تُعدُّ قارّة أفريقيا ثاني أكبر قارّة بعد قارّة آسيا؛ حيث تبلغ مساحتها الكليّة ما يُقارب 30,365،000 كم2، وهي بذلك تُغطِّي خُمس مساحة اليابسة في الكرة الأرضيّة، علماً بأنّ البحر المُتوسِّط يَحدُّ القارّة من جهة الشّمال، ومن جهة الجنوب يحدُّها المحيط الأطلسيّ، والمحيط الهادئ، أمَّا من جهة الشّرق فيحدُّها البحر الأحمر، والمحيط الهنديّ، ويحدُّها من جهة الغرب المحيط الأطلسيّ. وتتبع قارّة أفريقيا مجموعة من الجُزر، مثل: جُزر القمر، وجُزر الكناري، وجزيرة مدغشقر التي تُعتبَر واحدة من أكبر الجُزر في العالم. وتتميَّز قارّة أفريقيا بمجموعة من الخصائص، منها: وقوع مُعظَم أراضيها في المنطقة الاستوائيّة، واحتواء أراضيها على ثروات عديدة، مثل: الخامات المعدنيّة، والأحجار الكريمة، والمعادن الثمينة، كما أنَّها تحتوي على أكبر احتياطات العالَم من الوقود الأحفوريّ. ويعود تاريخ قارّة أفريقيا إلى أكثر من 7 ملايين سنة ق.م، فقد نشأت على هذه القارّة حضارات عظيمة، مثل: حضارة الفراعنة، والحضارة الرومانيّة.

 

 

تضمُّ القارّة الأفريقيّة 56 دولة، منها 54 دولة مُعترَف بها من قِبل الأُمَم المُتَّحدة، ودولتان مُتنازَع على استقلالهما، هما: الصحراء الغربيّة، وأرض الصومال، وهذه الدُّول هي:

 

دُوَل أفريقيا الغربيّة: نيجيريا، وغانا، والنَّيجر، وبوركينا فاسو، ومالي، والسنغال، وغينيا، وبنين، وتوغو، وسيراليون، وليبيريا، وموريتانيا، وغامبيا، وغينيا بيساو، وساحل العاج، وكاب فيردي (ما يُعرَف باسم الرأس الأخضر).

 

دُوَل أفريقيا الشماليّة: مصر، والجزائر، والسودان، والمغرب، وتونس، وليبيا.

 

دُوَل أفريقيا الوُسطى: جمهوريّة الكونغو، وأنغولا، والكاميرون، وتشاد، وجمهوريّة أفريقيا الوُسطى، والغابون، وغينيا الاستوائيّة، ساو تومي وبرينسيب.

 

دُوَل أفريقيا الشرقيّة: أثيوبيا، وتنزانيا، وكينيا، وأوغندا، وموزمبيق، ومدغشقر، ومالاوي، وزامبيا، وزيمبابوي، والصومال، وجنوب السودان، ورواندا، وبوروندي، وإريتريا، وموريشيوس، وجيبوتي، وجُزر القمر، وسيشل.

 

دُوَل أفريقيا الجنوبيّة: جنوب أفريقيا، وناميبيا، وبوتسوانا، وليسوتو، وسوازيلاند.

 

 

يُمكن وضع الدُوَل الأفريقيّة ضمن عدد كبير من التصنيفات التي تتميَّز بها، وفيما يلي أبرز المعايير المعروفة عالميّاً عن بعض الدُوَل الأفريقيّة:

 

أغنى الدُوَل الأفريقيّة، وأفقرها: تمتلك أفريقيا كمّيات هائلة من الموارد الطبيعيّة الخام، والتي تجعلها قارّة ثريّة، وذات نشاط اقتصاديّ كبير، إلّا أنّ بعض الدُّوَل تُعاني من الفساد السياسيّ، والاضطرابات السياسيّة، والحروب الأهليّة، ممَّا يجعلها دُوَلاً فقيرة، وفيما يلي الدولة الأغنى، والأفقر في القارّة الأفريقيّة:

 

ناميبيا: تُعَدُّ أغنى دولة في القارّة، وتعتمد في اقتصادها على التعدين، والزراعة، والتصنيع، والسياحة، كما أنّ عدد سُكَّانها لا يتجاوز المليونين، وبالرَّغم من ذلك، فإنَّ الدولة تُعاني من البطالة، والتكاليف المعيشيّة المُرتفعة.

 

مدغشقر: هي جزيرة تمتلك ثروات طبيعيّة حيوانيّة، ونباتيّة مُتنوِّعة، إلّا أنَّها دولة يعيش 69٪ من سُكَّانها تحت خطّ الفقر، ممَّا يجعلها الدولة الأكثر فقراً في القارّة الأفريقيّة.

