الدعوة السلفية في السودان: خيارات الوحدة وخيار الانفصال

الكاتب: المدير -
الدعوة السلفية في السودان: خيارات الوحدة وخيار الانفصال
"الدعوة السلفية في السودان
خيارات الوحدة وخيار الانفصال




تعاني الدعوة السلفية في السودان من تقاطعات متعددة وكثيرة عصفت بها، وجعلت منها عبارة عن كيانات متعددة تختلف اختلافَ تنوُّع، وفي الغالب تضادٍّ، فتجد هذه تنهى عن العمل مع أختها، وأخرى تدعو للتعاون، وثالثة منغلقة على روحها، فلا تزرع أرضًا، ولا تحصد زرعًا، وتجد رابعة يعوزها العمل التنظيمي ويمكن أن تستشير أختها، ولكن لحاجةٍ في نفس يعقوب تعمل على هواها، فتفتح المساجد والمشاريع ولا تعرف إدارتها، فتذهب إلى جهات أخرى، وهكذا تعيش الجماعات السلفية في السودان في شتات أثَّر عليها كثيرًا، وشتَّت جهودها المختلفة.

 

لذلك ستبقى هكذا تتقاذفُها الدعوات الأخرى، ما لم تتوحَّدْ تحت إطار تنظيمي واحد، وإن كان من الغباء رفضُ العمل التنظيمي جملةً وتفصيلاً كما تصرح بذلك إحدى هذه الجماعات؛ استنادًا على فتاوى من علماء خارج السودان لا يعرفون واقع هذه الأمة السودانية.

 

هذا الإطار يحفظ جهودها ويقويها، ويجعل منها قوة دعوية لا تضاهيها أي قوة أخرى، ولعل ما يحدث بينها من مشاحنات وتضادٍّ وتعالٍ إنما يؤدي إلى نتائجَ سلبيةٍ، وربما تستغل استغلالاً سياسيًّا أو تنظيميًّا من أي جهة معادية أخرى.


ولو ذهبنا إلى مقومات الوحدة بينها، لوجدناها قويةً ومتماسكة؛ مثل: نبذ الشرك، وتصفية العقيدة الإسلامية مما يُضادُّها، وغير ذلك من المقوِّمات القوية التي لو تفكَّرت فيها لاستخرجت بذلك بحوثًا لا تحتاج إلا لتطبيق.

 

لذلك؛ لن تحقق الدعوة السلفية أهدافها ما لم تجمعْ جهودها تحت إطار واحد؛ كالأم التي تجمع أبناءها في بيت واحد تحت سقف واحد، فترشدُهم، وتُوجِّهُهم وتُقاوم كلَّ وسائل التَّشَرْذُمِ والتفرُّق.


ولعل حكماء الدعوات السلفية المختلفة يستطيعون لمَّ هذا التفرُّق بروية وحكمة، والابتعاد عن المسائل الخلافية الفرعية؛ كحرمة التصوير، وحرمة دخول الجامعات المختلطة، بل يركزون على مسائل الوَحْدة ومرتكزاتِها.

 

ولطالما عانى الطلاب من هذه الاختلافات، وشتَّتتْهم وفرَّقَتْ شملَهم في الساحة الطلابية بعد أن كانوا يُعلِّمون الناس الدين والتوحيد، شتَّتَتِ الاختلافاتُ شملَهم؛ حتى أدَّت إلى أن يترك طالبٌ دراسته في كلية الطب جامعة الخرطوم السنة قبل الأخيرة؛ لأن الاختلاط حرام في الجامعات، وما علم المسكينُ أنه ترك علمًا يداوي به آهات المرضى، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ولئن أَقِف في حاجة أخي، خير لي من أن أعتكف شهرًا.

 

والله المستعان، ونواصل إن مدَّ الله في الأجل.


"
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook