الخطاب الإسلامي في وسائل الاتصال التفاعلي

الكاتب: المدير -
الخطاب الإسلامي في وسائل الاتصال التفاعلي
"الخطاب الإسلامي في وسائل الاتصال التفاعلي

 

في عالم اليوم تعددت الوسائل التكنولوجية المعاصرة التي يجب توظيفها في تطوير الخطاب الإسلامي، والتي تتعدى أهميتها مجرد وجودها ومعرفة مسمياتها إلى أهمية وضع منهجية لاستخدامها وتوظيفها في الخطاب الإسلامي والإلمام الكامل بقدرتها، والإجادة التامة لتوظيفاتها ومهارات استخدامها بفاعلية، ومن أهم هذه الوسائل:

1- وسائل الاتصال التفاعلي، مثل: (منتديات الإنترنت - غرف المحادثة - المحمول - مؤتمرات الفيديو - الاجتماعات الإلكترونية - مواقع التواصل الاجتماعي).




2- وسائل الاتصال الجماهيري، مثل: (صفحات الإنترنت - الفضائيات - الإذاعات - الجرائد - المجلات).




3- وسائل الاتصال الشخصي، مثل: (رسائل المحمول - الصفحات الإلكترونية الخاصة - البريد الإلكتروني- الاجتماعات - الخطب - الدروس - الندوات - برمجيات الحاسب الآلي).

 

شكل رقم (2)

 

وسيتم التركيز على النوعين الأول والثاني حسب العرض التالي:

أولًا: وسائل الاتصال التفاعلي:

المقصود بوسائل الاتصال التفاعلي تلك الوسائل التي تقوم في فكرتها على مبدأ التفاعل بين طرفي الرسالة - المرسِل والمستقبِل - آنيًّا وفوريًّا، مثل: (منتديات الإنترنت - غرف المحادثة الآنية - التليفون المحمول - مؤتمرات الفيديو - الاجتماعات الإلكترونية - مواقع التواصل الاجتماعي)، فلقد أحدث هذا النوع من وسائل الاتصال ثورة حقيقية في التواصل البشري، وعلى القائمين على أمر الخطاب الإسلامي التبصر لآثارها، والعمل على توظيفها بأقصى سرعة؛ لأنها متطورة سريعة التغير، فما تكاد تتقن وسيلة منها حتى تفاجأ بصدور تحديث لها، أو لبرامج تشغيلها، أو لآليات استخدامها وتشبيكها مع ملحقات أخرى من أمثالها، ومن هذه الوسائل:

1) غرف الدردشة Chatting:

وهذه خدمة يطلق عليها أحيانًا: خدمة التحاور عبر الإنترنت، وتكتب بالإنجليزية Internet Rely Chat، وفي هذه الخدمة يتم التحاور بين الأشخاص باستخدام العبارات المكتوبة أو الرموز البصرية وتبادل الملفات الإلكترونية بجميع أنواعها، بصورة فورية، وهو ما يسمى بالتحاور الفوري المتتابع - أي: كأن شخصين يتحاوران وجهًا لوجه ولكن بالكتابة - حيث إن المحاور يشاهد مباشرة ما يكتبه الشخص الآخر، وتم تحديث إصدارات أخرى في الفترة الأخيرة تتيح التحاور بالاستماع الصوتي، وبالبث المباشر الفوري للصورة والصوت عن طريق تقنية الويب كاميرا Web Camera، وقد يستمر التحاور لساعات طويلة أحيانًا نظرًا لقلة كلفتها وسهولة استخدامها (6: 22).




أوجه الاستفادة منها لتطوير الخطاب الإسلامي:

1. تحاور الدعاة في المساجد والأماكن الخاصة بهم لتبادل الحوار حول موضوع معين من الموضوعات الدعوية ومناقشة الأنشطة الدعوية، وغير ذلك من الأمور، انطلاقًا من مبدأ التعاون على البر.




2. التحاور بين الدعاة والمدعوين حول استفساراتهم الدعوية واستفتاءاتهم الشرعية، إن كانوا مسلمين.




3. دعوة غير المسلمين للإسلام، ومحاورتهم بالحجة والبرهان، وتخصيص وقت لذلك.




4. استغلال الخصوصية التي يمكن أن تتيحها غرف التحاور هذه؛ حيث إنه بإمكانك - أخي الداعية - أن تدعو أحد المدعوين إلى غرفة تحاور خاصة لا يدخلها غيركما، مما يساعد بعض المدعوين الخجولين على مناقشة أمورهم الخاصة جدًّا، ويشجعهم على الرجوع عن ذنوبه ليدله الداعية على كيفية التوبة بإذن الله.




5. إمكانية توظيفها في الإدارة الدعوية، نظرًا لسرعة الاتصال عن طريقه، فحين استخدامها بين الإدارات الدعوية المختلفة في المساجد ووزارة الأوقاف والمناطق الدعوية بالمحافظات لإبلاغ التعليمات وحل المشكلات الدعوية ومتابعة العمليات الدعوية من بعد.




6. إمكانية استغلال تطورها المتتابع؛ حيث إن هذه التقنية الآن أضيفت إليها تقنية الصوت المتبادل، فتستطيع التحاور بالكلام بدلًا من الكتابة، وهذا أفضل، وتستطيع التحاور بالمواجهة الآنية والبث المباشر عبر كاميرا التحاور Weep Camera، وهذا رائع وجيد إذا ما وظفت بطريقة صحيحة وشرعية.




2) المنتديات ومجموعات المناقشة Discussion Groups:

تستطيع آلاف الأجهزة من أجهزة الكمبيوتر استقبال الأخبار والاطلاع على المناقشات من مختلف المجالات في مجموعات حوارية، وعند تقديم هذه الخدمة فإن المعلومات ترتب ترتيبًا هرميًّا حسب تاريخ ووقت المشاركة، وغالبًا ما تمر هذه المشاركات على شخص مراقب Operator من قبل الجهة صاحبة الموقع، وحسب الاتجاه المتبنى في هذه المجموعات فإنه غالبًا ما يطلب المراقب وبلطف من المشاركين عدم الخروج عن موضوع المناقشة، وفي مجموعات المناقشة هذه غالبًا ما يستطيع مشاركو كل مجموعة من الرد كتابة على بعضهم البعض، وتنقسم هذه المجموعات وتتنوع حسب موضوع المناقشة، وقد تكون مناقشات دينية، أو علمية، أو تربوية، أو فنية، أو رياضية... إلخ (6: 88).




أوجه الاستفادة منها لتطوير الخطاب الإسلامي:

1- توسيع دائرة التحاور والتعارف بين الدعاة والمدعوين، وتكوين صداقات عبر جميع دول العالم، وتكوين وإنشاء نقاط دعوية في هذه الدول تباشرها من مكانك وتناقش معهم البرامج الدعوية المختلفة، وهذا من باب الدعوة إلى الله بالحكمة.




2- استغلالها في درء الشبهات المثارة حول قضايا الإسلام المختلفة، سواء بين المسلمين من الشباب أم المدسوسة عليهم من أعداء الإسلام، وبالتالي يمكن تكوين مجموعات من الدعاة للولوج إلى الشبكة للتحاور في وقت واحد؛ من أجل إقناع هذا المعتدي، وإفساد سمه المدسوس على شباب الأمة.




3- توعية الشباب المسلم الذي أدمن المنتديات وساحات الحوار الإلكترونية، وقضاء الساعات الطوال بلا طائل منها غير السفسطة والجدال والترهات، إلا ما رحم ربي.




3) المؤتمرات من بعد Teleconference:

من أعظم الخدمات التي يمكن أن تقدم عبر الإنترنت: عقد المؤتمرات من بعد، حيث تمكن هذه الخدمة المستخدمين في أماكن مختلفة من رؤية بعضهم البعض مع سماع أصواتهم من خلال أجهزة الكمبيوتر، ويعتبر مؤتمر الكمبيوتر من بعد صورة متقدمة للبريد الإلكتروني، حيث يتمكن المؤتمرون من تبادل الحوار والرسائل في شكل مجموعات، ولا يتطلب ذلك بالضرورة أن يوجد الأفراد في نفس المكان وفي نفس الوقت في كل مرة، كما لا يتطلب أن يشتركوا في المؤتمر في وقت محدد - وإن كان وجودهم في نفس الوقت على الأجهزة يعد أكثر فاعلية - كما يستطيع المؤتمرون تخزين رسائلهم على أجهزة الكمبيوتر لاسترجاعها في أوقات لاحقة (271:23).




وفي نهاية المؤتمر يقوم أحد الأفراد، الذي يتولى أمين سر المؤتمر، بإعداد التقرير النهائي وتوزيعه على الأفراد المشاركين لكي يدلوا بتوجيهاتهم، ومن ثم نشر نتائجه عبر شبكة الإنترنت، وقد تفيد هذه الخدمة كثيرًا مجال الدعوة الإسلامية إذا ما أحسن توظيفها، فعن طريقها يمكن الاستفادة بجميع الخبرات العالمية والخبراء المتخصصين في مجال التعليم الدعوي، وعقد مؤتمر إلكتروني من بعد فيما بينهم لحل مشكلة علمية أو دعوية ما، دون أن يتكلف أي من هؤلاء الخبراء والعلماء مشقة الحضور والسفر إلى بلد ما.




أوجه الاستفادة منها لتطوير الخطاب الإسلامي:

• التواصل الحي بين المخاطب أو بينهم وبين المخاطبين.




• التفاعل بين أطراف العملية الدعوية للوصول إلى الغايات المطلوبة.




• التكامل بين الصوت والصورة الذي يحدثه استخدام هذه الخدمة من الأشياء الهامة التي تساعد على الاستيعاب والفهم الجيد لجميع محاور الاجتماع، مما يؤدي إلى تحقيق أهدافه بكفاءة.




• التحاور الجيد والفعال حول وجهات النظر المختلفة، مما ينشئ جوًّا من الأُلفة والتواصل المطلوب، والذي لا غنى عنه في حقل الدعوة.




• الاجتماع والتناظر مع أعداء الإسلام في وجود المستهدفين من أجل إظهار الحق وإزهاق الباطل.




• الاتصال بالأقليات المسلمة في أماكن وجودهم حول العالم لمناقشة مشكلاتهم وفقه واقعهم.




• الاستفادة من تجارِب الآخرين، ومن التطورات العلمية التي تحدث في دول أخرى، وسماع ومشاهدة تأثيراتها ونتائجها، مما ينشئ وعيًا كاملًا بهذه المستحدثات، وتساعد على تطبيقاتها في بلادنا عمومًا، وفي حقل الدعوة على وجه الخصوص.




4) مواقع التواصل الاجتماعي:

لقد أصبحت لدى المستخدم العادي الآن القدرة على التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) نظرًا لسهولة استخدامها، مما عظم تأثيرها، ومن أشهر هذه المواقع الآن Facebook،tweeter ولعل ثورة 25 يناير المصرية أبرز دليل على أثر هذه المواقع؛ فقد استخدمت في تهيئة الشباب وتجميعهم وحشد توجهاتهم حول أهداف الثورة، وما زالت هذه المواقع موظفة، بل زادت استخداماتها والاعتراف بها بشكل عملي، مما جعل الجهات الرسمية في معظم دول العالم تدشن لها صفحات خاصة على هذه المواقع.




أوجه الإفادة منها في الخطاب الإسلامي:

1- سرعة التواصل مع فئة الشباب الذين هم محل اهتمام وبؤرة تركيز الخطاب الإسلامي المعاصر.




2- قوة التأثير في عقول الشباب وتوجهاتهم.




3- الوجود الحي المباشر بين الجماهير؛ مما يشعرهم بأهمية هذا الخطاب.




4- استمرارية التواصل والوجود والتأثير، فلا يكون الخطاب الإسلامي موسميًّا، كما هو الحال الآن، ولا مناسبيًّا (في المناسبات)، كما كان الحال سابقًا. (يتبع).




المصدر:

«من بحث توظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرة في تطوير الخطاب الإسلامي - مؤتمر اتحاد علماء المسلمين 2012»


"
شارك المقالة:
35 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook