الخطوط الأساسية لعلاج ما قبل الإرجاج

الكاتب: د. ايمان شبارة -
الخطوط الأساسية لعلاج ما قبل الإرجاج.

الخطوط الأساسية لعلاج ما قبل الإرجاج.

لا زالت السببيات الدقيقة للمرض غامضة حتى الآن، وهذه المتلازمة هي مجموعة من الأعراض، وليس مسارها واحداً في جميع الأحوال، وهي ترافق الحمل في الإنسان والقرود المتقدمة في التطور، وهما كائنان تميزهما وضعية الانتصاب، وتختفي الآفة تلقائياً في نهاية الحمل أو في غضون 48 ساعة بعد الولادة، وتذكر حديثاً حالات نادرة من الإرجاج الكامن تحدث فيها النوب الاختلاجية في وقت متأخر نحو 8 ـ10 أيام بعد الوضع.

خطوط المعالجة: هنالك خطان رئيسيان للمعالجة:

الراحة في السرير، مع الراحة الذهنية بالتهدئة بدءاً بالطمأنة اللفظية وانتهاءً باستخدام مشتقات المورفين.

إنهاء الحمل بتوقيت ملائم: وتجرى لهذا الموازنة بين الخداج ومخاطره من جهة واستمرار الحمل مع ما يمكن أن تمثله البيئة ضمن الرحم من مخاطر من جهة أخرى.

1 ـ علاج ما قبل الإرجاج الخفيف:

العلاج الأساسي لما قبل الإرجاج بنوعيه الخفيف والشديد هو إنهاء الحمل؛ ولكن تُعالج بعض حالاته الخفيفة علاجاً محافظاً حين تكون سن الحمل مبكرة لخطورة الخداج على الوليد. ويشمل العلاج المحافظ مراقبة الحامل دورياً ومناطرة الجنين دورياً كذلك.

المعالجة العرضية: مع العلم أن إمراض الحالة مستمر؛ فإن ما تتوخاه المعالجة هنا السيطرة على الأعراض لتجنب المزيد من المضاعفات في الحامل وفي الجنين.

يتضمن التدبير ما يلي:

أ ـ النظام الغذائي: حمية قليلة الملح مرتفعة البروتين مع محتوى عالٍ من الڤيتامين.

ب ـ الأدوية الخافضة للضغط، وأكثرها استخداماً:

 ـ الميتيل دوبا.

 ـ حاصرات أقنية الكلسيوم وحاصرات بيتا.

ج ـ المعالجة الداعمة المتضمنة سلفات المغنزيوم. والهدف من إعطائها هو الوقاية من الإرجاج لا خفض الضغط.

د ـ يجب إعطاء الديكساميتازون للحامل لإنقاص حوادث قصور الرئة والنزوف الدماغية في الجنين.

استقصاءات ما قبل الإرجاج

 ـ تحليل البول.

 ـ جمع بول 24 ساعة (البروتين الكلي وتصفية الكرياتين).

 ـ تعداد الدم الكامل.

 ـ الفحوص الدموية اللازمة.

 ـ تركيز البولة في البلازما.

 ـ وظائف الكبد.

 ـ زمن النزف والتخثر.

 ـ التقييم بالصدى والدوبلر (حجم الجنين ـ حجم السائل الأمنيوسي ـ السيماء الفيزيائية الحيوية).

2 ـ علاج ما قبل الإرجاج الشديد

إن إنهاء الحمل هو حجر الأساس في معالجة ما قبل الإرجاج الشديد.

يتابع المريضة فريق مؤلف من الطبيب المولد وطبيب التخدير وطبيب الأطفال.

يمكن تقسيم خطة التدبير إلى مجموعات، ويمكن القيام بما تتضمنه تلك المجموعات على نحو متزامن أو متتابع، وتلك المجموعات هي:

أ ـ الأدوية المضادة للاختلاج:

 ـ الدواء الأمثل هو سلفات المغنزيوم: الجرعة البدئية هي 4 غرامات عن طريق الوريد و5 غرامات عن طريق العضل في كل ألية متبوعة بـ 4 غرامات عن طريق العضل في كل ألية بالتناوب كل 4 ساعات، وتصل الجرعة اليومية إلى 20 ـ24 غراماً.

تتم مناطرة الانسمام بسلفات المغنزيوم لتحقيق: معدل تنفسي لا يقل عن 18/دقيقة، ووجود منعكسات الركبة والكاحل وعلى ألا يزيد مستوى المغنزيوم في المصل على 10ميلي مكافئ/ل. وإذا لم تتحقق إحدى هذه العلامات توقف الجرعة التالية.

 ـ الدرياق هو غلوكونات الكلسيوم 10% (10 ـ20مل ببطء عبر الوريد).

آلية العمل: أثبتت سلفات المغنزيوم قدرتها على علاج هذه الحالات بفضل: الإحصار العصبي العضلي والتركين القشري ومعاكسة الوذمة الدماغية وعامل خافض للضغط (ولكن لا تستعمل سلفات المغنزيوم خافضاً للضغط).

ب ـ خافضات الضغط:

 ـ الهيدرالازين يعطى بالوريد، وله تأثير سريع (موسع للأوعية المحيطية).

 ـ اللابيتالول (حاصر بيتا وألفا) يعطى وريدياً، ويؤثر في 5 ـ15 دقيقة، وهو الدواء الأكثر استعمالاً في الوقت الحاضر.

 ـ المدرات حين وجود وذمة رئة.

ج ـ إنهاء الحمل:

 ـ بعد أن تستقر حالة المريضة تؤخذ مسألة إنهاء الحمل بصورة جدية (إذا لم تكن المريضة بحالة مخاض) باللجوء دون تردد إلى القيصرية، وتبلغ نسبة القيصرية هنا 60 ـ80%.

 ـ إذا كانت المريضة بحالة مخاض فعال يقصَّر أمد المرحلة الثانية منه باستخدام الملقط أو المحجم.

 ـ متابعة مراقبة العلامات الحيوية حتى مضي 48 ساعة على الولادة، ثم تخرج المريضة.

 ـ تعطى سلفات المغنزيوم مدة 24 ساعة بعد الولادة.

الإنذار:

 ـ معدلات الوفيات في الحامل أقل من 2%.

 ـ ووفيات الأجنة حوالي الولادة أقل من 8%.

3 ـ علاج الإرجاج:

حين حدوث نوبة إرجاج يجب اتخاذ التدابير التالية الخاصة بالإرجاج، وبعد السيطرة على النوبة تعالج المريضة كما في حالة الإرجاج الشديد:

أ ـ من الأمور بالغة الأهمية التي يجب أن يبدأ بها: المحافظة على طريق الهواء حراً ومص المفرزات ووضع القثطرة البولية مع توفير الحماية من السقوط عن السرير.

ب ـ الأدوية المضادة للاختلاج: الدواء الأمثل هو سلفات المغنزيوم. إذا لم تتم السيطرة على النوبات يعطى الـ البنتوثال صوديوم 5 ـ10% بمقدار 0.5 ـ1غرام وريدياً مع توافر الاستعدادات لإجراء التنبيب الرغامي مع إعطاء مرخٍ عضلي وتطبيق التهوية المضبوطة إن استدعى الأمر أو من دون ذلك.

ج ـ الأدوية الداعمة:

 ـ سلفات الأتروبين لتجفيف مفرزات السبيل التنفسي.

 ـ الصادات عبر الوريد أو عن طريق العضل.

 ـ الديجوكسين عن طريق الوريد إذا ظهرت علامات قصور القلب.

 ـ الإماهة عن طريق الوريد مع تجنب المحلول الملحي.

وبعد السيطرة على نوبة الإرجاج واستقرار المريضة ينهى الحمل كما في حالة ما قبل الإرجاج الشديد.

تُعالج حالات الذهان والهوس التاليين للإرجاج على نحو محافظ، وعادة ما تلاحظ استجابة جيدة في غضون أسابيع.

شارك المقالة:
86 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook