يحتوي حليب الأم على كميات متوازنة من المواد الغذائية المناسبة لأطفالك الرضع، كما أن الأجسام المضادة الموجودة في حليب الثدي سوف تعزز النظام المناعي لأطفالك. وهناك فوائد خاصة للرضاعة الطبيعية تعود على الرضع المولودين قبل أوانهم كما هو الحال مع العديد من التوائم الثنائية والمتعددة. يكون حليب الأم أسهل في الهضم بالمقارنة مع أنواع الحليب الصناعي التجارية، خاصة في حالة الأطفال المبتسرين الذين يكون حجم معدتهم وأمعائهم أصغر بسبب عدم اكتمال نموها. وإذا كان الأطفال غير قادرين على سحب حليب الأم، فيمكن ضخ حليب الثدي ليتناوله الرضيع من خلال أنبوب تغذية.

بخلاف الفوائد الصحية التي يحصل عليها الأطفال حديثو الولادة من الرضاعة الطبيعية، فإنها تعد على الأرجح أكثر طرق تغذية الأطفال ملاءمةً وأقل تكلفةً، وقد تساعد الأم أيضًا في فقدان الوزن بعد الولادة. كذلك، تضمن تغذية التوائم الثنائية أو المتعددة عن طريق الرضاعة الطبيعية تكرار التفاعل بين الأم وأطفالها.

عندما تبدئين في الرضاعة الطبيعية، أطعمي كل طفل على حدة، فذلك يعطيك الفرصة لمعرفة إلى أي مدى يحكم كل طفل التقامه بالثدي ومعالجة أي مشكلات. فكري في إنشاء مخطط مدته 24 ساعة لتسجيل فترات الرضاعة ومرات تكرارها بالنسبة لكل طفل، وكذلك عدد الحفاضات الملوثة بالبول والبراز لكل طفل. وإذا كنتِ تطعمين أطفالك الحليب الطبيعي المسحوب من الثدي بالضخ، فسجلي الكمية التي يتناولها الطفل الواحد في كل رضعة.

بمجرد أن تقرري تغذية أطفالكِ بالرضاعة الطبيعية، تعتمد طريقة تقديم هذه الرضاعة عليكِ وعلى أطفالكِ. تجد بعض الأمهات أن تغذية طفلين بالرضاعة الطبيعية في آن واحد أمر جيد وموفر للوقت، بينما تفضل أخريات تقديم الرضاعة الطبيعية على نحو منفصل. وبالمثل، قد يظهر بعض الأطفال تفضيلهم للتغذية الفردية. جربي طرقًا مختلفة أو اجمعي بين الخيارات معًا - مثل تقديم الرضاعة الطبيعية لطفل واحد أثناء الليل وطفلين في آن واحد أثناء النهار - لمعرفة أفضل طريقة مناسبة.

هناك عدة طرق لتقديم الرضاعة الطبيعية لطفلين في الوقت ذاته. والعنصر الأكثر أهمية هو اختيار وضع مريح بالنسبة لكِ ولأطفالك يكون ملائمًا لالتقام الثديين بشكل صحيح ومريح.

على سبيل المثال:

• المسكة القابضة المزدوجة أو المسكة المزدوجة لكرة القدم الأمريكية. سوف تحملين في هذا الوضع كل طفل بمسكة قابضة كما يتم حمل كرة القدم الأمريكية. ضعي وسادة على كل جانب من جانبي جسمك. ثم ضعي كل طفل على الوسادة بجانب جسمك، بالكاد تحت ذراعكِ، بحيث تكون ساقا كل طفل في اتجاه ظهر المقعد. احرصي على أن يكون ظهر كل طفل مستندًا على ساعدكِ من الداخل. واستخدمي الوسادتين لدعم ذراعيك. وأحكمي تثبيت الجزء السفلي للطفلين بمرفقيكِ من الداخل. ابقِ رأس الطفلين عند مستوى حلمة الثدي. وأخيرًا احملي براحة اليد الواحدة كل طفل من رأسه من الخلف لتوفير الدعم.

  وهناك طريقة بديلة بأن تضعي كلا الطفلين - رأسًا لرأس - على الوسادتين أمامك مباشرة. واحرصي على بقاء جسمي الطفلين متجهين نحوكِ بدلاً من أن يكونا متجهين لأعلى. استخدمي راحتي يديكِ لدعم الطفلين من رأسيهما.

• الجمع بين الحمل على الساعد والمسكة القابضة. سوف تحملين في هذا الوضع الطفل الأول على الساعد - بحيث يكون رأس الطفل على ساعدكِ أو جسمه بأكمله في اتجاه جسمكِ -، والطفل الآخر بطريقة المسكة القابضة. إذا التقم أحد الطفلين ثديك بسهولة أو ظل ملتقمًا ثديك، فاحمليه على ساعدكِ.
• الحمل المزدوج على الساعد. لاستخدام وضع الحمل المزدوج على الساعد، سوف تحملين كلا الطفلين على ساعديكِ أمامكِ. وضعي الطفلين بحيث تكون سيقانهما فوق بعضها بما يماثل شكل الحرف X على حجرك.

وقد تحتاجين في البداية إلى المساعدة في تعديل وضع طفليكِ بشكل صحيح. استعيني بشخص ما ليساعدك على تهيئة الوضع حتى تعتادي على إطعام أطفالك بهذه الطريقة بشكل تلقائي. احرصي على البدء بحمل طفلك الذي يحتاج إلى مساعدة أكبر في التقام ثديك.

تكون معظم النساء قادرة على إنتاج الحليب بما يكفي لتغذية توأم. كما يمكن للعديد من النساء تقديم الرضاعة الطبيعية أو ضخ ما يكفي من حليب الثدي لتغذية توائم متعددة. لضمان استقرار إمداد الحليب، اتبعي هذه النصائح:

• البدء بعد الولادة مباشرة. إن تقديم الرضاعة الطبيعية للأطفال المولودين حديثًا بعد الولادة مباشرة وبمعدل لا يقل عن 8 إلى 12 مرة كل 24 ساعة يساعد على تعزيز إمداد الحليب. فكلما زاد قيامك بالرضاعة الطبيعية، زاد الحليب الذي تنتجينه.
• الضخ. في حالة ولادة أطفالكِ قبل الأوان ولم يتمكنوا من الحصول على الرضاعة الطبيعية على الفور، فابدئي بالضخ بعد وقت قصير من الولادة لتعزيز إمداد الحليب.  تساعد مضخات الثدي الكهربية المزدوجة متعددة المستخدمين في محاكاة إنتاج الحليب، كما تقلل وقت الضخ إلى النصف. بعد اتخاذ القرار باتباع طريقة الرضاعة الطبيعية، يتيح الضخ أيضًا الفرصة لمقدمي الرعاية الآخرين بالمساعدة في تغذية الأطفال.
• الثدي الآخر. يؤدي تقديم كلا الثديين لطفل واحد في كل مرة من مرات الرضاعة الطبيعية واستبدال الثدي الذي بدأتِ به الرضاعة وكذلك الثدي الذي تغذى منه الطفل أولاً إلى تحسين إنتاج الحليب وتغذية كل طفل، ويرجع ذلك إلى أن كل طفل قد يكون لديه أسلوب مختلف في التغذية، كما أن التبديل بين الثديين يوفر للطفل زوايا مختلفة من الرؤية مما يحفز عينيه. فكري في تخصيص ثدي واحد لكل طفل خلال يوم ما، ثم بدلي في اليوم التالي أو قدمي لكل طفل ثديًا مختلفًا في كل مرة من مرات الرضاعة.

تذكري دائمًا أن تقربي أطفالك من ثديكِ؛ بدلاً من أن تميلي إليهم أو تنحني للأمام لتقريب ثديكِ إليهم.

يُوصى بتقديم الرضاعة الطبيعية بمفردها. فإذا اخترتِ تقديم رضعة بالزجاجة التقليدية بعد تعود الطفل على الرضاعة الطبيعية، فيمكنكِ حينها سحب الحليب من الثدي واستخدامه في زجاجة الرضاعة، وهذا هو الاختيار الأمثل من أجل تجنب الرضاعة الصناعية أو تأخيرها.

ومع ذلك، تختار بعض الأمهات الجمع بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية. فعلى سبيل المثال، يمكنكِ الاستعاضة عن جلسة واحدة أو أكثر من الرضاعة الطبيعية بالرضاعة الصناعية. تعاوني مع طبيبك وطبيب الأطفال واستشاري الرضاعة لتحديد الأنسب لكِ ولأطفالك. إذا كنتِ تطعمين أطفالك بالرضاعة الصناعية، فضعي في اعتبارك أن إنتاج الحليب ربما يبدأ في الانخفاض إذا قلت الرضاعة الطبيعية أو الضخ عن 8 إلى 10 مرات في خلال 24 ساعة.

قد تواجهين صعوبة في تعلم كيفية تقديم الرضاعة الطبيعية لتوأم ثنائي أو توائم متعددة، ولكن لا تفقدي حماسك. وإن كنتِ تعانين من ذلك الأمر، فيمكنكِ زيارة اختصاصي الرضاعة ممن يكون لديه خبرة بكيفية التعامل مع التوائم. اطلبي المساعدة من طبيب الأطفال. وتحدثي مع الأمهات الأخريات اللائي نجحن في تقديم الرضاعة الطبيعية لأطفالهن. ويمكنكِ أن تطلبي مساعدة أحبائك في القيام بالمهام المنزلية ورعاية الأشقاء الأكبر سنًا - أو فكري في التعاقد مع خادمة منزلية - حتى يمكنكِ التركيز على رضاعة أطفالك الرضع ورعايتهم.

تحلي بالصبر وتحملي أطفالك وأنتِ تواجهين الصعوبات وتستمتعين بثمار تقديم الرضاعة الطبيعية لاثنين أو أكثر من أطفالك حديثي الولادة. وفوق كل شيء، لا تخشي من طلب المساعدة.