 

أكبر الدُّوَل الأفريقيّة: تختلف المساحات التي تحتلُّها الدُّوَل من قارّة أفريقيا، وفيما يلي أكبر الدُّوَل في القارّة الأفريقيّة، مُرتّبة حسب مساحاتها:

 

الجزائر: تُعَدُّ أكبر دولة في أفريقيا، وتحتلُّ المرتبة العاشرة في العالَم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها الكُلّية 919،595 ميلاً مُربَّعاً.

 

جمهوريّة الكونغو الديموقراطيّة: تبلغ مساحتها 905,355 ميلاً مُربَّعاً، وهي مُقسَّمة إلى 25 ولاية، ويقطُنها 78 مليون نسمة.

 

السودان: أو ما يُعرَف بدولة السودان الشماليّة، وعاصمتها الخرطوم، تبلُغ مساحتها 728،215 ميلاً مُربَّعاً، ويقطُنها حسب إحصائيّات عام 2016م، ما يُقارب 39،578،828 نسمة.

 

ليبيا: تصل مساحة أراضي ليبيا إلى 700،000 ميل مُربَّع، مُعظمها صحراء، ويبلغ عدد سُكَّانها 6 ملايين نسمة.

 

تشاد: تبلُغ مساحتها 496،000 ميل مُربَّع، وتنقسم إلى ثلاث مناطق: السافانا السودانيّة، والصحراء الكُبرى، وحزام الساحل، ويَقطن أراضي دولة تشاد ما يُقارب 13،670،084 نسمة.

 

أصغر الدُّوَل الأفريقيّة: تُوجد في أفريقيا دُوَل تُعَدُّ الأصغر في القارّة، وهذه الدُّول مُرتّبةٌ من الأصغر كما يلي:

 

سيشل: تُعدُّ أصغر دولة في إفريقيا؛ إذ تبلُغ مساحتها الكُليّة 451كم2، وهي عبارة عن أرخبيل مكوَّن من 115 جزيرة في المحيط الهنديّ، وعاصمتها فيكتوريا.

 

ساو تومي وبرينسيب: هي دولة مكوَّنة من جزيرتين واقعتين في خليج غينيا، وتبلُغ مساحتهما الكُليّة 964 كم2.

 

موريشيوس: هي جزيرة واقعة في المحيط الهنديّ، تبلُغ مساحتها الكُليّة 2040 كم2، وعاصمتها بورت لويس.

 

جُزر القمر: هي أرخبيل من الجزر واقع في المحيط الهنديّ بينَ مدغشقر، وموزمبيق، ويتكوَّن من ثلاث جُزُر رئيسيّة، وبعض الجُزُر الصغيرة، وتبلُغ المساحة الكُليّة للدولة 2235 كم2.

 

الرأس الأخضر (كاب فيردي): تبلغ مساحة الدولة 4،333 كم2، وهي عبارة عن أرخبيل واقع في المحيط الأطلسيّ، ويتكوَّن من 10 جُزُر ذات أصل بُركانيّ.

 

 

تمتلك القارّة الأفريقيّة عوامل جذب عديدة للسفر إليها؛ ولذلك فهي تجذب السُيّاح من مُختلف أنحاء العالَم، ومن أهمّ عوامل السياحة فيها: تنوُّع المواقع الطبيعيّة، كالغابات الاستوائيّة المطيرة، والساحل الاستوائيّ في أفريقيا الوُسطى، والوديان العميقة الجميلة التي تشكَّلت حولَ الصدع الأفريقيّ الكبير، والسافانا الخلّابة في سيرينغيتي، والكُثبان الرمليّة المُمتدَّة إلى صحراء ناميب، وغيرها من المشاهد الطبيعيّة. ولا تقتصر السياحة في أفريقيا على العناصر الطبيعيّة فقط؛ حيث إنَّ للقارَّة تاريخاً حافلاً بالحضارات القديمة، وأهمّها حضارة الفراعنة الذينَ شيَّدوا الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبعة، منذ أكثر من 4000 سنة ق.م، كما تحتضن أفريقيا قُرىً تعبَقُ بالتاريخ، مثل قرية لاليبيلا الإثيوبيّة، والتي سُجِّلت كموقعٍ للتُراث العالَميّ؛ فهيَ تضمُّ أقدم الكنائس الحجريّة المُبهرة، والتي تُقَام فيها المهرجانات الدينيّة الكبيرة، وعلى النقيض من المواقع القديمة، تزهو بعض الدُّوَل الأفريقيّة بأجمل المباني الحديثة التي جعلت من مراكز بعض الدُّوَل مراكز للتطوُّر، والإبداع المعماريّ الحديث. وفي القارّة الأفريقيّة ثروة هائلة من الحياة البرّية التي تتمثل بالأفيال، وأفراس النهر، والأسود، ممّا يجعلها مقصداً للسُيّاح الذين يرغبون بالمغامرات وسط الغابات المأهولة بشتّى أنواع الحيوانات.