الداعية والرد على الشبهات والضلالات

الكاتب: المدير -
الداعية والرد على الشبهات والضلالات
"الداعية والرد على الشبهات والضلالات

 

من أصول أهل السنة والجماعة المأخوذة من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الأمة؛ الرد على المخطئين في المقالات والأحكام، وبيان ضلال المنحرفين في الاعتقادات والأعمال من أهل الإسلام، وكذلك الرد على خصوم الإسلام الطاعنين في القرآن أو السنة أو شريعة من شرائعه، أو فريضة من فرائضه، ونحو ذلك من أضاليلهم وتحريفهم، وبيان وجه الصواب في هذه الأمور بالقول البين والبرهان القاطع، دون فحش في العبارة أو شيء من الهمز أو اللمز ولو بالإشارة، فإن الفحش في القول وغمط الناس ورد الحق إذا جاء على لسان الخصم ليس من منهاج أهل السنة والجماعة، بل هم يقبلون الحق ويحترمون حرمات الخلق ويحكمون بالحق ولو على الخصم، عملًا بقوله تعالى: ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ? [النساء: 135]

 

وقوله تعالى: ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ? [المائدة: 8]أ، ومن الجور والبغي الحكم على النيات وتحميل العبارات ما لا تحتمل.

 

وكم في القرآن العظيم من الآيات المحكمات المتضمنة الرد على ما أثاره الملأ المستكبرون من أهل الكتاب والمشركين من شبهات حول القرآن، وافتراءات على الرسل عليهم الصلاة والسلام عامة، والنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وكذلك اعتراضات المنكرين للبعث أو القادحين في شيء من الأحكام، وكل ذلك ببراهين ساطعة وحجج قاطعة دون تسمية لشخص أو تعيير أو تشهير، لأن المقصود إظهار الحق، وكشف الشبهة ورد الضلالة وإقامة الحجة وهداية مريد الحق لبغيته، وبيان ضلال الضال ووجه ضلالته.

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينكر أخطاء الناس وجهالاتهم دون أن يسميهم أو يشهر بهم ـ إلا في أحوال نادرة تقتضي ذلك ـ بل يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا أو من شأنهم كذا، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا[1]، وعند الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليبغض الفاحش البذيء»[2]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله لعائشة رضي الله عنها: «إن شر الناس من تركه الناس ـ أي: ابتعد عنه الناس ـ اتقاء فحشه»[3].

 

وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»[4]، وفيهما عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يرمي رجل رجلًا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك »[5]، وفي الترمذي عن ابن مسعود رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»[6]، وفيه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما كان الفحش في شيء إلا شانه»[7].




[1] أخرجه البخاري برقم (3559)، ومسلم برقم (2321).

[2] أخرجه الترمذي برقم (2002)، وأحمد في المسند برقم (6478).

[3] أخرجه البخاري برقم (6054)، ومسلم برقم (2591).

[4] أخرجه البخاري برقم (10)، ومسلم برقم (41).

[5] أخرجه البخاري برقم (6045).

[6] أخرجه الترمذي برقم (1977).

[7] أخرجه أحمد في المسند برقم (12278)، والترمذي برقم (1974)، وابن ماجه برقم (4185).


"
شارك المقالة:
39 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook