يصيب الزكام الجهاز التّنفسيّ العلوي، حيث يؤذي هذا الالتهاب الأنف والجيوب الأنفية والحلق. ويُعدّ الزّكام التهاباً طفيفاً وشائعاً. وعادةً ما يشفى هذا الالتهاب من تلقاء نفسه خلال عدّة أيامٍ، غير أنّه قد يستمرّ إلى أسبوعين.
كما وقد يصاب الشخص في بعض الأحيان بأعراض أخرى تعدّ أكثر شدّة، منها ما يلي:
لكن هذه الأعراض غالباً ما تدلّ على إصابة الشخص بالإنفلونزا.
قد يكون من الصّعب في بعض الأحيان التّفريق بين الزّكام والإنفلونزا كوْن أعراضهما متشابهة. لكنّ معرفة الفرق تساعد في اختيار العلاج المناسب. كما وتساعد المعرفة الفرق بين الحالتين في تجنّب المريض استخدام الأدوية غير المناسبة لحالته والتي قد تجعل حالته في بعض الأحيان تزداد سوءاً.
تحدث الإنفلونزا نتيجةً لفيروسات تختلف عن الفيروسات المسبّبة للزّكام. وتكون الإنفلونزا أشدّ من الزكام، وذلك على الرّغم من أن المرضين يسبّبان سيلان الأنف والاحتقان وآلام الحلق والسّعال. لكن الإنفلونزا قد تسبب ارتفاعاً في درجات الحرارة لمدّة قد تصل إلى 4 أيامٍ، فضلاً عن الآلام الجسدية العامة والإرهاق والصداع. فهذه الأعراض تعدّ أقل شيوعاً بين مصابي الزّكام. ولكن بشكلٍ عامٍ، فإنّ المرضين يعدّان من أمراض الجهاز التنفسي التي تؤثّر بشكل سلبيّ على التنفس.
عادةً ما يبدأ الزّكام بآلام في الحلق تستمرّ ليومٍ أو يومين، أمّا الأعراض الأنفيّة، فهي قد تستمرّ لما يصل إلى 5 أيام، وذلك كما هو الحال لدى السّعال. أمّا عن ارتفاع درجات الحرارة، فهو يعد أكثر شيوعاً بين الأطفال.
وعلى الرّغم من أنّه غالباً ما ينزل سائل مائي من الأنف أثناء الزّكام، إلّا أنّ ذلك يكون في الأيام الأولى منه، لكنّ بعد ذلك يبدأ المخاط الكثيف ذو اللّون الدّاكن بالظّهور. وعلى الرّغم من الاعتقاد الشّائع بأنّ ذلك يعني أن الشّخص مصابٌ بالتهاب بكتيريّ، إلّا أنّ هذا شيءٌ غير صحيحٍ.
عادةً ما تكون أعراض الإنفلونزا أكثر شدةً مقارنة بأعراض الزّكام، غير أنّها تتضمن أعراضاً مشابهةً للزّكام، منها احتقان الأنف وألم الحلق. أما الأعراض الأخرى فتتضمن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والصداع والآلام الجسدية.
وعادةً ما تتحسّن أعراض الإنفلونزا خلال مدةٍ تتراوح من يومين إلى 5 أيام. لكنّها قد تستمرّ لمدة تزيد عن أسبوعٍ كامل.
وتختلف أعراض الزكام عن أعراض الإنفلونزا كما يلي: (وفقاً للمركز الامريكي لمراقبة والسيطرة على الامراض CDC)
الأعراض |
الزكام |
الإنفلونزا |
ارتفاع درجات الحرارة |
أحيانا، وحتى وإن ارتفعت، فهي لا ترتفع كثيراً |
عادةً، وغالباً ما تصل إلى ال 37.8 - 39، وخصوصاً لدى الأطفال، وتستمرّ من 3 - 4 أيام |
الصّداع |
أحياناً |
عادةً |
الآلام الجسديّة |
بسيطة |
عادةً ما تكون شديدةً |
الضّعف والإرهاق |
في بعض الأحيان |
عادةً، ويستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع |
انسداد الأنف |
شائعٌ |
في بعض الأحيان |
العطس | عادةً | في بعض الأحيان |
آلام الحلق | عادةً | في بعض الأحيان |
السّعال وآلام الصدر |
بسيط إلى متوسط |
شائعٌ وقد يكون شديداً |
سواء تم استخدام الأدوية أم لا، فإنّ الزّكام عادةً ما يزول خلال عدة أيامٍ كما ذكر أعلاه. لكنّ الفيروس المسبّب له قد "يسهّل" الإصابة بالتهابات أخرى، منها التهابات القصبات الهوائيّة والجيوب والأذن. وتتضمن مضاعفات الزّكام الشّائعة ما يلي:
عادةً ما يبدأ الزّكام بالسّعال والعطس، وذلك بعد الشّعور بحكّةٍ أو خشونةٍ في الحلق. بعد ذلك، يبدأ سيلان الأنف مشيراً إلى بدء حالة من الزّكام.
أما السّبب وراء ذلك، فهو كائن صغير لا يرى بالعين المجردة يعرف بالفيروس. ويُشار إلى أنّ هناك أكثر من 200 فيروسٍ مسببٍ للزّكام.
ويذكر أنّ ما يصل إلى 30% من حالات الزكام التي تصيب البالغين تحدث نتيجةً لهذه الفيروسات غير المعروفة. ويذكر أنّه لا يوجد دلائل علميةً على أنّ الزّكام يحدث نتيجة للتعرض لزيادة الحرارة أو التعرض للأجواء الباردة.
عادةً ما يتمّ تشخيص الزّكام بناءً على الأعراض والعلامات التي توسعنا بها من ذي قبل. أمّا في حالات مستعصية اذ يشكّ الطّبيب بوجود التهابٍ بكتيريٍّ أو سببٍ آخر للأعراض، فعندها يقوم بإجراء فحوصاتٍ طبيةٍ معينةٍ للكشف عن مضاعفات خطيرة اخرى، أهم هذه الفحوصات صورة الأشعة السّينية (X-Ray). فهي تكشف عن وجود مضاعفات، منها التهاب ذات الرّئة (Pneumonia) أو التهاب القصبات الهوائيّة.
أمّا في البداية، فعلى الطّبيب القيام بفحصٍ سريريٍّ للمريض. ويتمّ خلال الفحص السريريّ فحص الجيوب الأنفيّة والأذنين والرّئتين. كما وأنّ عليه أخذ التّاريخ المرضيّ للمصاب، ومن ضمن ذلك طرح الأسئلة الّتي تساعد على التّشخيص حول الأعراض وكيفيّتها ومتى بدأت.
ومن ضمن الأساليب التشخيصيّة أيضاً أخذ مزرعة من الحلق (Throat Culture)، وذلك عبر أخذ مسحةٍ من الحلق، ما يُساعد الطّبيب على تشخيص المرض ومعرفة ما إن كان الالتهاب بكتيرياً أم لا. كما وقد يقوم بطلب فحص دم.
وعلى الرّغم من وجود بعض الفحوصات التي تكشف عن وجود الفيروسات الشائعة التي تسبب الزّكام، إلا أنّها نادراً ما تستخدم كون الزّكام عادةً ما يشفى قبل الحاجة إلى ذلك. أمّا في بعض الحالات، منها بعض الحالات التي يكون المصاب فيها كبيراً في السنّ أو يمتلك جهاز مناعةٍ ضعيفٍ أو كان سنّه يقلّ عن عامين، فعندها قد يطلب الطّبيب هذا الفحص.
عادةً ما يزول الزّكام من تلقاء نفسه خلال أسبوعٍ واحدٍ إلى أسبوعين. أمّا إن كان بسيطاً، فقد يزول خلال أيّام. من هنا يمكنكم الستخلاص
لا تُستخدم المضادات الحيويّة في علاج الزّكام كونها تعمل ضدّ البكتيريا، بينما الزّكام هو مرضٌ فيروسيٌّ. وعلى الرّغم من عدم وجود علاجٍ شافٍ منه حالياً، إلا أنّ مصابيه ينصحون باستخدام الأدوية التّالية:
مضادات الاحتقان (Nasal Congestion) والتي تستخدم ضدّ انسداد الأنف وتأتي بأشكال صيدليّة عدّة، فعلاوة على الحبوب والكبسولات، فهي تأتي أيضاً على شكل سوائل ومعلّقات وبخّاخات أنفيّة. وأحياناً قد تأتي هذه الأدوية كخليط مع دواءٍ مضادٍّ للهيستامين (Antihistamine).
المسكّنات، والّتي تتضمّن الباراسيتامول (Paracetamol) ومضادّات الالتهاب اللّاستيرويدية، كالأيبيوبروفين (Ibuprofen) كونها تخفّض درجات الحرارة وتخفّف الألم. أما الأسبرين (Aspirin)، فعلى الرغم من أنّه يقع ضمن الفئة الأخيرة من الأدوية، إلّا أنّه لا يُنصح باستخدامه للزّكام ويمنع إعطاؤه لمن تقلّ أعمارهم عن الـ 16 عاماً كونه قد يسبّب لهم مرضاً خطيراً ونادراً يُعرف بمتلازمة راي (Reye's Syndrome). وتُعرّف هذه المتلازمة بكونها تصيب الكبد والجهاز العصبيّ المركزيّ.
أدوية الزّكام، والتي تكون خليطا بين المسكّنات والأدوية المضادّة للاحتقان. وبما أنّ المسكنات موجودةٌ في هذه الأدوية، فيجب عدم استخدامها معها إلا بعد استشارة الطبيب أو الصيدلانيّ.
وتباع معظم هذه الأدوية من دون وصفةٍ طبيّةٍ. كما وتُعدّ آمنةً لاستخدام البالغين والأطفال الكبار، غير أنّه يجب الاستفسار من الطّبيب قبل استخدام فئات معيّنة لها، منهم الفئات التّالية:
كما هو الحال لدى جميع مصابي الزّكام، فعلى المرأة الحامل الالتزام بالنّصائح التّالية:
معظم أطبّاء النّسائية والتّوليد يشيرون إلى أنه يُنصح بتجنّب جميع الأدوية خلال الـ 12 أسبوعاً الأولى من الحمل، حيث أنّ أعضاء الطّفل الحيويّة تتكوّن في ذلك الوقت. كما وأنّ العديد من الأطباء ينصحون بذلك بعد الأسبوع الـ 28 من الحمل. أمّا ما يجب على المرأة الحامل القيام به، فهو استشارة الطّبيب قبل أخذ أي دواءٍ خلال الحمل.
بشكل عام، فتعد الأدوية التالية ضمن الأدوية الآمنة للاستخدام بعد الأسبوع الـ 12 من الحمل:
كما ذُكر أعلاه، فإن المضادّات الحيوية لا تنفع في علاج الزّكام كونه مرضاً فيروسياً وليس بكتيرياً، غير أنّ هناك أساليب أخرى لمساعدة الرّضع على التّحسن، من ذلك الحرص على إبقاء الجو رطباً والقيام بشفط المخاط من أنف الرضيع بالشفاطة الخاصة بذلك. ولتسهيل هذه العملية، قد ينصح الطبيب باستخدام القطرات الأنفيّة المكونة من محلول ملحي كونها تساعد على إزالة المخاط السّميك من أنف الرّضيع.
وبشكلٍ عامٍ، يجب تجنب إعطاء الرّضيع الأدوية، حتى تلك التي تباع من دون وصفة طبية (OTC). لكنه بالإمكان استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مع الحرص على اتّباع التّعليمات المرفقة مع الدواء في النّشرة من حيث الجرعة وطريقة الاستخدام. أما أدوية الزّكام وأدوية السّعال، فهي لا تعد آمنة للرضع والأطفال الصّغار.
كما وينصح بإعطاء الرّضيع كمياتٍ كافيةٍ من السّوائل (لكن لا حاجة للكميات الزّائدة)، وذلك لتجنّب إصابته بالجفاف الذي ينجم عن الزّكام. وإن كان الرّضيع يرضع طبيعياً، فعليه بالاستمرار في ذلك كون حليب الأم يمنح حمايةً إضافيةً ضد الفيروسات المسببة للزّكام.
يجب عدم إعطاء الأطفال الّذين تقلّ أعمارهم عن الـ 4 أعوام أي دواء للسّعال أو الزّكام وذلك بحسبما أشار إليه صانعو هذه الأدوية. فضلاً عن توصيات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
كما وينصح باستشارة الطبيب إن كان الطفل مصابا بمرض مزمن، كمرض السكري من النوع الأول أو مرض الربو وغيرهم من الامراض.
بما أّنّه لا يوجد تطعيم ضدّ الفيروسات المسبّبة للزّكام، فيجب اتّباع خطواتٍ وقائيّةٍ للحماية منه. وتُعدّ هذه الخطوات مفيدةٌ في إبطاء أو منع الفيروسات من الانتشار. وتتضمّن هذه الخطوات ما يلي:
وقد وجدت دراسةٌ حديثةٌ أن الأشخاص الّذين يمارسون التّمارين الرّياضيّة بشكلٍ منتظمٍ يكون الزكام لديهم أبسط من غيرهم، كما وأنّ احتمالية الإصابة به تكون أقلّ مقارنة بغير الممارسين. أما عن الكيفيّة الّتي أجريت بها الدّراسة المذكورة، فقد تمّت في فصلي الخريف والشّتاء عبر متابعة 1,000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 إلى الـ 85 عاماً. حيث قام الباحثون بطرح بعض الأسئلة الحياتيّة العامّة عليهم، والّتي تضمّنت أسئلةً حول مدى التّعرض للضّغط النّفسي وأسئلة أخرى حول التّغذية.
وطلبوا منهم القيام بتتبّع عدد المرّات الّلاتي يصابون بها بالتهابات الجزء العلوي من الجهاز التّنفسي، منها الزّكام. كما وطلبوا منهم إعلامهم بمقدار الرّياضة الهوائيّة الّتي مارسوها خلال تلك الفترة.
وقد تبيّن أن من قاموا بممارسة الرّياضة لمدة 5 أيّام أو أكثر في الأسبوع الواحد كانت إصاباتهم بالزّكام أقل ممّا هو الحال لدى من لم يكونوا ممارسين لها إلا ليومٍ واحدٍ أو أقلّ في الأسبوع بنسبة 46%، كما وأن عدد الأيّام التي قضوها في المرض كانت أقلّ بما نسبته 41% أو أقلّ مقارنةً بالفئة الثّانية. وهذا يعود --بحسب الباحثين-- إلى أنّ جهاز المناعة يهاجم فيروسات الزّكام بشكلٍ أسرع.