السؤال

 

فضيلة الشيخ:

أنا متزوج منذ أكثر من 5 سنوات، ولم يرزقني الله بمولود إلى هذه اللحظة، وعند مراجعتنا للمستشفى وفي آخر زيارة كانت لمتابعة العلاج، أبلغتنا الدكتورة أنه يمكن أن يكون لنا ولد بإذن الله من الرضاعة! فسألناها كيف يمكن ذلك؟

فقالت: بطريق دواء معين توفير الحليب لفترة وجيزة، وبكمية قليلة في صدر الأم، وتقوم الأم بزيارة لمركز الأيتام وإذا وجدت طفل يقبل الرضاعة من صدرها مباشرة، فإن الحليب سوف يبدأ بالتدفق إلى أن تفطم الطفل، ويمكن بعدها أن تأخذ الطفل من المركز، ويكون شرعا ابنكما من الرضاعة.....

فسؤالي جزاكم الله خيرا وأفاد بكم: هل هذه الرضاعة هي رضاعة تامة ومحرمة، أي يصبح الطفل محرما لمرضعته وابن لها ولزوجها؟ أفيدونا أثابكم الله.

 

 

الجواب

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن ما جاء في السؤال محل خلاف بين أهل العلم هل تثبت به الرضاعة أو لا تثبت على قولين:

فالقول الأول: وهو المشهور من مذهب الحنابلة: أنه يشترط في الرضاع المُحَرِّم أن يكون اللبن ثاب من حمل فقد جاء في الروض المربع ما نصه (والرضاع شرعاً مص من دون الحولين لبناً ثاب عن حمل).

وذهب الحنفية والمالكية والشافعية وهو رواية عند أحمد أنه لا يشترط ذلك فيُحَرِّم لبن التي لم توطأ ولم تحمل قط، وفي نظري أن هذا القول أرجح لعموم قوله تعالى: (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) (النساء: من الآية23) ولأن ألبان النساء عموماً خلقت لغذاء الأطفال، وبناءً على هذا القول إذا رضع الطفل خمس رضاعات في الحولين من امرأة ثبت التحريم فيصبح الطفل ابناً لها ولزوجها ويدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب"، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

المرجع موقع المسلم