الرمال بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الرمال بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

الرمال بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
تغطي الصحارى الرملية نصف المنطقة الرسوبية في المملكة، أو ثلث مساحة شبه الجزيرة العربية، وهي تشمل 780.000كم  تقريبًا. ويقع نحو 90% من هذه الرمال في ثلاث صحار رئيسة هي: صحراء النُّفُود الكَبِير، والدَّهْنَاء، وصحراء الرُّبْع الخَالِي. وهذه الصحارى الرملية من أبرز ملامح المملكة وشبه الجزيرة العربية ومن أحدث سماتهما الجيومورفولوجية، (خريطة 4)
 

صحراء الدَّهْنَاء

 
الدَّهْنَاء صحراء رملية تتخذ شكل قوسٍ يمتد نحو 1200كم من جنوب شرق النُّفُود الكَبِير إلى شمال الرُّبْع الخَالِي؛ وقد حددت خرائط المملكة الحديثة، على مقياس 500.000:1، من الدَّهْنَاء حتى خب سَحَّاء إلى الشرق مباشرة من خط طول 30 َ 42 ْ شرقًا، أما نهايتها الجنوبية فهي تنتهي عند درجة عرض 50 َ 20° شمالاً؛ ذلك أن اسم الرُّمَيْلة الذي يطلق على نهايتها الجنوبية لا يعلن نهاية الدَّهْنَاء وإنما هو اسم محلي يعلن قرب اندماج رمال الدَّهْنَاء برمال الرُّبْع الخَالِي، والدليل على ذلك أن المظهر العام لامتداد الدَّهْنَاء لا يتغير بتغير الاسم؛ فليس هناك سبب تضاريسي مقنع يمنع استمرار الدَّهْنَاء حتى اختلاط رمالها برمال الرُّبْع الخَالِي. وأما عرض الدَّهْنَاء فهو يختلف من مكان إلى آخر فمتوسط عرضها غرب وادي البَاطِن هو 20كم فقط. وأمام وادي البَاطِن ترتبط الدَّهْنَاء مع نُفُود المَظْهُور ونُفُود الثُّوَيْرَات عبر عُرُوق السَّيَّارِيَّات، والسبب في تراكم الرمال في هذه المساحة هو أنها تقع إلى الشرق من مجرى وادي الرُّمَة القديم (وادي الأَجْرَدِي)؛ فهو يتميز بخاصتين هما انخفاضه عما حوله ما سهل من ترسيب الرمال، وتوافر مصادر الإرساب الذي يحمله الوادي معه من مجاريه العليا، وفي هذه الأجزاء يبلغ عرض الدَّهْنَاء نحو 60كم، ومساحة الدَّهْنَاء الإجمالية 40789كم 
 
وإلى الشرق من خط طول 00 َ 45 ْ شرقًا تنقسم الدَّهْنَاء إلى قسمين لمسافة 70كم. وتسمى المساحة الفاصلة بالجَنْدَلِيَّة ويقع إلى شمالها عُرَيْق الدُّحُول وإلى جنوبها عِرْق جَهَام. والجَنْدَلِيَّة أرض ذات فياض وآبار ففيها فيضة أم الصَّعَانِين، وفيضة أم طُلَيْحَة وآبار الحَنْبَلي، كما يمر من خلالها طريق المَجْمَعَة - حَفْر البَاطِن المزفت. وبعد خط طول 00 َ 46 ْ شرقًا تبدأ الدَّهْنَاء في الاتساع فمتوسط عرضها في هذه المساحة هو 75كم، ثم تبدأ في التناقص كلما اقتربنا من وادي السَّهْبَاء حيث لا يتجاوز عرضها هناك 35كم فقط، ويستمر هذا المتوسط حتى ما قبل نهايتها حيث يعود العرض إلى مثل ما بدأت به وهو 20كم فقط. والدَّهْنَاء تبدأ في الاتجاه شرقًا حتى تجتاز درب زبيدة، وعند خط طول 30 َ 43 ْ شرقًا تبدأ في الاتجاه نحو الجنوب الشرقي في قوسٍ منحنٍ موازٍ للحافات الصخرية. وعند وادي السَّهْبَاء تبدأ في الاتجاه نحو الجنوب الغربي حتى نهايتها في الرُّبْع الخَالِي.
 
وتتكون الدَّهْنَاء في أغلبها من كثبان طولية متوازية تسمى (عُرُوق)  ، وتتسع المسافات بينها أكثر من سواها الموجودة في النُّفُود الكَبِير وتميل العروق إلى الانعطاف نحو الجنوب الشرقي استجابةً للرياح الشمالية المسماة محليًّا (بالشمال). وعلى الرغم من قلة سقوط الأمطار على الدَّهْنَاء فهي مكان مرغوب للرعاة وبخاصة رعاة الجمال خلال فصلي الشتاء والربيع؛ قال ياقوت الحموي: الدَّهْنَاء سبعة أَحْبُلٍ في عرضها بين كل حَبْلَيْن شقيقة، وطولها من حزن ينسوعة إلى رمل يَبْرِين وهي من أكثر بلاد الله كلأً مع قلة إعذاءٍ وماء، وإذا أخصبت الدَّهْنَاء رَبَّعت العرب جميعًا لسعتها وكثرة أشجارها، والحبال هي العروق الرملية، والشقة والشقيقة هي الخبة أو الأرض الصلبة بين العروق  . 
 
وأفضل أمكنة لتتبع هذه العروق والشقائق هي الأمكنة الواقعة خلف فَيْضَة التَّنْهَات فمن الجنوب للشمال يكون تتابع العروق كالآتي: عِرْق خَيْطَان، عِرْق الحُمْرَانِي، عِرْق الكَنَّاسِيَّة، عُرَيْق سُرَيْهِيْدَة، عِرْق الرُّوَيْكِب، عُرُوق السِّرُو، عِرْق جَهَام، عِرْق جُهَيِّم، عِرْق جَلْوَى، عِرْق الرُّمَيْثِي، عِرْق حِزْوَة (أو حُزْوَى). وخلف بلدة رُمَاح عند خط طول 10 َ 47 ْ شرقًا يكون تتابع العروق من الجنوب نحو الشمال كالآتي: عِرْق أبي الثِّمَام، عِرْق الحُمْرَانِي، عِرْق عِمْر، عِرْق الرُّوَيْكِب، عِرْق كَنْهَرَا، عِرْق جَهَام، عِرْق القَهَّاب، عِرْق حِرُوْرِي. ولا تسمى الأمكنة الخالية من الرمال بين العروق في الوقت الحاضر شقائق في الدَّهْنَاء بل تسمى (خببًا) مثل خُبَيْب النَّوْم وخِبَّة المُزَيْرِع، ولكن تعبير (شقيقة) لا يزال يطلق في الرُّبْع الخَالِي على الأمكنة الفاصلة بين العروق.
 
وتفقد هذه العروق شكلها وامتداداتها المميزة عندما تنعطف الدَّهْنَاء نحو الجنوب الغربي بعد عبورها إلى وادي السَّهْبَاء، كما نجد أشكالاً أخرى من الكثبان الرملية غرب درب زبيدة مثل الكثبان النجمية والمستعرضة، ومثلها كذلك موجود في جزء الدَّهْنَاء جنوب وادي السَّهْبَاء، كما توجد بعض الكثبان الهلالية المتحركة من مكان إلى آخر في الخبب وفوق بعض العروق، كما تشكل هذه الكثبان الهلالية أثناء اتصالها مع بعضها بعض الحوائط البرخانية المتميزة التي يتغير شكلها باستمرار مع تغير اتجاه الرياح 
 

الرُّبْع الخَالِي 

 
اسم الرُّبْع الخَالِي اسمٌ قديمٌ، وليس اسمًا مستحدثًا من قبل الغربيين. يقول عنه أحد الباحثين:
يعتقد عدد من الباحثين أن اسم الرُّبْع الخَالِي الذي يطلقه الجغرافيون اليوم على ذلك الحوض الرملي العظيم الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية هو مصطلح حديث لم يكن معروفًا عند القدماء، وأنه ترجمة لكتابات الأوروبيين الذين سموه (The Empty Quarter) لأنه يشغل ربع مساحة شبه الجزيرة العربية تقريبًا. وربما يزداد شك الباحث في هذا الأمر حينما يرجع إلى كتابات الجغرافيين الأقدمين كالأصطخري وابن حوقل والمقدسي والإدريسي فلا يجد هذا الاسم في نصوص كتبهم ولا في خرائطهم. غير أن هذه التسمية وإن لم تكن موجودة في تلك المصادر القديمة فإنها تسمية عربية وردت في مصدر أحدث منها نسبيًّا وهو كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد الذي وضعه شهاب الدين أحمد بن ماجد في عام خمس وتسعين وثمانمئة من الهجرة النبوية، وحدد ابن ماجد الرُّبْع الخَالِي بأنه على مشارق مَأرِب والجَوْف في (ص380)، وإن كانت المصادر العربية القديمة قد أغفلت التسمية التي أوردها ابن ماجد التي شاعت في كتابات المحدثين، فإن المصادر القديمة قد أطلقت على أجزائه المختلفة عددًا من الأسماء  
 
ويشتمل الرُّبْع الخَالِي على أكبر صحراء رملية متصلة في العالم أجمع، تمتد على مساحة تزيد على 600.000كم  ، وطول يقارب 1200كم من خط طول 30 َ 44 ْ - 00 َ 45 ْ شرقًا، وعرض يقارب 640كم بين درجتي عرض 00 َ 15 ْ و 00 َ 23 ْ شمالاً. وهو يغطي المساحة بين الإمارات العربية المتحدة وسفوح جبال اليَمَن، ومن هضبة حَضْرَمَوت جنوبًا حتى رمال الجَافُورَة ورمال الدَّهْنَاء شمالاً. وكان يطلق على الجزء الشمالي الشرقي من الرُّبْع الخَالِي رمل يَبْرِين نسبة إلى واحة يَبْرِين (أو جَبْرِين) التي تقع جنوب حَرَض بنحو 90كم، والأحْقَاف على الجزء الواقع شمال هضبة حَضْرَمَوت، والجَزْء يطلق على القسم الشمالي الغربي جنوب وَادِي الدَّوَاسِر عندما تنقطع جبال طُوَيْق (العارض)، أما وَبَار فيطلق على القسم الغربي من الرُّبْع الخَالِي المتاخم لبلاد اليَمَن، وأما الأقسام الحالية المتداولة للرُّبْع الخَالِي فهي العُرُوق المُعْتَرِضَة في شرق الرُّبْع الخَالِي، والدِّكَاكَة وعروق المَوَارِد والقَعَامِيَّات في جنوب الرُّبْع الخَالِي، وشُّقَّة الخَرِيْطَة ورَمْلَة يَاْم ورَمْلَة دُهَم في الجزء الجنوبي الغربي منه، وعُرُوق بَنِي مُعَارِض وبني حُمْرَان وعروق الرُّمَيْلَة في غرب الرُّبْع الخَالِي، والطُّرَاعِيْز والحِبَاكَة والكُرْسُوع والسَّنَام في الوسط والشمال  
 
ويظن أن سبب تراكم الرمال في الرُّبْع الخَالِي هو كونه حوضًا يميل نحو الشمال الشرقي والشرق بمعدل متر واحد لكل كيلومتر. وتأتي الرواسب إلى الرُّبْع الخَالِي من مصادر متنوعة، فالرمال تأتيه من الدرع العربي عن طريق وَادِي الدَّوَاسِر، ووادي حبُونَا، ووادي نَجْرَان التي كانت تجري أنهارًا، أضف إلى ذلك الرواسب التي تأتي نتيجة الصرف السطحي من حافة طُوَيْق إلى الجزء الشمالي من الرُّبْع الخَالي نفسه الذي يحتوي على صخور فتاتية من الزمن الثالث ضعيفة التماسك. ونجد هنا أن الكثبان النشطة أكبر حجمًا وأكثر انتشارًا منها في النُّفُود، ويرجع هذا الفرق إلى شدة الرياح المحلية وقسوة الجفاف، وهناك كثبان نشطة أكثر في الجزء الشمالي من الرُّبْع الخَالِي نظرًا إلى تحركات الرمال المستمرة من الجَافُورَة 
 
ويعكس التوزيع الحالي للرمال الريحية تقريبًا توزيع الطمي التابع للبلايوسين ما يوحي بأن إعادة تشكيل الطمي وذريه في مكانه نتج عنه الفرشات الرملية والكثبان الرملية والعروق والزبائر الموجودة حاليًا. وقد تأثر سطح الرُّبْع الخَالِي بالفترات المطيرة والجافة خلال عصر البلايستوسين.
 
ومن واقع صور الأقمار الصناعية ظهر أن الكثبان في الرُّبْع الخَالِي موزعة حسب النوع إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي:
 
القسم الشمالي الشرقي وهو العُرُوق المُعْتَرِضَة التي تتميز بكثبان هلالية.
 
الحواف الشرقية والجنوبية للرُّبْع الخَالِي ذات الكثبان النجمية.
 
النصف الغربي من الرُّبْع الخَالِي الذي يتكون أساسًا من كثبان طولية، حيث تظهر بوضوح العروق الطولية على صور الأقمار الصناعية بدءًا من خط طول 07 َ 45 ْ شرقًا حتى 00 َ 50° شرقًا عند جبال طُوَيْق (العارض).
 
ففي الشمال الشرقي من الرُّبْع الخَالِي توجد العُرُوق المُعْتَرِضَة وبها بعض الكثبان الهلالية العملاقة  وهي من أكبر ما تم رصده في دراسة عن بحار العالم الرملية. فهذه الكثبان الهلالية تتكون من أقسام منحنية ذات وجوه شديدة الانحدار واقعة في ظل الرياح ولها متوسط عرض من القرن إلى القرن نحو 2.8 كم، ومتوسط طول قدره 2.1 كم، ومتوسط المسافة بينها 2.6كم مقاسة من القمة إلى القمة. والجوانب المواجهة للرياح عادة ذات انحدار معتدل، تغطيها كثبان هلالية صغيرة تحولها إلى أشكال هلالية وأشباه برخانات مركبة تشبه ما هو موجود في جمهورية الصين الشعبية والصحراء الغربية في إفريقية وغيرها. وباتجاه الشرق والجنوب في العُرُوق المُعْتَرِضَة فإن هذه الحوائط الكثبانية الهلالية المركبة تتدرج إلى حوائط معقدة ذات كثبان نجمية على قممها.
 
وعند الحافة الجنوبية الشرقية للرُّبْع الخَالِي عند حدود المملكة مع سلطنة عُمَان تكون الكثبان من نوع الكثبان النجمية، والكثبان الهلالية المنفردة من نوع البرخانات العريضة جدًّا، أو الحوائط المستعرضة القصيرة جدًّا. والكثبان الهلالية المنفردة في عُمَان عند درجة عرض 00 َ 20° شمالاً وخط طول 00 َ 55 ْ شرقًا تتميز بأن وجوهها الواقعة في ظل الرياح التي تواجه الشمال شديدة الانحدار، على العكس من تلك الموجودة في العُرُوق المُعْتَرِضَة التي تواجه وجوهها الجنوب. وللحوائط البرخانية الجنوبية لون أبيض في صور الأقمار الصناعية ذات اللون الزائف في مقابل اللون الأصفر للكثبان الأكثر بعدًّا ناحية الشمال. ويشير حجمها واتجاهها ولونها المختلف إلى أن هذه الكثبان في الجزء الجنوبي الشرقي للرُّبْع الخَالِي قد تكون مهاجرة فعلاً شمالاً تحت تأثير الرياح القوية الموسمية الجنوبية الغربية. والكثبان النجمية على امتداد الحواف الشرقية والجنوبية للرُّبْع الخَالِي غالبًا في عُمَان واليَمَن هي أشكال كبيرة منفردة ومركبة. وتبدو هذه الكثبان النجمية وكأنها تنتشر على شكل مروحة من مصبات الأودية التي تتدفق شمالاً من الأراضي المرتفعة جنوبًا إلى الرُّبْع الخَالِي حاملةً معها رواسب مختلفة.
 
وفي غرب العُرُوق المُعْتَرِضَة المكونة غالبًا من كثبان هلالية يوجد بحر رملي مكون بصفة رئيسة من كثبان طولية. وفي المساحة الفاصلة بين هذين النوعين من الكثبان درجة عرض 00 َ 20° شمالاً، وخط طول 00 َ 53 ْ شرقًا توجد كثبان معقدة بها كثبان هلالية وطولية، بما فيها الكثبان المعقوفة (Hooked)، ذات الأسماء المحلية مثل العرق المعقوف، والعرق المتوقف، والعرق المحيَّر. وللعروق المعقوفة قسمان: قسم يتكون من تل رملي مستطيل ومتعرج على شكل حرف (S) اللاتيني، وقسم يتكون من شكل هلالي واضح التحديد. ومن هنا غربًا توجد العروق الطولية التي تمتد لمئات الكيلومترات عبر مواقع القَعَامِيَّات إلى سفوح جبال اليَمَن. وعند جبال طُوَيْق (العارض) توجد أضخم عروق طولية تم رصدها من خلال بعض الباحثين فعرضها متوسطه 5.1كم وهي على مسافات متوسطها 3.2 كم.
 
وتأخذ العروق في غرب الرُّبْع الخَالِي  أسماء محلية تنسب عادة إلى اسم من يقطنها من القبائل أو إلى شكل العرق وبيئته. ونأخذ مثالاً على ذلك العروق الموجودة بين درجة عرض 00 َ 18 ْ شمالاً ودرجة عرض 00 َ 20° شمالاً، وخطي طول 00 َ 45 ْ و 00 َ 48 ْ شرقًا، فمن الجنوب للشمال في وسط هذه الأمكنة نجد: عِرْق آل قُنَيْبِر، وعروق بني دِلْهَام، وعروق عُبَيْدَان، وعروق حَوْمَل، وعروق بَارِك، وعِرْق مُنَادِي، وعروق أم العَلْقَاء، وعروق المَجَارِي، وعروق أبي دَرَاوِيْز، وعِرْق المَحْوَى، وعِرْق دَلِيْل، وعروق بني حُمْرَان، وعِرْق أبوحَزْم، وعِرْق مِدْبَاج. وإلى الغرب من خط طول 30 َ 46 ْ شرقًا نجد عروق الرَّدْم، وعروق مُسَلِّي، وعروق الجُوَيْخَة، وعروق الغَنَم، وعِرْق أبورَقَبَة، وعِرْق الوَعَد وغيرها. على أن الأمكنة المحددة السابقة تحتوي على أقسام رئيسة بها أسماء لا حصر لها للعروق الصغيرة، ففي الجنوب الشرقي تقع القَعَامِيَّات، وإلى الشمال منها قليلاً تقع مُغَدِّرات، وشمال درجة عرض 00 َ 19° شمالاً تقع عُرُوق الأوَارِك، وفي الجنوب الغربي نجد عُرُوق المُنْدَفِن، وإلى الشرق من جبال طُوَيْق (العارض) تمتد عُرُوق بَنِي مُعَارِض امتدادًّا كبيرًا يحوي عدة أسماء للعروق مثل عُرُوق عُشَيْرَان، وعروق بني مُشَايح وغيرها. وتتميز عُرُوق بَنِي مُعَارِض بوجود أسماء محددة للشقائق التي تقع بين العروق ومنها شقَّة غُرَاب، وشقَّة أم رُجَيْد، وشقَّة أم سُدُود، وشقة الزُّفُر، وشقة أم شَجَرَة.
 
وفي شرق الرُّبْع الخَالِي توجد سباخ ضخمة وهي أمكنة مستوية من الأرض مغطاة بالأملاح، موجودة بخاصة بين الكثبان الرملية، ومن أهمها سبخة أم السَّمِيْم التي يبلغ طولها نحو 100كم، وإلى الشرق من سبخة أم السَّمِيْم في العُرُوق المُعْتَرِضَة تكثر هذه السباخ مثل سبخة أبي الرُّوس
 
 

رمال الجَافُورَة

 
تقع رمال الجَافُورَة شرقي هضبة الصُّمَّان وتمتد من قرب الجُبَيْل إلى أن تندمج في النهاية مع رمال الرُّبْع الخَالِي، وهي تكوِّن حزامًا ضيقًا في الشمال غير أنها تجنح إلى الاتساع كلما امتدت جنوبًا حتى تندمج مع رمال الرُّبْع الخَالِي. وبسبب اتجاه الرياح الذي يكاد يكون ثابتًا بشكل مستمر، إلى جانب تكرر هبوب الرياح عالية السرعة فإننا نجد أنماط الكثبان الشائعة هنا هي كثبان هلالية مع حوائط برخانية، وبعض الكثبان المعكوسة  .  وإضافة إلى ذلك توجد كثبان قبابية وفرشات رملية وسباخ، ويندر وجود الكثبان الطولية. ويختلف ارتفاع الكثبان وأحجامها تبعًا لاختلاف الرياح المحلية المؤثرة في تشكيلها. وبشكل عام لا يوجد غطاء نباتي في الكثبان الهلالية والقبابية، وذلك لحركة الرمال المستمرة فوقها. أما الكثبان المعكوسة فهي عادة ذات غطاء نباتي، ولكن تفوقها الفرشات الرملية بغطائها النباتي المميز عن بقية الكثبان. ولا يوجد في السباخ سوى بعض النباتات المقاومة للأملاح حول بعض تجمعات الرمال البسيطة. ولون رمال نُفُود الجَافُورَة أصفر باهت 
شارك المقالة:
211 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook