامة للمصطافين.
 
 عمل الوسائل وتعريف الزوار بالأمكنة السياحية والمتنـزهات والحدائق العامة والأمكنة الأثرية، وإطلاعهم على النهضة الإنمائية بالمنطقة، والعمل على تطوير تلك الوسائل.
 إصدار دليل إرشادي لأمكنة الاصطياف بالمنطقة، مزود بالخرائط والرسومات وعناوين أمكنة تقديم الخدمات التي يحتاجها السائح، مثل: المطاعم والفنادق، وأمكنة الاستراحة وغيرها، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
 
 اقتراح الوسائل الكفيلة بالمحافظة على الغابات ونظافتها، ومعالجة الموضوعات المتعلقة بحماية البيئة الطبيعية، مثل: الأمور المتعلقة بقطع الشجر الأخضر، والاعتداء على الغابات المخصصة متنـزهات عامة، وحماية أنواع الحيوانات والطيور من الانقراض؛ نتيجة صيدها والاعتداء عليها، والمشاركة في إعداد اللافتات الإرشادية واللوحات الإعلامية للأمكنة السياحية؛ لتوعية المواطنين والسياح بضرورة المحافظة على البيئة الطبيعية وجمالها، وعلى الحدائق والمتنـزهات ونظافتها.
 تقديم الاقتراحات والتوصيات والمشاركة في تأمين الخدمات العامة في أمكنة الاصطياف، وتزويدها بالإمكانات والأدوات والمرافق اللازمة للسائح.
 
 تقديم دراسات وتقارير دورية عن نشاط مواسم الاصطياف، وإيضاح السلبيات والإيجابيات في نشاط الجهات ذات العلاقة بالإشراف على الخدمات وغيرها بالمتنـزهات العامة وأمكنة الاصطياف.
 تقديم تقرير سنوي لأمير المنطقة ولوكيلها عن أنشطة الإدارة وما قدمته من خدمات.
 
 
ب - لجنة التنشيط السياحي:
 
دُعمت جهود إدارة التطوير السياحي بالإمارة بإنشاء أول لجنة للتنشيط السياحي في عام 1404هـ/1984م، في منطقة عسير، وعلى مستوى المملكة أيضًا، تضم في عضويتها أصحاب الخبرة والاختصاص من القطاعين العام والأهلي، ويرأسها أمير المنطقة نفسه.
 
وتهدف اللجنة إلى تحقيق الآتي:  
 
 التعريف بمنطقة عسير عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وعقد الندوات، وإلقاء المحاضرات، وإعداد الكتيبات التي تسهم في التعريف بالمنطقة.
 
 إقامة المحاضرات، واللقاءات، والبرامج، والمسابقات الدينية، والثقافية، والعلمية، والترويحية والرياضية، والفنية، والمسرحية.
 
 التنسيق مع إدارة التطوير السياحي بإمارة منطقة عسير والجهات ذات العلاقة على المستوى الحكومي والأهلي لإثراء برامج التنشيط السياحي.
 التعاون مع الجهات ذات العلاقة بتطوير المصايف والمنتجعات، ومتابعة كل ما يتعلق بتنمية تلك الأمكنة وتطويرها من إيصال الخدمات الأساسية ونظافتها والمحافظة عليها.
 تشجيع المحافظة على جمال الطبيعة، وعناصر البيئة المحلية، واعتماد برامج التوعية العامة.
 
 تكثيف الاتصال وتنمية العلاقة بالجهات المهتمة بتطوير السياحة الداخلية، ودعوتها للمشاركة مع اللجنة في التخطيط والتنفيذ لأنواع النشاط.
 
 تنمية قنوات الاتصال بالجهات ذات العلاقة بالجذب السياحي للمنطقة على مستوى المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
 تبادل الزيارات والأفلام الوثائقية الإعلامية مع الجهات ذات العلاقة بالإنماء السياحي داخل المملكة وخارجها.
 
 العمل على تنمية موارد اللجنة المالية بما يساعدها في تحقيق أهدافها.
وقد تكونت لجان فرعية للتنشيط السياحي في مدن المنطقة ومحافظاتها؛ في بيشة، ومحايل، ورجال ألمع، وظهران الجنوب، وتنومة، وبللحمر، وبللسمر، والنماص، والمجاردة؛ لتوسيع قاعدة النشاط والاستثمار السياحي وخريطته في منطقة عسير. وتعمل هذه اللجان بالتنسيق مع اللجنة العليا؛ وتعمل اللجان العليا والفرعية على تنسيق الموارد والإمكانات والجهود السياحية، وحفز الاستثمار السياحي، وتطوير الإرشاد السياحي، وإنجاح المواسم السياحية مع تقويم كل موسم ورصد الإنجازات والسلبيات والاستفادة منها في المواسم التالية. وترفع اللجان توصياتها إلى أمير المنطقة رئيس الجهاز التنفيذي بالمنطقة، وتعمل اللجنة العليا عبر أربع لجان اختصاص رئيسة داخلية هي: لجنة الخدمات السياحية، واللجنة الثقافية، ولجنة الإعلام والعلاقات العامة، ولجنة قافلة الترحيب بالسياح.
 
وتعمل اللجنة العليا بالتعاون مع اللجان الفرعية على إعداد حصر شامل لكل خدمات الإسكان السياحي؛ من نقل، وطعام، ورعاية صحية وتحديث وتحديد معايير الخدمات المقدمة ونوعيتها، بالإضافة إلى ضوابط تقديمها للسياح، كما تؤدي دور التنسيق بين اللجان الفرعية، وتعدُّ برامج المواسم السياحية وفعالياتها، كما تقوم بإعداد قافلة احتفالية بهيجة تطوف ببعض مدن المنطقة عند بداية موسم السياحة الصيفي للترحيب بالسياح.
 
وفي بداية عام 1419هـ/1998م أنشئ جهاز الأمانة العامة للجنة التنشيط السياحي بمنطقة عسير لتولي المهام الآتية:  
 
 قيادة التنمية السياحية بالمنطقة، من حيث التخطيط، والاستثمار، والتسويق السياحي؛ على كل المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مع تنشيط البرامج السياحية المختلفة في عسير بما يحقق دفعات كبيرة لمسيرة التنمية الشاملة بالمنطقة.
 العمل على تحويل السياحة في عسير من موسمية إلى سياحة مستمرة؛ بتخطيط الفعاليات وتنفيذها، لتحقيق الجذب السياحي على مدار العام.
ومن هذا المنطلق فإن مسؤولية لجنة التنشيط وطبيعة عملها تدور حول المحاور الآتية:
 تجميع البيانات والمعلومات السياحية وتحليلها، والعمل على الاستفادة القصوى منها.
 إعداد خطط التنمية السياحية بالمنطقة استنادًا إلى المقدمات والنتائج والإحصاءات الدقيقة، وبيان كيفية الاستفادة من الموارد المتاحة.
 إجراء البحوث والدراسات الاقتصادية المرتبطة بالتنمية السياحية.
 تشجيع فرص الاستثمار السياحي بالمنطقة، ودراسة تطوير المواقع والمقومات السياحية، وتقديم النصح والإرشاد في هذا الجانب.
 بحث معوقات الاستثمار، وتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين.
 إعداد الخطط التسويقية عن السياحة في عسير، وتكثيف الاتصالات في هذا المجال.
 المشاركة في المعارض والأسواق السياحية إقليميًا ودوليًا، وإبراز الأوجه الناصعة للسياحة في عسير.
 تخطيط المهرجانات والفعاليات السياحية وتصميمها طوال العام.
 تنمية الموارد المالية لتغطية المصروفات المختلفة.
 
ج - الشركة الوطنية للسياحة:
 
من أبرز مزايا السياحة أنها تتيح فرص الاستثمار في مجالاتها المتعددة لمختلف أحجام رؤوس الأموال، ولكن بالطبع كلما كبر رأس المال المستثمر كانت القدرة أكبر على تحقيق تنمية سياحية أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف السياحية المأمولة، وكانت الفرصة أفضل في الصمود في وجه أي منافسة؛ لذلك بادرت الإمارة بالدعوة إلى إقامة شركة وطنية (مقرها عسير) تختص بالاستثمار والتنمية السياحية، وقد لبى النداء كثير من المستثمرين على مستوى المنطقة والوطن كله، وأنشئت الشركة وباشرت عملها ابتداءً من عام 1410هـ/1989م حتى تجاوزت أصول الشركة 1280 مليون ريال  
 
ركزت الشركة جهودها في 66 منشطًا يشملها 14 مشروعًا سياحيًا سبقت دراسة جدواها الاقتصادية والإنمائية، شملت هذه المشروعات: الفنادق، والقرى السياحية، والمراكز السكنية الممتازة، والحدائق الترفيهية، والمطاعم. وأقامت الشركة - أيضًا - أربعة مشروعات للعربات المعلقة (التلفريك) مستفيدة من الطبيعة الجبلية للمنطقة، والمناظر الخلابة التي تعكسها للسائح من علُ، بوصفها أول مشروعات للعربات المعلقة بالمملكة ودول الخليج قاطبة، ومن هذه المشروعات: مشروع تلفريك السودة، والحبلة، وبحيرة سد أبها  في أبها الجديدة، وجبل ذرة أو الجبل الأخضر  . وتنفذ الشركة حاليًا مشروع المنتجع الساحلي على البحر الأحمر (منتجع الحريضة)، والمدينة الترفيهية بخميس مشيط، إضافة إلى خمسة مراكز سياحية في عدد من محافظات عسير تشمل: فنادق، ومطاعم، وخدمات ترفيهية  
وقد أسهمت مشروعات الشركة الوطنية للسياحة في تنمية ظهائرها الريفية والحضرية، وتوفير فرص عمل للأيدي العاملة الوطنية.
 
د - الغرفة التجارية الصناعية بأبها:
 
تعمل الغرفة في تعاون كامل مع إمارة منطقة عسير لدعم جهود التنمية السياحية بالمنطقة. وكانت مبادِرة في استضافة المؤتمر الأول لرجال الأعمال السعوديين بأبها وتنظيمه، وقد دعا المؤتمر إلى تنمية السياحة الداخلية في المملكة وإلى إنشاء جهاز إشرافي وطني للسياحة. كما تولت الغرفة من خلال " اللجنة السياحية " عددًا من الأبحاث والدراسات الفنية حول السياحة في المنطقة، ودراسات الجدوى الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية السياحية؛ بغرض تشجيع الاستثمار السياحي. وتنظم الغرفة أيضًا دورات في اللغات الأجنبية، والحاسوب، والإرشاد السياحي، وخدمات الاستقبال، والغرف، ودورات خاصة لسائقي سيارات الأجرة لتأهيل الشباب السعودي للعمل في مجالات السياحة المختلفة.
 
وتسهم الغرفة في تشغيل مراكز الاستعلامات السياحية على مدار الصيف، وتوظيف بعض الطلاب الجامعيين للعمل فيها؛ فخلال الموسم السياحي الصيفي تجهز 5 مراكز للإرشاد السياحي في مداخل مدينة أبها والمطار ومدينة خميس مشيط، توزع هذه المراكز المطبوعات والخرائط والأدلة السياحية على السياح، وتعرفهم بالبرامج والمواقع السياحية بالمنطقة.
 
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook