الداء السكري والحمل

الكاتب: د. ايمان شبارة -
الداء السكري والحمل.

الداء السكري والحمل.

إذا كنتِ مصابة بمرض السكري — النوع الأول أو النوع الثاني — فإن الحمل يمثل تحديات فريدة. فيما يلي بعض الاقتراحات للترويج لحمل صحي مع مرض السكري وولادة طفل سليم.

الحمل مع مرض السكري: فريق الرعاية الصحية

من المحتمل أن يشتمل فريق الرعاية الصحية الخاص بمرض السكري على اختصاصي الغدد الصماء أو اختصاصي آخر في مرض السكري، ومعلم لمرض السكري، واختصاصي نُّظم غذائية مسجل، واختصاصي عيون. مع تقدم الحمل، يمكن لفريق الرعاية الصحية مساعدتك في إدارة مستويات السكر في الدم وضبط خطة لعلاج مرض السكري حسب الحاجة.

خلال الحمل، يشمل فريق الرعاية الصحية الخاص بك طبيب توليد يمكنه مساعدتك في إدارة مرض السكري في أثناء الحمل، ويعلمك عن المضاعفات المحتملة التي يجب الانتباه إليها ويطلب اختبارات خاصة طوال فترة الحمل.

الهدف: إدارة السكر في الدَّم بعناية

الحفاظ على نسبة السكر في الدَّم في النطاق المستهدف قبل وأثناء الحمل هو أفضل شيء يمكنكِ القيام به لكِ ولطفلكِ. التحكم الجيد في مستوى السكر في الدَّم أثناء الحمل قد يجلب الآتي:

  • يقلل من مخاطر الإجهاض التلقائي والإملاص. تقلل الإدارة الجيدة لسكر الدَّم من خطر الإجهاض التلقائي والإملاص. فمرضى السكري غير المنضبط معرضون لخطر الإجهاض التلقائي والإملاص بنسبة أكبر.
  • يقلل مخاطر الابتسار. كلما تحكمتِ في مستوى السكر في دمك، كنتِ أقل عرضة للمخاض المبكر.
  • يقلل مخاطر العيوب الخلقية. يقلل التحكم الجيد في مستوى سكر الدَّم خلال بدايات الحمل وأثناءها كثيرًا من مخاطر إصابة طفلك بعيوب خلقية، لا سيما العيوب التي تؤثر على الدماغ والعمود الفقري والقلب.
  • يقلل مخاطر النمو الجنيني المفرط. إن وجود مستويات عالية من السكر في الدَّم بشكل مستمر يتيح للجلوكوز الإضافي عبور الـمَشيمة، ما قد يجعل طفلك أكبر بكثير من المتوسط (ماكروموسيا الجنين). يصعِّب الطفل الكبير الحجم من الولادة المهبلية، ما يزيد من مخاطر الخضوع للولادة القيصرية ويعرض الطفل لخطر الإصابة خلال الولادة.
  • منع حدوث مضاعفات للأم. إن إبقاء نسبة السكر في دمكِ في النطاق المحدد يقلل من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية والعدوى الفطرية. وربما يُجنّب مضاعفات مرض السكري الأخرى كأمراض الكُلى.
  • منع حدوث مضاعفات للطفل. أحيانًا ما ينخفض مستوى السكر في الدَّم (نقص سكر الدَّم) لدى أطفال الأمهات المصابات بداء السكري بعد ولادتهم بفترة قصيرة بسبب ارتفاع إنتاج الأنسولين لديهم كثيرًا. من الممكن أن يساعد التحكم الجيد في مستويات السكر في الدَّم على جعل مستوى السكر في الدَّم صحيًا لدى طفلِك بالإضافة إلى مستويات الكالسيوم والماغنسيوم في الدَّم.

    تساعد الإدارة الجيدة لسكر الدَّم أيضًا في منع مشاكل التنفس وتغير لون جلد طفلك وعينيه إلى الأصفر (اليرقان) بعد الولادة.

خطة العمل

سيساعدك فريق الرعاية الصحية لمرض السكري في تحديد نطاق سكر الدم المستهدف لديك. بعد ذلك، سوف تتوصلون إلى خطة علاج مرض السكري الخاصة بك معًا، والتي من المحتمل أن تشمل:

  • فحص نسبة السكر في الدم باستمرار. يمكن أن تساعدك المراقبة المستمرة لسكر الدم في منع انخفاض سكر الدم وارتفاعه (زيادة الجلوكوز). يُعَد التحكُّم في مستوى سكر الدم هو الطريقة المثلى لتعزيز الحمل الصحي ومنع مضاعفات مرض السكري. اسألي طبيبك إذا ما كانت المراقبة المستمرة للغلوكوز (CGM) قد تكون خيارًا أفضل لتتبع نسبة السكر في دمكِ خلال فترة الحمل.
  • مراجعة الأدوية الخاصة بك مع طبيبك. سيناقش مزوِّد الرعاية الصحية الخاص بكِ أفضل الأدوية لمرض السكري وأي حالات أخرى لديكِ خلال فترة الحمل. في حين أن بعض أدوية السكري آمنة للاستخدام في أثناء الحمل، فإن أدوية أخرى لم تُدرَس جيدًا. ناقشي أدويتك مع مزوِّد الرعاية الصحية الخاص بكِ قبل التوقُّف أو الاستمرار في تناوُلها. إذا كنتِ أيضًا مصابة بارتفاع ضغط الدم، فإن بعض الأدوية — مثل مثبِّطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين — لا تُعَد آمنة في أثناء الحمل.
  • إضافة أدوية في أثناء الحمل. بدايةً من الثلث الثاني من الحمل، يُوصى باستخدام جرعة منخفضة من الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهو نوع من مضاعفات الحمل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
  • التحلي بالمرونة. إذا كنتِ تتناولين الأنسولين، فستحتاجين إلى ضبط جرعتكِ حسب مستويات السكر في دمكِ، وما تأكلينه، سواء أكنتي تتقيئين، وعوامل أخرى مختلفة. تؤثر مرحلة الحمل على احتياجاتك من الأنسولين أيضًا.

    في بداية الحمل، ستحتاجين على الأرجح إلى الأنسولين أقل من المعتاد. لكن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، يمكن للهرمونات التي تصنعها الـمَشيمة لمساعدة الطفل على النمو أن تمنع تأثير الأنسولين في جسمك. نتيجة لذلك، قد تحتاجين إلى الأنسولين أكثر من المعتاد لمواجهة هذه المقاومة.

  • الاستعداد لحالات الطوارئ. إذا لم يكن لديكِ بالفعل جلوكاجون في متناول اليد، فاطلبي من طبيبك أن يكتبه لكِ في وصفة طبية. الجلوكاجون هو هرمون يمكنه رفع مستوى السكر في الدم بسرعة إذا انخفض بشكل خطير.
  • اتباع نظام غذائي صحي. قد يحتوي نظامك الغذائي للسكري على الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. على الرغم من أنك تستطيعين تناوُل الأطعمة نفسها في أثناء الحمل، فقد يقترح مزوِّد الرعاية الصحية أو اختصاصي النُّظم الغذائية المسجَّل، إجراء تغييرات في خطة وجباتك لمساعدتك على تجنُّب المشاكل في انخفاض سكر الدم أو ارتفاعه. كما أنه من المهم تناوُل فيتامينات خلال الحمل بها حمض الفوليك.
  • التحكُّم في زيادة الوزن. تحدَّثي مع مزوِّد الرعاية الصحية الخاص بكِ عن مقدار زيادة الوزن المناسب في أثناء الحمل. سوف يختلف ذلك تبعًا لوزنكِ قبل الحمل.
  • اجعلي الأنشطة البدنية ضمن روتينك اليومي. احصلي على موافقة مزوِّد الرعاية الصحية على ممارسة التمارين، ثم اختاري الأنشطة التي تتمتعين بها. اجعلي هدفك ممارسة الرياضة الهوائية المعتدلة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا.

    إذا كنتِ لم تمارسي أي تمارين لفترة من الوقت، فابدئي ببطء. افحصي نسبة السكر في الدم قبل وبعد أي نشاط؛ خاصةً إذا كنتِ تتناولين الأنسولين. قد تحتاجين إلى تناوُل وجبات خفيفة. أو اطلبي من مزوِّد الرعاية الصحية تعديل أدويتك قبل التمرين للمساعدة في منع انخفاض سكر الدم.

  • جدولة الفحوصات المنتظمة خلال الحمل. قد يُوصي مزوِّد الرعاية الصحية بمواعيد طبية سريرية واختبارات فحص خلال الحمل بمعدل أكبر لمراقبة نمو جنينك وتطوره.

تذكَّري أن فريق رعايتك الصحية موجود ليساعدك على إدارة مستوى سكر الدم ومنع المضاعفات. إذا كانت لديكِ أسئلة أو مخاوف، فلا تترددي في طلب المساعدة.

المخاض والولادة: ما المتوقع

سوف يساعدكِ فريق الرعاية الصحية في تحديد أفضل وقت وأكثر السبل أمانًا لولادة طفلك. في بعض الأحيان يُسمح للولادة أن تبدأ بشكل طبيعي. وفي حالات أخرى، قد يستلزم الأمر تحفيز الولادة للحد من خطر حدوث مضاعفات.

خلال الولادة، سوف يراقب فريق الرعاية الصحية سكر الدَّم عن كثب ويعدّلون من جرعة الدواء تبعًا لذلك. إذا كان حجم الطفل كبيرًا جدَّا أو لم تنجح عملية المخاض أو حدثت مضاعفات، فقد تحتاج الأم لإجراء عملية قيصرية.

بعد الحمل، سوف يتحوَّل انتباهك إلى طفلكِ، ولكن يظل من الضروري أن تعتني بنفسكِ أيضًا. استمري في فحص مستوى سكر الدَّم بشكل دوري وخاصة إذا كنتِ سترضعين طفلكِ طبيعيًا. فإن المحافظة على صحتكِ هي أفضل شيء يمكن أن تقدميه لطفلكِ.

شارك المقالة:
176 مشاهدة
المراجع +

موقع : mayoclinic

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook