يُعتبر الزكام المعروف أيضاً بنزلة البرد (بالإنجليزية: Common Cold) إحدى المشاكل الصحية الشائعة التي تظهر نتيجة تعرّض الإنسان لميكروب يُعرف بالفيروس، وفي الحقيقة هناك أكثر من مئتي نوع من الفيروسات يُمكن أن تسبب الزكام، ولعلّ أكثر هذه الأنواع شيوعاً الفيروس المعروف بالفيروس الأنفي (بالإنجليزية: Rhinovirus)، فقد تبيّن أنّ هذا الفيروس مسؤول عن 50% من حالات الزكام، ومن الأمثلة على الفيروسات الأخرى المُسبّبة للزكام: فيروس كورونا (بالإنجليزية: Coronavirus)، وفيروسات نظير الإنفلونزا البشرية (بالإنجليزية: Parainfluenza)، وغيرها، وبالاستناد إلى الإحصائيات المُجراة تبيّن أنّ هناك ما يُقارب مليار حالة تُصاب بالزكام بشكلٍ سنويّ في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أنّ الإنسان يُصاب بنزلات البرد نتيجة انتقال الفيروس المُسبّب لها من الشخص المصاب، وذلك إما عن طريق وصول رذاذ المصاب مباشرة إلى الشخص من خلال عطاسه أو سعاله، وإمّا عن طريق ملامسة الأسطح الملوّثة برذاذ المصاب كأجهزة الحاسوب وغيرها ثمّ ملامسة الأنف والفم، وبمجرد دخول هذا الفيروس إلى الجسم فإنّه سُرعان ما يُلحق الضرر بالطبقة المُبطّنة للأنف والحلق، وعندها سرعان ما يبدأ الجهاز المناعيّ تأثيره بإطلاق خلايا الدم البيضاء لمواجهة الفيروس، وفي حال كان الجسم قد تعرّف على هذا الفيروس من قبل فإنّ الجهاز المناعيّ يكون قادراً على القضاء عليه، ولكن في حال كان هذا الفيروس من سُلالة لم يتعرّض لها الجسم من قبل، فإنّ الأنف والحلق سرعان ما يُصابان بالالتهاب، ويبدأ المخاط بالتكوّن والتراكم هناك، وهذا ما يؤدي إلى ظهور أعراض الزكام على المصاب.
في الحديث عن علاج الزكام وطرق التخلص منه، يجب بيان أنّ استخدام المضادات الحيوية لا يُجدي نفعاً في حال المعاناة من الزكام، وذلك لأنّ المضادات الحيوية قادرة على مواجهة العدوى البكتيرية وليس الفيروسية، ومن المعلوم أنّ الزكام ناتج عن عدوى فيروسية كما وضّحنا سابقاً، وعليه يمكن القول إن أخذ المضادات الحيوية عند الإصابة بالزكام لا يُعجّل الشفاء ولا يمنع انتقال المرض إلى الآخرين، وأمّا بالنسبة للخيارات الفعالة في التخلص منه فيمكن بيان أهمّها فيما يأتي:
على الرغم من احتمالية تعرّض أيّ شخص للزكام، إلا أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة به، نذكر من هذه العوامل ما يأتي: