الدفي دوحة تقع على بعد 15كم إلى الشمال الغربي من مدينة الجبيل القديمة، وهي اليوم أحد أحياء الجبيل   وهي - الدفي - موجودة تحت الرقم 208 /163 في سجلات إدارة الآثار والمتاحف السعودية، وعلى وجه التحديد في الزاوية الشرقية للكلية التقنية التابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع.

 

وتم اكتشاف الموقع مصادفة عندما غرزت سيارة أحد المواطنين في الرمال، وبعد إزاحته الرمال ظهر له جدار فأبلغ عنه  .  وفي عام 1411هـ /1991م قام أحد الباحثين بحفر أربعة مجسات   ثم قام فريق أثري من إدارة الآثار والمتاحف السعودية بتوسيع المجس الثالث الذي سبق العمل به لتصبح مساحته 12×12م ونشر نتائجه في حولية (أطلال). 

 

عُثر في الموقع على بعض الكسر الفخارية التي يمكن أن تعود إلى فترة العُبيد بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات الحجرية  ،  ولكن نسب تلك المواد إلى فترة العُبيد يحتاج إلى المزيد من الأدلة، ثم قام باحث بدراسة المادة الأثرية، التي جاءت نتيجة حفرية إدارة الآثار والمتاحف. 

 

وبناءً على نتائج الدراسات التي سبق ذكرها تبين أن الموقع من المواقع الأثرية المهمة؛ فهو يشتمل على مرحلتين معماريتين، تؤرخ الأقدم منهما لما بين القرنين الثالث والأول قبل الميلاد، على حين تؤرخ أحدثهما لما بين القرنين الأول والثالث الميلادي  .  ومع المزيد من الدراسات سوف تتضح مراحل استيطان الموقع بشكل أفضل.

 

ومع أن العمل الأثري المنفذ في الموقع محدود جدًا إلا أنه تم التعرف إلى مادة أثرية: ثابتة ومنقولة من الموقع، وتتمثل الثابتة منهما في أساسات منشآت معمارية حجرية استخدمت الحجارة الجيرية والرملية في تشييدها.

 

أما المادة المنقولة التي عُثر عليها في الموقع فتشمل كميات كبيرة من كسر الأواني الفخارية التي تقع في عدد كبير من الأنماط المزخرفة وغير المزخرفة، فقد عُثر على كمية من الأواني الفخارية المزججة  ،  ومجموعة من الدمى الطينية لنساء وجمال  ،  ومجامر فخارية لها قوائم أربع،  وعلى الجزء الخارجي لِواحدة منها طلاء أحمر، ومجموعة كبيرة من أقراص فخارية مثقوبة في الوسط يظن أنها استخدمت لتثقيل شباك صيد الأسماك، وأدوات وأوانٍ مصنوعة من الحجر الصابوني، منها غطاء إناء متقن الصنع وعليه زخرفة   ومجمرة ضخمة وعدد من أحجار الصقل والطحن والهرس، ومجموعة من الخرز المصنوع من الحجر الصابوني والحجر الألبستر والحجر المزجج  ،  وكسر زجاجية وقضيب نحاسي وخاتم وجزء من مشط خشبي